facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روابط مفكّكة


01-05-2008 03:00 AM

ذات يوم .. تم اختياري لتغطية مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 بين فريقي ليفربول الإنجليزي وإي سي ميلان الإيطالي هناك في اسطنبول وبالتحديد في ملعب أتاتورك الجميل . شاهدت بأم عيني الجمهور الذي أعتبره –وهي وجهة نظر شخصية- أفضل جمهور كرة قدم في العالم .. وبالتأكيد فإنكم عرفتم عن أي جمهور أتحدث .. إنه جمهور الريدز .. كانت الأهداف الإيطالية تدكّ مرمى الحارس البولندي دوديك إلى أن وصلت لثلاثة أهداف .. حتى أن معلق اللقاء حينها الزميل عدنان حمد الحمادي وعند مشاهدتي للمباراة المعادة بعد عودتي للعاصمة الأردنية عمّان كان قد قال حينها .. "خلاص خلصت المباراة" . وأنا وللأمانة راودني نفس الشعور وأظن بأن ما نسبته 99.99% من المشاهدين قالوا بأن المباراة قد انتهت . لا ألوم نفسي ولا ألوم الزميل عدنان حمد ولا حتى المشاهدين الذين كان لهم نفس التوقع . على الرغم من أنها وأعني كرة القدم لا تعرف المستحيل . والنتيجة تحسم مع صافرة النهاية . بين شوطي اللقاء وفي مقابلة لنجم فريق ليفربول الأول حينها الإنجليزي ستيفن جيرارد سأله المراسل عن توقعاته للشوط الثاني فأجاب قائلا : إستمع معي لجمهور ليفربول في المدرجات بماذا يهتف .. فصمت المراسل عندها وكان الجمهور يغني "you will never walk alone أو لن تمشي وحيدا" .. وبعدها قال جيرارد : من أجل هذا الجمهور لن نخسر ! . إنتهى .. تذكروا بان النتيجة حينها كانت تقدم ميلان بثلاثية نظيفة !!


مع انطلاق شوط اللقاء الثاني فوجئنا بانقلاب يحدث في ملعب أتاتورك قاده أبناء الإسباني رافاييل بينيتز فكانت الأهداف الحمراء تتوالى على مرمى البرازيلي ديدا .. إلى أن تعادل الفريقان واستمر التعادل حتى وصلت المباراة للركلات الترجيحية .. الركلات التي ابتسمت للفريق الإنجليزي ليفربول محققا لقب أغلى بطولة للأندية في العالم ! وعندها تيقنت تماما بأن جمهور الريدز هو من انتصر وان جمهورا بهذا الحجم –وأعني هنا الحجم المرتبط بفاعلية في الملعب- تحتاج كل الفرق المنافسة لهزمه قبل أن تهزم كتيبة ليفربول نفسها !! . وتأكدت بأنني تسرعت في إصدار حكمي فيما يخص نتيجة اللقاء . وأعتقد بأن الزميل عدنان حمد قد مرّ بنفس التجربة في كبينة التعليق وهو ما دفعه للاعتذار حينها وعلى الهواء مباشرة لأنه تسرع في توقع حسم النتيجة وأحييه على هذه الخطوة الجريئة .


ربما جاءت مقدمة مقالي هذه المرة طويلة ولكنها لا تخلو من وعبر مستفادة علّها تكون درسا لنا جميعا وخصوصا جماهيرنا .


في عالمنا العربي هناك روابط خاصة لجمهور كل فريق كما هو الحال في أي بلد في العالم . ولكن إن تحدثنا عن روابط الفرق الأردنية فحدث ولا حرج ! للأسف باتت روابط الجمهور ملاذا لعدد من ضعاف النفوس ممن تسوّل لهم أنفسهم انتهاك أمن وحرمات الملاعب الأردنية من هتافات مسيئة للوحدة الوطنية وشتائم تتطاير هنا وهناك .. والنتيجة ملاعب شبه خالية . فمن منا يرضى على نفسه أن يذهب هو وعائلته لمتابعة لقاء في الدوري الأردني وسط كم هائل من الهتافات البذيئة التي تسيء لأعراضنا جميعا ؟! هتافات صدقوني لم أسمعها في أي ملعب في العالم ! والحمد لله وبفضل عملي كمراسل متجول فإنه كتب لي أن أزور أبرز ملاعب العالم وأتعرف عن كثب على عدد كبير من الجماهير حتى في دول يعرف جمهورها بتعصبه للفرق التي يؤازرها ! لكن ما أشاهده وأسمعه هنا في الأردن مختلف ومغاير تماما .. ربما نستحق "براءة اختراع" على الهتافات التي تتردد في ملاعبنا ! كانت المشكلة قبل سنوات هتافات تسيء للوحدة الوطنية .. ولكن في الآونة الأخيرة تحولت الهتافات لتتخذ منحى آخر تضرب فيه يمنة ويسرة ولا تفرق بين أحد ولا تكاد تخلو مباراة واحدة من هتاف بذيئ يسيء للأعراض وأصبح عدد من جمهورنا "يتفنّن" في تأليف هذه الهتافات وصياغتها ! إلى متى هذا الحال ؟! للأسف فإن الضحية من جديد كرة القدم الأردنية التي لم تعد تتحمل هذا الكم الهائل من المآسي التي تمر بها ! كيف لجمهور منتخب وطني أن يقوم بشتم لاعب في هذا المنتخب ويمثل الوطن لانه يلعب في ناد معين ؟ شيء مخجل للغاية . وأعتقد بأنه بحاجة إلى وقفة واحدة نتصدى من خلالها جميعا لهذه الحملة الشرسة التي تضر بنا جميعا !


عندما نتحدث عن روابط للجمهور فإننا نتحدث عن فرقة موسيقية وقائد أوركسترا يقودها .. ولكن هنا في الأردن الوضع مغاير تماما –مع كامل الاحترام طبعا !!- فعلى مسمع من رئيس الرابطة قد يهتف جمهور بأكمله ضد لاعب معين يسيء من خلال هذا الهتاف لعرضه ! إن من يقود الجمهور يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة قبل كل شيء ويجب أيضا أن يكون واعيا ومثقفا وأن يتمتع بصفاة قيادية وإلا فعليه الانسحاب وترك المجال لمن يجد في نفسه الكفاءة ليقود ما يقارب ال 20 ألف مشجع او أكثر ! وحقيقة فإن الاندية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تعيين واختيار رؤساء الروابط وإن معاقبة النادي بأكمله جراء هتاف مسيء للوحدة الوطنية أو يخدش الحياء العام يعتبر شيئا منطقيا للغاية ، ومن هنا أشد على يد اتحاد الكرة باتخاذ القرارات الملزمة للاندية بمعاقبتها في حال صدر هتاف من هذا النوع . على أن لا يحرم جمهور بأكمله منه المثقفون ومن يتمتعون بأخلاق حميدة والأهم الروح الرياضية أن يحرموا جميعا من متابعة اللقاء .


قرأت خبرا مؤخرا يتحدث عن الفرنسي ميشيل بلاتيني الذي يطالب بإيقاف المباريات التي تصدر فيها هتافات عنصرية في بطولة الأمم الاوروبية المقبلة في النمسا وسويسرا ! وأنا متأكد بأنه لو جاء بلاتيني للأردن وترجمت له هتافات الجمهور جميعها لكان قراره أشد قسوة لأن هتافاتنا متنوعة وتهاجم الجميع وليست فقط عنصرية أو إقليمية . أعتقد بأنه حينها سيأمر ربما بإلغاء منافسات البطولات بأكملها !


تأكيدا على كلامي هذا وفي الدوري المصري الذي يعتبر من أقوى الدوريات في الوطن العربي قرر أحد الحكام إيقاف لقاء معين بعد الهتافات التي سمعها في الملعب وطالب المسؤولين عن الفريق الذي يؤازره هذا الجمهور بإجراء ما يلزم من أجل تهدئة الجمهور وضمان حفاظه على الاخلاقيات المتعارف عليها في الملاعب بعيدا عن الهتاف البذيئ .


رئيس الرابطة الذي يقود جمهورا بأكمله أليس بقادر على أن يطالب فئة من هذا الجمهور ممن يسيؤون لأعراض اللاعبين ويضربون عرض الحائط بالوحدة الوطنية بأن يلتزموا الصمت أو على الأقل يدعوهم للهتاف لمصلحة فريقهم ؟! رئيس رابطة مشجعي أي فريق يعتبر سفيرا لهذا الفريق وأخلاقه هي من اخلاق مسؤولي فريقه دون شك .. أعرف بأن كثيرا لن يعجبهم كلامي هذا . ولكن وبكل بساطة عندما يقوم مدير شركة او مسؤول كبير بتعيين موظف معين في شركته فإنه يتحمل مسؤولية هذا الاختيار والتعيين وإلا فهو أيضا مطالب بالاستقالة ! أدعو اتحاد الكرة لاتخاذ قرارات صارمة بحق المشاغبين من جماهيرنا الأردنية وأن تكون هناك قرارات رادعة لكل من يهدف للإساءة لكرتنا الحبيبة .. وأن يتحمل كل رئيس رابطة ما يصدر عن الجمهور وأن يتحمل الفريق بأكمله كل ما يقوم به رئيس رابطته لإنهم جميعا يعملون ضمن نفس الفريق ! وأدعو الفرق لاختيار رؤساء روابطها بعيدا عن الشللية والعصابات المتغلغلة في ملاعبنا الأردنية . وأنا متأكد وبصفة تامّة بأن رئيس أي رابطة في الأردن قادر على ضبط مدرج بأكمله . وإن تحقق ذلك فإنني متاكد تماما أيضا بأننا لن نكون بحاجة لقوات أمن في الملعب .. لا أهدف من مقالي هذا أن أسيء للإخوة رؤساء روابط فرقنا الأردنية وهم من تربطني بهم جميعا علاقة قوية جدا سواءا أبو سعدو أو البني أو أبو غالية .. وغيرهم . ولكن أشد على أيديهم جميعا أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يساهموا في ضبط الجماهير لما فيه مصلحة كرتنا الأردنية التي نحب .


Habeeb1978@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :