facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما تكون "الكشرة" عامل "تطفيش" للاستثمار


ابراهيم الزعبي
29-05-2008 03:00 AM

استوقفني طويلاً البعد المعنوي للجمل التي يستخدمها المصريون في إعلانات الجذب السياحي على القنوات الفضائية، فالجملة التي تذيل إعلانهم على قناة الـ (C N N ) مثلاً هي : ( نحن نهديكم الشمس) ... ولك أن تتخيل حجم الإغراء الذي تحمله هذه الكلمات إلى (مواطن غربي) دفء الشمس هو ضالته في هذا العالم .. أما النسخة العربية من الإعلان فمذيلة بجملة : (البيت بيتك) وهذا عزف أكثر مهارة على أوتار الشخصية العربية !
ولو سألنا أي مواطن أردني بسيط عن السبب في قلة الاستثمار والسياحة في الأردن على الرغم مما توفره الحكومة من بيئة استثمارية آمنة، لجاء الجواب بأننا شعب صاحب \"كشرة\" في التعامل مع بعضنا فما بالك في تعاملنا مع الآخر .. وهذا ما ظهر مؤخرا في \"تطفيش\" استمارات \" نجيب ميقاتي\" في مجمع الدوائر في عبدون , حيث نقل عن الرجل قوله بأنه لم يحتمل مزاجية تعامل الشعب الأردني مع ما كان يطمح لتنفيذه .. كما أن بيروقراطية أداء المكتب الحكومي سببا آخر.. وهذا أيضا ما أظهره تقرير ممارسة الأعمال 2007 الصادر عن البنك الدولي والذي وضعنا بالمرتبة 78 من أصل 175 دولة من حيث التأخر في سير المعاملات الحكومية .. إذن الرجل المستثمر معه حق، ونحن (نستاهل) أكثر .. لأننا لا نملك البيئة المريحة التي تملكها بلده في مجال الاستثمار .
لست أدري لماذا أعود إلى التنقيب في تضاريس الشخصية الأردنية.. كلما أمعنت النظر في أوجه تعاملنا مع الآخرين شعوباً وحكومات .. ربما كان الذي يعيدني في كل مرة هو وجود مظاهر الاختلاف بين (مسلك) الدولة كشخصية اعتبارية و(سلوك) المواطن كشخصية فردية ! .. في حين أن المفترض والمنطقي هو أن يكون هناك انسجام (مناخات) المعاملة الرسمية مع (طقوس) المعاملة الشخصية!.
فـعلى الرغم من كون الشخصيتين - الفردية والاعتبارية - تتحركان في ذات المحيط وتخضعان لأحكام ذات العالم .. إلا أن قواعد العلاقات الدولية تختلف كثيراً عن أبجديات السلوك بين الأفراد .. والكثير من المفاهيم والقيم الإنسانية تأخذ بعداً آخر عندما تتحول إلى سلوك دولي..
عندنا في الأردن مشكلتان رئيسيتان : الأولى هي شفافية الحكومات المتتالية .. وقد كنا و لا نزال نعاني من تبعات هذا الخلط المريع بين الآراء الشخصية والتناقض في التصريحات الرسمية .. وبين الكلام الشعبي والرسمي ،وهو ما ظهر جليا في موضوع \"الكازينو\" وقضية بيع ممتلكات وأراضي الدولة من لغط واضح .. أما الاقتصاد فمشكلته هي قناعات وسلوك المواطن .
إن انتعاش الاقتصاد يتوقف على سلوكيات المواطن ونظرته للاستثمار بتغليب المصلحة العليا للبلد إذا كنا نبحث عن الرفاه الاجتماعي، كما يتوقف على أن يصبح التوجه نحو إنجاح الاستثمار الأجنبي محلياً (ثقافة شعبية) يتبناها المواطن بدافع من روحه الوطنية ..
فأي غرس أجنبي في تربة محلية لا ينجح إلا بالتحايل على تبعات الاختلافات المناخية، والمستثمر الأجنبي لا يعول على قوانين تشجيع الاستثمار بقدر ما يعول على تشجيع الأجواء الداخلية التي يرتبط صلاحها بـ (سلوك) المواطن - في المعاملة مع الوافد الأجنبي - قبل ارتباطه بـ (مسلك) الدولة !
وعودا على بدء نقول .. البيت بيتك .. ابتسم فأنت في الاردن.

Zubi1965@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :