facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوح ذوي الشهداء ..


د. محمد الخلايلة
11-02-2015 10:50 PM

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا معاد لمحزونون...سلام عليك يا معاذ ... سلام على والدك الذي جبر بشموخه وصبره وكبريائه كسر قلوبنا... أجزم أن قواميس الكون لا تسعف في وصف مشاعر الألم التي يشعر بها هذا الرجل ... ولكنه أمر الله ولا نقول إلا ما يرضى الله... إنا لله وإنا إليه لراجعون ...

لقد مررت شخصيا بما تمر به اليوم يا أبا معاذ، فاستشهاد معاذ أثار في النفس شوقا وحنينا لشهداء الوطن ومن بينهم والدي رحمة الله عليه الذي فاضت روحه الى بارئها مع كوكبة من شهداء الوطن من كتيبة الحسين الثانية، تلك الكتيبة التي سماها الحسين العظيم رحمة الله علية بإسم "أم الشهداء" ... كان ذلك في مثل هذه الايام وفي معركة الكرامة الخالدة عندما كان عمري يومها أقل من سنتين... هنيئا لك يا أبي ولكل شهداء الوطن وأنتم تستقبلون اليوم فارسا اردنيا أبر بقسمة أن يسير على دربكم حتى التحق بكم شامخ الرأس... لم يمت معاذ ولم أشعر يوما بأن والدي قد مات رغم غيابه عنا كل هذه السنين... فالشهداء لا يموتون بل هم احياء عند ربهم يرزقون...

سلام عليك يا أبن الشهيد يا من لم ترى النور بعد ...أبشر بحفظ الله ورعايته ... لقد فقدت أغلى الناس ولكنك لست وحدك من كان هذا قدره... تيقن أن الله سيكون معك ... تيقن أن روح والدك الشهيد ستبقى ترفرف من حولك وترعاك... أنت في بلد كريم لن يبخل عليك ولن ينسى ما قدمه والدك الشهيد ... كيف يمكن أن أصف لك في هذه السطور ما يلقاه ذوي الشهداء من احترام واهتمام... نحن بفضل الله نعيش في دولة كريمة تحكمها قيادة حكيمة تربطها بالرعية علاقة انسانية لا نظير لها ... لم يكن غريبا أن يعتبر جلالة الملك أطال الله في عمره معاذا إبنا له أثناء الأسر ولم يكن غريبا أن يقف الى جانب ذويه بعد استشهاده هذه الوقفة الإنسانية التي جبرت كسر قلوبنا... من أجمل ما رواه رفاق والدي الشهيد أن الراحل الكبير جلالة الملك الحسين رحمة الله عليه قد زار الموقع الذي استشهد فيه وعندما عثروا على ذراعه التي انفصلت عن جسمة نتيجة القصف قبلها رحمة الله عليه والدموع تنهمر من عينيه وأمر بتكفينها والحاقها بباقي الجسد لتدفن معه في مقبرة ام الحيران ...
معاذ يا من جرحت قلوبنا بفقدك واختلطت باستشهادك مشاعر الحزن والفخر والغضب ... سلام عليك في عليين ولتهنأ روحك الطاهرة هناك فالسيف لا زال وسيبقى في يمناك ... لأن الشهداء لا يموتون...

الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة
عميد كلية الحقوق-جامعة مؤتة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :