facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدروس التي تستطيع المقاومة الفلسطينية تعلمها من المقاومة اللبنانية


داود كتاب
31-05-2008 03:00 AM

يلاحظ المراقب لحركات المقاومة في الشرق الاوسط ان الكثير من اعمالها ونشاطاتها تعكس نوعا من التقليد والنقل بعضها عن البعض اكثر من الابتكار وخلق المبادرات الجديدة الاصلية والمبدعة.

واذا كان هذا هو حال الناس فهل من الممكن ان نأمل او نرجوا ان تقوم حركات المقاومة في فلسطين في التفكير بكيفية نقل تجربة حزب الله السياسية والاعلامية وكيفية ادارة الأزمات؟ وليس فقط حصر عمليات التقليد بالأمور العسكرية.

فاذا تمعنا في كيفية ادارة حزب الله للازمات نلاحظ مجموعة من الخصائص الهامة والخطط الناجحة التي قد توفر فرصة نادرة لنجاح المقاومة الفلسطينية.

قراءة سريعة لتحركات حزب الله في السنوات الماضية تظهر أنه يعي بدقة كل ما حوله من الناحية السياسية و يركز على الاهداف المعقولة والتي يمكن الوصول اليها ثم يعمل ببطء وتركيزوهدوء لغاية وصوله لاهدافه.

في ادارة الصراعات لا يكفي التفوق في ساحات القتال لإحراز النصر، بل لابد وأن يتم تسجيل ذلك النصر في أذهان الناس أيضاً. فعلى مستوى الاعلام نلاحظ أن حزب الله تعلم اللعبة الاعلامية ويناقش الطرف الاخر بالحجة ولا يلجـأ لقول ما لايستطيع تنفيذه، ولايعطي لأعدائه ذرائع قد تؤثر علية سلبا في المستقبل. فلا يطالب بازالة اسرائيل من خلال تصريحات او بيانات نارية ولكنه يعمل على تحسين وضعه العسكري بهدوء ودون اثارة.

أما داخليا فقد عمل حزب الله ليل نهار مع الوسطاء ومن خلال العصيان المدني لمدة طويلة قبل رفع السلاح ضد ابناء الوطن. وحتى استخدام السلاح جاء بعد ما اعتبرالحزب تعطيل جهاز الاتصال تدخلا في المقاومة .

و في استخدام السلاح- سواء ضد اسرائيل او داخل لبنان - نلاحظ بوضوح وجود قيادة قوية ملتزمة لا تقبل بفوضي السلاح او الاستخدام غير المنسق للعمل العسكري. كما نلاحظ عدم الرغبة بالسيطرة العسكرية الداخلية وعدم الرغبة بظهور مسلحين في الشوارع. وحتى عندما رأينا المسلحين في الشوارع لم يدم ذلك طويلا وقام مسلحو حزب الله بتسليم الجيش اللبناني الاماكن التي سيطر عليها عسكريا.
ويفكر المواطن الفلسطيني ماذا لو قامت حماس بتجنب احتلال مواقع الامن الوطني او الحرس الرئاسي في غزة، أو سلمت المواقع للامن الوطني الفلسطيني بدلا من الاحتفاظ بها بعد السيطرة عليها..

لقد عودتنا الحركات الإسلامية فلسطينياً وعربياً أنها تفهم معنى العمل السياسي وهو أنها تعمل ضمن الممكن. فنرى الإسلاميين في مصر والأردن يشاركون في انتخابات سياسية في دول يختلفون مع قيادتها خلافاً عميقاً كما ونرى الحركة تعمل في السياسة حتى في إسرائيل داخل الخط الأخضر من خلال المشاركة في الانتخابات البلدية وانتخابات الكنيست.

إن اهم دروس الازمة اللبنانية وكيفية تعامل حزب الله معها تبين ضرورة ان يتم اعادة التفكير بكيفية ادارة الصراع من قبل الحركات الاسلامية في فلسطين. فإذا كان العمل الاعلامي والسيطرة على ما يقال مهم لدى حزب الله فيجب ان يكون اكثر اهمية للفلسطينين. وإذا كانت فوضى السلاح مرفوضة لبنانيا فهي مرفوضة عشرات المرات فلسطينيا
واذا عرفت الحركات الاسلامية حدودها ضمن ميزان القوى في لبنان فالوضع اهم بكثير فلسطينيا.فمعرفة قدراتك وموقعك ضمن الخارطة الاقليمية امر في غاية الاهمية.

على حركة حماس و الجهاد الاسلامي وكافة الحركات الفلسطينية دراسة ما حدث في لبنان ونقل ما هو ممكن ومنطقي للساحة الفلسطينية ، لعل وعسى أن تتم المصالحة الوطنية ويتحقق الاستقلال والتحرر والسيادة في فلسطين.

* استاذ صحافة في جامعه برنستون الامريكية, مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :