facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الإخوان" .. ونهاية الأيديولوجيات العربية


منار الرشواني
09-03-2015 02:28 AM

تبدو الأنظمة والحكومات العربية "القُطرية" منسجمة مع نفسها، وهي بالتالي محقة تماماً، حين تطالب جماعات الإخوان المسلمين بفك ارتباطها مع الجماعة الأم في مصر، و/ أو غيرها من جماعات الإخوان في دول أخرى، لاسيما في تركيا اليوم.

لكن يبدو النقيض، منطقاً وأحقية، حين تصدر هذه المطالب بتأكيد جماعات الإخوان المسلمين لوطنيتها/ قُطريتها، عن أحزاب وقوى وشخصيات ترفع شعارات فوق وطنية؛ أبرزها القومية العربية، كما اليسار وحتى الشيوعية التي انتهت في بلدان منشئها. فهؤلاء في الحقيقة يعلون أيضا المصالح "القومية" والأممية -أو ما يعتبرونها كذلك- على حساب المصالح الوطنية/ القُطرية، وعلى نحو أشد أحياناً كثيرة مما يفعل "الإخوان"، أو يُتهمون بذلك على الأقل. وسيادة هذه الحالة، على اختلاف المرجعيات، يكاد يفسر تماماً النظرة السلبية، إن لم تكن التخوينية، لكل تنظيم سياسي يعلي الشأن الوطني لدولة عربية، حتى وإن أكد أن ذلك ليس على حساب الإسلامي والقومي.

والحقيقة أن فك الارتباط بالخارج، على أسس دينية وغير دينية، لا يبدو مطلباً واقعياً فحسب، بل هو الخيار المنطقي الوحيد، إزاء حقيقة تجذر الدولة الوطنية/ القُطرية بعد عقود من نشأتها. وحتى التفسخ والتفكك الذي تعانيه دول عربية عديدة الآن، لا يمكن أن يكون حجة لأي من القوى والتنظيمات فوق الوطنية، بل العكس تماماً؛ هو حجة عليها، وعلى أصحابها.

إذ باسم الأيديولوجيات العابرة للحدود العربية، إسلامية وغير إسلامية (ولا يجوز وصفها بالعلمانية، لأن هذه بالتعريف والممارسة ليست نقيض الدين والمتدينين أبداً)، أمكن التستر على خراب "وطني" غير مسبوق، تخلفاً تنموياً وفساداً، أوصلانا إلى ما نحن عليه اليوم من حروب داخلية. والفساد تحديداً، ينفي إمكانية استخدام "نظرية المؤامرة" الغربية الإمبريالية المزعومة لتفسير ما قبل "الربيع العربي" وبعده، إلا أن يكون متورطاً فيها ذات من يُفترض الدفاع عنهم باستحضار هذه النظرية!

في السياق نفسه، وإزاء حالة السيولة والاضطراب التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، يظهر انقسام وارتباك غير قابلين للتبرير لدى كثير من حملة الأيديولوجيات العربية العابرة للحدود. ويظل العراق دوماً النموذج الجامع.

فمع رفض كل القوى العربية الإسلامية والقومية واليسارية، للغزو الأميركي للعراق، شارك الإخوان المسلمون العراقيون، كما هو معلوم، في حكومة الاحتلال، وسبقتهم كل الفصائل والقوى التابعة لإيران التي يُفترض أنها رأس "المقاومة والممانعة" وتكاد تصبح رمز "القومية العربية" لدى أغلب القوى والتنظيمات الرافعة لهذا الشعار/ الأيديولوجيا! وهنا يبدو أيضا التناقض الأحدث في اليمن مثلاً. ففيما يرفض القوميون اليمنيون، وضمنهم الحزب الناصري، انقلاب الحوثيين على الرئيس عبدربه منصور هادي، يكاد يكون مفروغاً منه تأييد أكثرية القوميين واليساريين العرب غير اليمنيين لهذا الانقلاب، طالما أنه مدعوم من إيران! وكل ذلك لا يبدو غريباً طالما أنه كان وما يزال في الدولة الواحدة "أحزاب" شيوعية و"أحزاب" بعث.

الأهم من كل سبق، أن إعادة الاعتبار للبعد الوطني/ القطري للأحزاب العربية جميعاً، هو ما سيسمح بخلق بيئة سليمة لتقديم رؤى وبرامج حقيقية، ولا غنى عنها فعلياً، للتعاون والتكامل؛ عربياً و/ أو إسلامياً، بدلاً من أوهام الشعارات التي قسمت المقسم العربي، وزادت رقعة الأراضي المحتلة أو الخاضعة للهيمنة غير العربية. الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :