facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تشكلت الحكومة وغابت القدس


راسم عبيدات / القدس
18-03-2007 02:00 AM

...... القدس في العيون نفنى ولا تهون ، والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقله ،
والقدس خط أحمر ، والقدس ستكون عاصمة الثقافة العربية في عام / 2009 ، والقدس ليست قضية
الفلسطينيون وحدهم ، بل قضية كل العرب والمسلمون ، لما لها من معاني وأهمية تاريخية ،
ودينيه ، وروحانيه ، وثقافيه وسياسيه ، ولأن القدس أحد مرتكزات الصراع العربي –
الإسرائيلي ، وأحد مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني ، والتي لا يمكن أن يكون هناك أي
حل سياسي بمعزل عن تأكيد عروبتها وإسلاميتها من خلال السياده الفعلية والكاملة عليها ،
وفي ظل المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها المدينة المقدسة ، والتي تستهدف البشر والحجر
والشجر من قبل الإسرائيلين ، وبما يضمن تهويدها أرضا وأسرلتها سكانا ، فإنه كان من
المأمول والمتوقع ، أن تكون القدس على رأس سلم أولويات صناع القرار فلسطينيا ، سواءا في
الرئاسة أو الحكومة ، أو حتى في الفصائل ، ولكن يبدو أن هناك بون وفرق شاسع بين
الشعارات ، الخطب ، و" الهوبرات " الإعلاميه ، ولغة دغدغة المشاعر والعواطف ، وما يجري
على الأرض من ترجمات وأفعال ، لا ترتقى الى الحدود الدنيا من المسؤولية والإهتمام ، بل
أن هناك شعور يتعزز عند أهل المدينة المقدسه ، بأن هناك تخلي عنهم فيما يخص القضية
السياسيه الوطنية ، والهموم المباشرة إقتصاديا وإجتماعيا ، وأنا لست بصدد سرد ، كل
إخفاقات وإهمالات وقصورات صناع القرار الفلسطيني ، بحق المدينة المقدسة وأهلها العرب
الفلسطينيون ، لإنني تطرقت إليها في العديد من المواضيع السابقة ، ولكن هناك العديد من
القضايا المفصلية والتي يجب التوقف أمامها ، لكونها تشكل مؤشرات جدية على أن الموقف
الفلسطيني ، من القدس وأهلها يتسم بالميوعة وعدم الصلابة والضبابية ، ففي الإنتخابات
التشريعية الأخيرة ، كان هناك إصرار من أهل القدس ، على ممارسة حقهم الديمقراطي
بالمشاركة في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية ، كونهم جزءا أساسيا من الشعب الفلسطيني
، وكون القدس العربية محتلة وفق القانون الدولي ، وبالتالي يجب عدم الرضوخ للشروط
والإملاءات الإسرائيلية والمتعلقة بعد السماح للسكان العرب والواقعين ضمن حدود ما يسمى
ببلدية القدس الإسرائيلية ، بالمشاركة في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية إلا من خلال
صناديق البريد الإسرائيلية ، وبما يمس هويتهم وعروبتهم وقوميتهم ، والسلطة الفلسطينية
والأحزاب والقوى ، بدلا من أن تدعم وتساند أهل القدس في موقفهم ، وتجعل من مسألة
المشاركة في الإنتخابات التشريعية خارج إطار الإشتراطات الإسرائيلية ، معركة نضاليه
تسرع في حسم مسألة السيادة على القدس ، رأينا بدلا من ذلك أن الفصائل والأحزاب مجتمعة ،
قبلت الإشتراطات الإسرائيلية السابقة ، بل أن إسرائيل أبدت تراجعا عنها ، بمنع قوى مثل
حماس والجبهة الشعبية من المشاركة فيها ، تحت يافطة أنها قوى " إرهابيه " ، وشنت حملة
إعتقالات في صفوفها على هذه الخلفية ، وأعتقلت الكثير من عناصرها وأعضائها ، قبل أن
تتراجع عن موقفها وتسمح لها بالمشاركة ، تحت الضغط الأمريكي ، والمستغرب هنا أن البعض ،
كان يرى أنه إذا إستمرت إسرائيل في تعنتها ورفضها السماح بإجراء الإنتخابات في القدس ،
فإنه يجب البحث عن صيغة أخرى ، كأن يجري التوافق بين القوى والأحزاب على عدد من
الممثلين في القدس دون إجراء الإنتخابات فيها .

ثانيا منذ وفاة المرحوم فيصل الحسيني ، لم يتم فرز وتحديد عناوين ومرجعيات واضحه ، لإهل
القدس ، سواءا ما يخص قضاياهم السياسية الوطنية ، أو الهموم والقضايا المباشرة إقتصاديا
وإجتماعيا ، وتركت المسألة للهمة والجهد الفردي والفئوي المبعثر ، أو لعلاقة هنا أو
هناك ، والقرب والبعد من مصدر القرار والنفوذ ، أو الروابط الحزبية والعشائرية والجهوية
. ثالثا :- في إطار حسم مسألة السيادة على القدس ، تقوم إسرائيل بحملة واسعة لعزل القدس
عن محيطها الفلسطيني ، سياسيا ، جغرافيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا وديمغرافيا ، وتجند لذلك
كل أجهزتها ومؤسساتها الرسميه وغير الرسيمة وإمكانياتها داخل البلاد وخارجها ، وعززت
هذا التوجه ، بإقامة جدار الفصل العنصري حول المدينة المقدسة ، وأحزمه إستيطانية حولها
بالكامل ، وترافق ذلك ببناء وتعزيز الإستيطان ، في قلب الأحياء العربية ، والبلدة
القديمة ، وهذه السياسات وما نتج عنها ، من تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان والمؤسسات
خارج إطار المدينة المقدسة ، إستمرت الردود الفلسطينية الرسمية عليها في الإطار الشكلي
والخطابي والشعاري ، والكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، من طراز " على القدس
رايحين شهداء بالملايين " ، والقدس كانت وستبقى عربية ، ولا سلام بدون القدس ، والقدس
مفتاح الحرب والسلام وغيرها ، كل ذلك عزز من حالة الإحباط واليأس في صفوف المقدسيين ،
من السلطة والرئاسة ، وعندما وصلت الأمور حد تهديد المقدسيين ، برفع قضايا على السلطة
والرئاسة ، بسبب قصورهم وإهمالهم بحق المقدسيين ، وإستعمالهم الأموال التي تجبى باسم
القدس ، لأغراض وأهداف ليس لها علاقة بأهل القدس ، هذا بالتالي دفع بالرئاسة الى إحالة
ملف القدس الى دائرة في مكتب الرئاسه ، وهذا يعني أن المسألة هي لذر الرماد في العيون ،
فلا يعقل أن قضيه بحجم قضية القدس ، يجند لها الإحتلال كل إمكانياته وأجهزته وإمكانياته
، يتم إختزالها الى مجرد دائره في مكتب الرئاسه ، وهذا ما يستشف منه ، أن قضية القدس
والمقدسيين ، هي قضية هامشيه لصناع القرار الفلسطيني ، وهذا الإعتقاد والشعور تعزز بشكل
واضح ، عند تشكيل الحكومة الفلسطينية ، حيث لم يتم ترشيح ، ولو في الإطار الشكلي وكما
جرت عليه العادة وزير لشؤون القدس ، والمسألة ليس من باب الجهوية أو المناطقيه ، بل
قضيه بهذا الحجم وهذه الأهمية ، وكون الإحتلال عاقد العزم على فرض وقائع وحقائق على
الأرض ، تجعل من الصعب القفز عنها في أية تسوية سياسية مقبلة ، فإن تهميشها بهذه
الطريقه ، من شأنه أن يزيد من إحباط وفقدان الثقة بين المقدسيين تجاه السلطة الفلسطينية
، وهذه الخطوة التي أقدمت عليه السلطة الفلسطينية من تقزيم لقضية القدس ، وإختزالها الى
مجرد دائره في مكتب الرئاسة ، يستوجب من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني التوقف أمام
هذه المسألة ، بما في ذلك حجب الثقة عن الحكومة بسبب سياساتها ، التي أقل ما يقال عنها
، أنها تسليم بالسياسات والإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدسه ، ومن هنا فإن على
المقدسيين رفع صوتهم عاليا ، والقول بأننا سنبقى متشبثين بالبقاء والصمود على أرضنا ،
وسنستمر في التصدي للمارسات والإجراءات الإسرائيلية وفق قدراتنا وإمكانياتنا ، ولكن
ضياع القدس وتهويدها ، أول من يتحمله هم أصحاب " الفرمانات " والمتقاتلين على وهم
السلطة ، والعرب والمسلمين أجمعين .




البريد الالكتروني
rasim@shepherdsfieldymca.org







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :