facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شخصية أبي محروس الجدلية


سناء المعايطة
24-04-2008 03:00 AM

عادة ما يختار أبو محروس مكانه قريبا من باب الباص، لقد تعود أن يركب في المقعد المنفرد لإنه يشعره بحرية أكثر ، هو ليس مضطرا لتقليص حجم كتفيه وضم ساقيه، كما أن ذلك سيساعده بالنزول من الباص بسرعة ودون عناء المزاحمة، أبو محروس لا يبخل على بيته بشئ، أو هذا ما يعتقده هو على الأقل، لطالما اعترف أن لسانه طيب ويحب الطعام و الحلويات، سبب وجيه لتفسير وزنه الزائد، يحب الهريسة من محل أبي السعيد، فتراه لا ينقطع عن زيارته طويلا ، هو يعلم أنها تزيد من بدانته وترفع معدل السكري لديه، لكنه لا يفكر كثيرا بالأمر، ويردد دائما عبارة (هو حدا ماخذ معه إشي) ، لدرجة أن زوجته التي كانت تكره الحلويات أصبحت تأتي في كثير من الأحيان على بقية محتويات العلبة خصوصا إذا كان مسلسل السهرة عاطفيا وبه شجن زائد، كما أن ابي محروس عزز لديها هي أيضا نظرية (هو حدا ماخذ معه إشي) لدرجة أن هذه العبارة أصبحت مشجبا لكثير من التصرفات والتجاوزات، و دليل على ذلك العباءة التي اشترتها بخمسين دينارا قبل يومين بالدين من عميلهم صاحب النفوتيه، ونصية الجبنة الجرشية من عميلهم اللبان واتخاذها قرار تغييب ابنها عن المدرسة يوم الخميس لأنه استيقظ متأخرا ولم يلحق الطابور الصباحي، حتى الجنين الذي في أحشائها تكون في لحظة بنيت على العبارة نفسها.

يحمل أبو محروس هاتفا خلويا بمواصفات وتقنيات عالية ـ ايضا على نفس المبدأـ ينزل عليه نغمات وأغان يطرب لسماعها، ففي راحات العمل ولحظات تقلص طابور المراجعين، يتبادل وزميله أحدث مقاطع البلوتوث، وأحيانا كثيرة يعود الطابور مزدحما وهو ما زال مشغولا في مراجعة ما أهداه إياه زميله من إبداعات العولمة، زميله هذا (نهفة) على رأي أبو محروس يلتقي معه في كثير من وجهات النظر حتى في نكهة الأرجيلة التي يتناوب كل منهما على استنشاقها في ركن قهوتهما المفضلة.

أبو محروس متابع جيد لكل ما يدور في البلد، أو هذا ما يعتقده هو على الأقل، يلم بكل ألأحداث التي تتناقلها الصحف المحلية والمحطات الفضائية الإخبارية، وتراه يتحدث عن الخصخصة والمأسسة وفك الارتباط والشفافبة والمكاشفة وكأنه يجلس في أروقة الوزارات ليل نهار ويجالس الوزراء وأمناءهم في اجتماعاتهم وراء الأبواب المغلقة، أبو محروس لا يكتفي بالسياسة الداخلية فقط فللسياسة الخارجية منه نصيب فتراه يتحدث عن تخصيب اليورانيوم في إيران ومناكفة أوباما لهيلاري وأزمة رغيف العيش في مصر ولعبة القط والفأر الفلسطينية وغيرها من المواضيع التي يجيد تحليلها كما يجيد الحديث عنها، أو هذا ما يعتقده هو على الأقل.


أبو محروس لا يعتبر نفسه ليبراليا بالرغم من تجارب الطيش التي خاضها بزمانه ولا يعتبر نفسه ملتزما مع أنه مستعد لأن يناظر القرضاوي بأي فتوة يفتيها، ولا يعتبر نفسه يمينيا مع أنه أعطى صوته لابن عشيرته المنتمي لجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية ،يتغنى بالقومية مع أنه مستعد لأن يصرح بعبارات نازية ـ عجز عنها هتلر بزمانه ـ في حال خسرفريقه المفضل مباراة لكرة القدم، وفي كثير من الأحيان يراجع نفسه بآرائه عن الوطنية والإنتماء خصوصا بعد استلام راتبه آخر الشهر لأنه لا يعتقد أن ال 300 دينار مبلغ مناسب لما يقدمه من خدمة تجاه الوطن ويتذمر دوما كونه وزوجته و أبناؤه الأربع وخامسهم الذي على الطريق يستحقون حياة أفضل بكثير من تلك التي يعيشونها و أن ال 300 دينار لا تكفي لشراء الخبز وكسوة العيد وقرفة للمولود الجديد أو هذا ما يعتقده هو على الأقل.

أبو محروس يناقش بالفن والشعر والموسيقى ويصنف الأعمال الفنية حسب مقاييس وضعها بنفسه بالرغم من أنه ضد فكرة المظاهر الثقافية بجميع أشكالها كارتياد معارض الكتب ودور الفنون وصالات المسارح وحتى المهرجانات الوطنية لإنها وحسب تفسيره أبواب للبعثرة غير المبررة وليس منها فائدة مرجوة .

بعد أن كان أبو محروس يزود مخزونه الذهني بمطالعة الصحف اليومية ومتابعة أخبار محطات التلفزة المتنوعة أصبح اليوم أحد المهتمين وبشدة بصحف المواقع الإلكترونية بعد أن استمالته مغريات المواد الإعلانية لتركيب خط إنترنت مجاني يترتب عليه دفعات معقولة آخر كل شهر وعلى مبدأ(ما حدا ماخذ معه إشي)، وبدل أن يكتفي بإطلاع زميله (النهفة) في العمل أو نسيبه أو أي ممن يصدف ويجالسهم في جاهة أو عطوة أو عزاء على تحليلاته ووجهات نظره التي تجود بها بنات أفكاره، أصبح يشاركها الألوف و يزين بها مواضيع الصفحات الإلكترونية وحواشيها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :