facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"أحمد"


رندا حبيب
24-04-2008 03:00 AM

منذ أربعين عاما، كان نصيب أحمد من إرث والده قطعة أرض صادف أن كانت تقع على تلة غرب عمان. وكان أن اختيرت من ضمن تلال أخرى ليتم بناء مدينة الحسين الطبية عليها، استملكت مقابل مائتي دينار للدونم لإقامة هذا الصرح المهم.

شعر أحمد بفخر وحماسة شديدين، أحس بأهمية هذا المشروع بكل جوارحه، لدرجة أنه قرر المشاركة فيه كعامل بناء، تصبب عرقه كل يوم وعمل بكل ما أوتي من قوة وعزم، مدخرا ماله في نفس الوقت لإتمام مشروعة الشخصي. نعم لقد حلم أحمد بأن يصبح أحد أطباء ذلك المشروع الطموح.

وبالفعل، بعد سنوات قليلة، أصبح الحلم حقيقة، وانضم الطبيب أحمد الى طاقم المدينة الطبية، كان شعوره بالفخر لا يوصف. الإيمان بالله، أرض أبيه، عمله بالبناء، الثقة برؤية القائد والولاء له كل ذلك كان الدافع للطموح والمحفز لمستقبل أفضل.

اليوم، ينظر أحمد إلى مدينة الحسين الطبية بمشاعر مختلفة ومتخوفة. كل ذلك الحديث الذي يدور حول الخصخصة، ثمن الموقع المقدر بحوالي البليونين ونصف البليون، وجد كل ذلك بعيدا كل البعد عن الروح والمشاعر والحماسة التي غمرت الأجواء في تلك الأيام. ما حصل عليه مقابل قطعة أرضه لم يحتسب بالدنانير، وبخاصة أنها لم تسهم في إحداث نقلة اقتصادية تذكر في حياته، بل احتسب المقابل بحجم الحلم ومستقبل الجيل القادم. شعر أحمد بألم يعتصره لمجرد التفكير بهدم الموقع من أجل بناء أبراج لمكاتب شركات كبرى، فقد شارك في بناء المدينة الطبية بيديه قبل أن ينضم إلى فريقها. نوعا ما، شعر أحمد أن حلمه قد بيع.

لقد فكر بابنه الذي لن يرث قطعة أرض، ولن يملك حلما كحلمه. أراد أحمد أن يحظى ابنه بالفرصة نفسها التي حصل عليها، لكن كل ما استطاع تمنيه هو أن يصبح ابنه عامل بناء لدى مستثمرين أجانب.
الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :