facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




برغل وعدس مجروش


سميح المعايطة
06-05-2008 03:00 AM

لا نريد أن نتحدث "كلاماً كبيراً" حول اعادة الاعتبار للقطاع الزراعي. فهذه العبارات وردت في اكثر من بيان لأكثر من حكومة، لكنني اريد الحديث بلغة اجرائية بعيداً عن الخطط والاستراتيجيات، لغة خاصة باستحقاقات الارتفاعات العالمية لأسعار الكثير من السلع الاساسية الهامة.

لن نذهب بعيداً، فنحن نتحدث عن سلع بسيطة هي في بيوت آبائنا وأجدادنا، متوفرة تحت اسم "المونة" في (مرتبانات) في مطابخنا مثل البرغل والعدس المجروش والفريكة، والتي ربما لا ينظر اليها احد على انها سلع هامة او ذات كلفة عالية.

استعنت بالصديق خليل الحاج توفيق نقيب تجار المواد الغذائية للوقوف على الاسعار العالمية لبعض هذه السلع. وسأذكر لكم هذه الاسعار لأي شحنة تصل الى ميناء العقبة قبل ان تخضع لأي رسوم او ضرائب او جمارك ودون تكلفة التعبئة.

تقول قائمة الاسعار ان سعر طن العدس المجروش اصبح اليوم (2400) دولار اي حوالي (1700) دينار اردني مما يعني ان سعر الكيلو (170) قرشاً، اما العدس الحب فسعر الطن (1000) دولار اي حوالي (700) دينار اردني اي ان سعر كيلو العدس الحب دون رسوم جمارك او غيره يصل الى (70) قرشاً، اما الفريكة فسعر الطن (1700) دولار اي حوالي (1200) دينار يضاف اليها 40% رسوم وجمارك وضرائب، اما البرغل فالطن (1200) دولار اي حوالي (850) ديناراً يُضاف اليها 30% رسوم وجمارك وضرائب، اما الحمص الحب التركي فيصل سعر الطن الى (1300) دولار اي حوالي (900) دينار.

كل هذا دون احتساب اي ربح للتاجر، واخترت هذه السلع لأنها في مطابخنا ليست سلعا ذات ترف، فهي مواد لشوربة العدس والمجدرة او مجدرة البرغل، وصحن الفول والحمص وحبة الفلافل، علماً بأنها اسعار تضاعفت اكثر من مرة لبعض هذه المواد خلال اقل من عام.

والسؤال البسيط: هل يمكن للحكومة ان تتبنى سياسة او على الاقل قراراً بالتوسع في زراعة هذه المواد التي كانت دائماً جزءاً من زراعاتنا الدائمة، وهي زراعات بعلية اي لا تحتاج الى مياه. لكنها تحتاج الى سياسة لتثبيت هذه الزراعة من شعير وعدس وحمص وقمح. فهذا ليس من باب الامن الغذائي، بل امر اقتصادي؛ فالحمص مادة اساسية لكل اردني، فنحن نأكل الحمص والفول والفلافل اكثر من اي مادة، والعدس كان يقال انه لحم الفقراء، لكن عندما يصل سعر كيلو العدس المجروش الى دينارين، فهو اغلى من الدجاج، وكذلك البرغل والفريكة والعدس الحب، وكلها مكونات المجدرة، وليست لأطباق الفنادق الفاخرة.

لا نطالب الحكومة باستراتيجيات لزراعة الأرز او السكر، بل لزراعة ما كان الاردنيون يزرعونه دائماً، ولعلنا نذكر وزارة الزراعة بما وعدت به في عهد الحكومة السابقة بالتوسع في زراعة الأعلاف والشعير واستغلال المساحات الفارغة من اراضي الدولة والمياه الناتجة من التنقية، وها نحن في موسم الحصاد ولا ندري كم تحقق من هذا الوعد الذي كان لمواجهة ارتفاع اسعار العلف والشعير؟

لندعم المزارع الذي ما زال يزرع العدس والقمح والحمص، ولنشجع هذه الزراعات التي اصبحت زراعتها خارج اطار التراث والبروتوكول الوطني والاغاني الوطنية فالأمر اقتصاد وتوفير دخل لفئات من الاردنيين، فاليوم سعر كيلو العدس المجروش يصل الى حوالي (180) قرشاً، وبعض الدول المصدرة في ظل ازمة الغذاء العالمي اوقفت التصدير، وحتى لو لم نحقق نسبة كثيرة من احتياجاتنا فعلى الاقل نخطو خطوة الى الامام بدلاً من الشكوى والتذمر والتبرير، فهل لدى الحكومة ما تقوله او تفعله في هذا المجال؟

sameeh.almaitah@alghad.jo

عن الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :