facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما علاقة الله بما نفعل!


سميح المعايطة
27-06-2015 06:12 AM

سواء كنّا في هذه المنطقه سنة او شيعة فان أصل هذا التصنيف خلاف بين صحابة كرام وابنائهم واتباعهم، ولم يكن خلاف ديني او في العقيدة بل خلاف خلافا سياسيا وتنازعا على السلطة، فكل طرف كان يرى انه الاحق بها، وكان للقضيه تداعيات ذات طابع قبلي لان معاويه ومعه الأمويون كانوا يريدون القصاص من قتله عثمان رضي الله عنه باعتباره امويا وامتد الخلاف الى مرحله حكم الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، وبقي الخلاف مستمرا في عهود الدولة الاموية وما بعدها، وحتى عندما تم قتل الامام الحسين رضي الله عنه فقد كان هناك تخاذل من بعض اتباعه، وكانت كل الحكايه خلاف بين صحابه وابناءهم واتباعهم، لكن عهودا اخرى طورته الى ابعاد فقهيه وجوانب اخرى، وحتى المواقف من معاويه وعمر وأبو بكر وعاىشه رضي الله عنهم فهي مواقف لاعلاقه لها بنصوص الدين بل بالخلافة وتداعياتها.

واليوم هنالك عمل منظم ومدروس غايته ادخال الدول والشعوب في معركه طويله الامد يرسم صناعها المشهد وكأنه خلاف بين دينيين، لكن الحكايه سلطه ونفوذ وادوار بين دول واجهزه مخابرات ، والأرضيه لاستثمار هذا موجوده من كتب ومواقف ومايسمون علماء من محترفي صناعه التعصب اكثر مما يمارسون العلم تلقيا او تدريسا .
الامه اليوم تحت تأثير عمل منظم تمارسه دول وتنظيمات عن سبق اصرار وترصد ، وكل مايجري لاعلاقه لله تعالى به ، فمن يحمل السلاح من ميليشيات الشيعه التي تمولها دول وتعمل تحت أمره الحرس الثوري واخوانه وتعمل على اجتثاث السنه واستهدافهم وقتلهم وتهميشهم سياسيا وجسديا ماذا تقدم لآل البيت وللامام علي رضي الله عنه ، لكن المفاهيم والمعتقدات التاريخية ولا أقول الدينيه او التي حولها البعض الى معتقدات دينيه أقوم دول بتحويلها الى أدوات لخدمتها ولايجاد اتباع لأطماعها بالنفوذ ممن يعتقدون انهم يخدمون الدين ويتقربون الى الله وينتصرون لعلي والحسين رضي الله عنهما.

وعلى الجانب الاخر هنالك من يمارسون تطرفا غير بريء ، يختزلون العالم بأنفسهم ، فهم الحق وهم من رضي الله عنهم ، وهم من يملكون مفاتيح الجنه فيحكمون بالكفر على من سواهم ، والمسافه التي تفصل اي منهم عن الجنه هي أللحظه التي يموت فيها، ولايهم ان كان سيموت في سياره على باب مدرسه او داخل مسجد او في سوق ، ولايهم من هو الضحيه مسلما او مسيحيا او طفلا او عاملا بسيطا لان الجميع كفار غضب الله عليهم ومن حق هذا التنظيم ان يقتل من يريد لان من يحبهم الله هم التنظيم فقط وكل مليارات البشر هم وقود النار.

ولان من يقود التطرّف جهه واحده هنالك تثوير لمعركة السنة والشيعة، فان رأيت مايفعل متطرفو الشيعه وجدت تبريرا لتطرف تنظيمات السنة، وان رأيت ماتفعله تنظيمات التطرّف السنيه وجدت تفسيرا لفعل الطرف الاخر ، وهذا هو المطلوب ان يشعر كل طرف انه على حق ، وانه ينتصر للدين ولأهله ، لكننا جميعا متضررون لان من يستفيد هو تلك القوى والدول التي تقدم نفسها حاميه للشيعه او التنظيمات التي تقدم نفسها رمزا للسنه، وايضاً اللاعب الكبير الذي يريد ان تدخل الامه في صراع مع نفسها، صراع ليس له نهايه ، لان كل ميليشيات الشيعه لن تستطيع ان تقتل السنة، وكل تنظيمات التطرّف لن تستطيع اجتثاث الشيعه ، فَلَو كانت حربا بين تنظيمين او دولتين لكان الانتصار ممكنا لطرف لكن اجتثاث عشرات العشرات من الملايين ليس ممكنا .
لاعلاقه لله تعالى بما نفعل، والامر ليس خلاف بين أديان او عقائد ، وحتى لو كانت العقود الماضيه حولت الخلاف في بعض جوانبه الى أفكار ومعتقدات فإما ان يكون الحوار حولها او ليحمل كل طرف ما يراه مناسبا مثلما هو حال كل الأديان والطوائف في العالم .

أهل السياسه يستعملون الدين لكن الغايه نفوذ ومصالح ، تماما مثلما كان أصل الخلاف ، حيث كان قميص عثمان مبررا للبعض للخروج على الحال آنذاك ، ومثلما كان موقف معاويه في رفض البيعه لعلي لأسباب سياسيه وقبيله ، ومن وقف ضد علي رضي الله عنه ، بحجه الإصرار على الثار لعثمان لم يكن لله تعالى علاقه بكل تلك الحكايه ، فضاع دم عثمان ومن بعده علي رضي الله عنه ، وضاعت الخلافه ، وحتى اليوم لم تثار الامه من قتله عثمان ولا عمر ولا الحسين ، لان من قتلوا هم من ذات المدرسه التي يمثلها من يصنع حربا بين السنه والشيعه ، حربا تجعل دم السني حلالا ودم الشيعي عباده ، وتجعل تفجير المساجد تقربا الى الله ، فهل لله تعالى علاقه بما نفعل !!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :