facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طنين الاشاعات


د.نبيل الشريف
13-04-2008 03:00 AM

تعمل ماكينة تفريخ الاشاعات بطاقتها القصوى هذه الايام ، ومجالس النميمة المنتشرة في كل مكان تكاد تكون في حالة انعقاد دائم..

ولا يلتقي مواطنان في احد الاماكن الا وكانت «المعلومات الموثوقة» ثالثهما ، فهذا يقول ان المؤسسة العامة الفلانية قد بيعت ، وآخر يؤكد بلهجة الخبير المطلع ان النفط موجود بكميات تجارية في الارض الاردنية ولكن الارادة السياسية لاستخراجه غير متوفرة ، ويتبرع مطلع آخر بـ «معلومات» حول المطار الجديد او الميناء القديم ، وهي «معلومات» غير متوفرة الا له لان ابن خاله شريكه في العمل اطلع بنفسه على الملف،

اما عن ثراء المسؤولين المفاجئ فان طنين الاشاعات يملأ الافق ، فهذا المسؤول الحكومي الصغير اصبح يمتلك فجأة اسهما في شركة كبرى ، ولديه سيارة من احدث طراز كما ان ابنه يدرس في جامعة بالخارج على حسابه.. اما المسؤول الكبير فقد بنى بيتا يقع على جبل في منطقة مميزة ، وقد اصبح الجبل كله ملكا له.. وقد تم تمديد طريق خاص له لا يستعمله احد غيره.. مع ان هذا المسؤول الكبير موظف يعيش على الراتب وقد كان لسنوات قليلة خلت يستعمل سيارة تاكسي في تنقلاته،

ويبقى حديث الاسعار الموضوع المفضل لدى المواطنين هذه الايام ، فقد اشترى فلان دجاجتين واضطر الى ان يأخذ قرضا من البنك لاتمام الصفقة ، اما فلانة فقد انتقلت الى رحمة الباري وهي تحلم في الملوخية التي طاولت اسعارها عنان السماء ، اما عن جرة الغاز فحدث ولا حرج ، فقد اجبر فلان على اشعال النار في باب غرفة نومه ليعد طعام العشاء لاصهاره الذين باغتوه بزيارة ، تماما كما فعل حاتم الطائي الذي ذبح حصانه لاطعام ضيوف زاروه في ليلة ظلماء،

لقد اختلطت الامور على الناس ولم يعودوا قادرين على التمييز بين الحقائق والاكاذيب.. واصبح الميدان خاليا لكل صاحب خيال مجنح.. وقد حدث هذا كله وسط غياب تام للرواية الرسمية للامور.. وقد قلنا الف مرة وقال غيرنا كثيرون ان البديل الوحيد لغياب المعلومات وانقطاع التواصل هو الاشاعات.. فمن ينقذنا من طنين الاشاعات هذا الذي يصم الآذان؟،
الدستور .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :