facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصدير الثورات


د.محمود أحمد ذويب
16-02-2015 09:01 PM

لا يوجد شيء أسمه بضاعه ،ولاشيء اسمه سلعه بل هنالك مفهوم اسمه FAB Technique لمستحضر ، حتى وإن كان ذات الخمار الاسود .

عندما تبيع مستحضراً ما سواء كان دواء، أو سياره أو أي بضاعه ، فأنت لا تبيع المستحضر ذاته ، بل أنت تبيع فكره على شكل ما يسمى في علم التسويق FAB (Feature, advantage, benefit) فأنت تصف المستحضر و مكوناته ، ثم الميزه التي يتمتع بها ، وما الفائده التي تعود على المستهلك النهائي، وهذا هو حال المندوب الطبي الذي يزور الطبيب، الذي يشرح له عن مكونات المستحضر ، و الميزه، و الفائده التي تعود على الطبيب و المريض.

الثوره الفرنسيه عندما قامت ، سواء كانت صحيحه أو غير ذلك ، تبنت أفكار الحريه و العدل و المساواه ، وتم تصديرها من خلال ميزة هذه الشعارات للشعوب ، و بالتالي فائدة هذه الميزه، وقد تم تصديرها و تسويق هذه الافكار من خلال الحروب، وقد تم إستخدام المواد الاوليه، وهي المصادر البشريه للشعوب المسحوقه في أوروبا في ذلك الحين ، واستمرت حروب هذه الافكار و الثورات في أوروبا حتى نهاية الحرب العالميه الثانيه، لتستقر بعدها أوروبا.

هنالك أمثله كثيره في التاريخ على ذلك ، وأنا هنا لست بصدد الخوض فيها أو تحليلها، وإنما اتحدث عن فكرة تصدير الثوره من خلال الافكار .

هذه الثورات غالباً إن لم يكن دائما ، ليست وليدة الساعه ، و ليست داخلية المنشأ، ولا تقوم ذاتياً، بل هناك جهه ما، دوله، أمه، قوميه، تنظيم سري، أو علني، وراء كل ذلك.

الربيع العربي إبتداءاً من تونس وليس إنتهاءاً بسوريا ، لم يكن بريئاً ، ولم يكن ذاتياً أو عفوياً ، بل هو مؤثر خارجي تستفيد منه جهه ما، وهو في حالتنا إسرائيل ، وتم تمريره من خلال الدول و الحكومات الغربيه التي تسيطر عليها إسرائيل ، و التي قامت بدورها بتمرير الثوره( البقره) من خلال دول إقليميه ، مولت، وأستخدمت عناصر بشريه خارجيه و داخليه للتنفيذ، وإستخدمت مواد خام و أفكار ليبراليه ووهابيه ، وظروف ذاتيه وموضوعيه ، و قوانيين وتشريعات وممارسات فاسده، مارستها حكومات محليه، وثقافات دينيه وجهل وتخلف تراكمت تحت بصر و سمع الحكومات المحليه خلال عشرات السنيين .

الثوره الاسلاميه في إيران ، و الثوره الحميريه في سوريا ، و الحرب العراقيه الايرانيه ، وما تلاها لا تخرج عن هذا السياق.

الثورات شأنها شأن البضاعه يتم تصنيعها و حياكتها ، و تسويقها و تصديرها، من خلال مواد خام و مواد مضافه، وأفكار وإعلانات ، وميديا ، والمستهلك النهائي هو الشعب ... القطيع، و المستفيد النهائي شركات متعدده الجنسيات ، و قوه خفيه، لا تظهر للعلن ، وإن ظهرت تظهر على شكل ملاك .

أنا أتفهم تدوير الزوايا، و تربيع الدوائر لدى بعض الاصدقاء، بما يخدم قضيه عادله إعلامياً و معنوياً، وأتفهم شيطنه الملائكه، و ملكئة الشياطين، ولكن هذا لا يغير من الامر شيئاً، ولا ينطلي على فيلسوف فوضوي، لا يفرق بين الشوال الاسود الايراني و السعودي، ولا بين خزعبلات أبو هريره، وهرطقات الكوراني.

الشعوب- القطيع يسير الى أربع ، ولكن الثورات لاتسير الا على خمسه ، أربع القطيع ، وافكار مصنعي الثورات ، ثكلتني أمي إن لم يكن تصدير الافكار و الثورات حقيقيه حقيقيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :