صدر في 13/2/2015 قرار لمجلس الأمن يحمل الرقم 1299 يعتبر كلاً من تنظيم داعش والنصرة والقاعدة تنظيمات إرهابيه، ويتوجب تجفيف مصادر تمويلها ومجابهتها بكل الوسائل، في حين فشلت الولايات المتحدة في تضمين القرار بنداً (يدين الرئيس الأسد بوصفه داعما للإرهاب) ولا نعلم مدى جدية الولايات المتحدة بوضع تلك الإضافة حتى تتخلى عنها لاحقا بسهولة، وهذا يبدو مؤشرا مهما وقد تزامن ذلك مع طرح مسوده لقرار مقدم من مجلس التعاون الخليجي يتضمن إدانة للحوثيين ووجوب إعادة الأوضاع إلى ما قبل الإحداث التي قادت إلى سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة اليمنية، لكن القرار فشل في الوصول إلى أروقة مجلس الأمن وهذا أيضا له مدلولات مهمة على حجم وقدرة دول مجلس التعاون في تسويق قرار يتعلق بصلب الأمن الوطني لتلك الدول.

لا أحد سيصاب بالصدمة إذا سمع أن هناك بوادر وقناعات دولية بخصوص الحد من الفوضى العارمة التي تدور رحاها في منطقتنا إذا ما اعتبرنا أن اتفاق منسك بشأن أوكرانيا كان برضا وموافقة الولايات المتحدة أو على الأقل عدم اعتراضها.

في ظل تلك الأجواء فإن التحذير من مغبة الدخول بمغامرات هو أمر جدي فقد وفر القرار الدولي سالف الذكر غطاء مهماً للتذرع به لعدم الانسياق خلف بعض المشاريع التي لا مستقبل لها ولا أحد لديه رغبة بأن يكون مجرد ورقة بيد الآخرين للتفاوض.

محليا ومنذ أربع سنوات خلت كانت إدارة الازمة تحقق نجاحات مهمة حيث وفرت أجواء من الاستقرار قادت مؤخرا على خلفية الجريمة التي ارتكبتها داعش بحق الشهيد الكساسبة إلى حاله نادرة من الوحدة الوطنية لم يحصل مثيل لها في تاريخنا الوطني وهذا يرتب جملة من المسؤوليات يوجب أن تدار تلك الأجواء الايجابية بان تصرف في تحسين المناخ السياسي الداخلي وتحقيق بعض الانجازات المتعلقة بتغييرات مهمة لم تكن الظروف سابقا تسمح بها.

فالشعبية والثقة بالقيادة والمؤسسات الوطنية رصيد مهم ودعم يجب صرفه ايجابيا في الداخل خاصة في حلحلة الكثير من القضايا الداخلية المؤرقة والتي أصابت الدولة بالوهن أو كادت.

فعناوين مثل تشكيل طاقم حكومي شاب من غير الطبقة السياسية المعروفة وإجراءات جدية ولو محدودة في الحد من الفساد أمور أكثر من ملحة وانفتاح على كل القوى الحية في المجتمع بعد أن كشفت الأزمات الداخلية والإقليمية انه لا يجب أن تقف ألدوله وحيده في مواجهه قوى الظلام بغير مسانده من قوى شعبيه كانت إلى وقت قريب توصم بعدم وطنيتها.

نعم انها فرصة سانحة في أيام حاسمة