facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"حكاية فجر شتائي!"


جهاد جبارة
19-01-2015 06:08 PM

زمان في بيت الطين في الزرقاء, وفي أول عهدي بالنشر في الصحف, أيام كنت في مقتبل العمر, كنتُ أصحو في أفجُر الشتاء مبكرا وقبل أن يُقاطع صوت المؤذن رعد الغيم, كنتُ أرتدي معطفي على عجل, وأخرج من باب الخشب العتيق مُهرولا لأبتاع الصحيفة التي كنت أكتب لها, وكانت"الدستور", كنت أسير طويلا في البرد لأصل إلى حيث مقر وكيل الصحيفة الذي كان يُعطيني عددا بالمجان, وفي طريق العودة والطرقات مُظلمة كان ثمة حانوت عتيق يبعث نورا من"لوكس أبو شنبر" فأعرّج عليه وأشتري منه ببضعة قروش عددا من سجائر "كمال", وأحيانا "لولو" ذلك الصنف الأرخص, وما أن أصل البيت حتى أدلف مطبخ بيتنا الطيني الذي كان بعيدا عن عيون أبي, وأمي الغارقين في نوم عميق, فأعد قهوتي لأتلذذ على رشفها مع سحابات تلك اللفائف الرخيصة..

كنت أحرق رئتي احتفالا بذلك المقال الذي كنت أقرأه عشرات المرات قبل أن تُشرق الشمس رغم إني أنا الذي كتبته!

الحكاية سيداتي, وسادتي ليست هُنا, الحكاية أنني في كل فجر كنتُ أخرج فيه كان يلتقيني عدد من الكهول الذين اعتادوا تأدية صلاة الفجر في المساجد فكانوا يظنونني مثلهم مُهرولا للمسجد, ولأني صغير السن كنت أسمعهم وهم يدعون لي بالتوفيق, ويطلبون من الله أن يقبل صلواتي, كنت أغيب في الأزقة ولا أعد أراهم لكن أصوات دعواتهم كانت لم تزل تتبعني...

ما أردت أن أقوله هنا بأني في كل فجر من أفجُر هذا الشتاء أتذكر كل أولئك الكهول الذين لم أكن أعرفهم, وقد غابت ملامحهم, وبالتأكيد غيّبهم الموت, فأترحم على أرواحهم, ثم أعود لأنظر من نافذة تُطل على عمان ذات القصور, والفلل, والبنايات الشاهقة, وأذرف دمعتين واحدة على سقوف الطين, والثانية على أوراق أسقطتُ عليها حبرا لم يَرَه أحد غيري!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :