facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين المغامرة والمؤامرة .. شعرة


اسعد العزوني
19-10-2015 01:51 PM

تماما كما هو الحال بالنسبة للعبقرية والجنون ، إذ أن شعرة تفصل بينهما ، كما إن ذات الشعرة أيضا، تفصل ما بين المغامرة والمؤامرة ، ولذلك علينا أن نراقب جيدا التطورات فيما حولنا ، ونفكر بعقولنا لا بالعواطف ، لأن العقل أرجح من العاطفة وأضمن نتيجة.

ما أتحدث عنه هنا هو السعار اليهودي في الأقصى الذي يتم وسط صمت عربي – إسلامي مفضوح ، يوحي بالكثير ويثبت المغامرة والمؤامرة على حد سواء ، وهذا يتطلب منا وضع النقاط على الحروف ، ولا ننتظر رضا هذا أو غضب ذاك ، مع أن قول الحقيقة مؤلم ولكن إلى حين.

المغامرة التي اتحدث عنها هي أن يتم توريط الأردن وحده في الدفاع عن الأقصى، بحجة وصايته على المقدسات العربية في القدس ، وهذا لا يعني أنني أعفي الأردن الرسمي من القيام بدوره، ويتمثل ذلك في إنتفاضة أردنية رسمية ، تقلب الطاولة على كل السحرة الذين يتحلقون حولها، وينثرون البخور على الجمر من أجل جلب الجان المراد إحضاره.

هذه الإنتفاضة بطبيعة الحال لا تعني أن ينزل المسؤولون إلى الشارع في مسيرة حكومية ، ولكنني أعني أن يعلن صاحب القرار الأردني رسميا وعلانية قطع علاقة الأردن بمستدمرة إسرائيل ، وفك الإرتباط السياسي والإقتصادي والدبلوماسي وحتى الإجتماعي معها ، وأن يعلن أيضا عن إلغاء معاهدة وادي عربة سيئة السمعة والصيت ، وبالتالي الإيعاز أمرا نافذا لكافة التجار الذين يتاجرون بدمائنا لوقف إستيراد المنتجات من مستدمرة إسرائيل ، ووقف التصدير إليها.

يقينا لو أن الأردن الرسمي أقدم على هذه الخطوة الجهنمية ، لتغيرت نظرات العالم كله إلى قضية الشرق الأوسط"قضية فلسطين" ، وسيكون الموقف الأردني الرسمي مدعاة لموقف أوروبي قوي وسيتم حمل هذين الموقفين إلى واشنطن لإجبارها على إتخاذ موقف أمريكي قوي ينجم عنه موقف دولي قوي ، يقول لمستدمرة إسرائيل ..كفى.

أما المؤامرة وهي الشق الثاني من الموضوع ، فإنها تتمثل في المواقف العربية والإسلامية مجتمعة ، ولا أعفي أحدا بدءا من جزر القمر حتى إندونيسيا ، فهؤلاء يتوجب عليهم التحرك الجدي من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى قبل أن ينهار ونصحو يوما على مستدمرة إسرائيل وقد أقامت مكانه الهيكل المزعوم ، وللعلم فإن هذا المخطط سيتم إنجازه بحلول العام 2020 ، ولعمري أن الصمت العربي – الإسلامي عن مصير الأقصى هو مؤامرة كبيرة على الأردن الذي لا فرق بينه وبين فلسطين ، حسب النظرة اليهودية التي تنادي منذ زمن بضم الضفة الأردنية للضفة الفلسطينية ، وهذا سر غضبهم على بريطانيا لأنها لم تضمّن الضفة الأردنية لوعد بلفور ، وعليه فإن اطماع يهود لن تتوقف عن الرغبة في ضم الضفة الأردنية.

المطلوب من صانع القرار الأردني في هذه اللحظة بالذات أن يدعو لقمة إسلامية ينفرد الأقصى بأجندتها ، ويضع القادة العرب والمسلمين أمام مسؤولياتهم ، ويتم إعلان مواقف الجميع حتى يكون الرأي العام العربي- الإسلامي على إطلاع وبينة ، وأن يتم عقد إجتماع للجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس من أجل الأقصى بطبيعة الحال ،وهنا لا بد من المكاشفة وطرح الآراء والمواقف بشفافية لإستجلاء كافة المواقف ، وأن يتم إعلان وتسجيل وتثبيت مواقف الجميع من قضيتة القدس والأقصى ، حتى تقف الشعوب العربية والإسلامية على حقيقة حكامها من الأقصى والقدس.

لا بد من المكاشفة والصراحة حد الشفافية ، لنميز الموقف الأبيض من الموقف الأسود ، وهذا يتطلب جرأة في الطرح لأننا تعودنا عدم الخوض في التفاصيل ، ولا أريد أن أكرر ما قاله القذافي أن القمم العربية تأتيها البيانات الختامية من البيت الأبيض.

هذه الصراحة تصب في مصلحة الأردن الرسمي ، وتدعم مواقفه الحرجة إزاء قضية القدس والأقصى ، لأن الجميع الآن ينظرون إلى موقف الأردن الرسمي كونه ضاحب الولاية على المقدسات ، ولأن سلطة رام الله لادخل لها حتى بالقضية الفلسطينية ، بل وينظر إليها على أنها عامل هدم للوعي الوطني الفلسطيني.

مطلوب من الأردن الرسمي أيضا أن يعلن تخليه عن الوصاية على المقدسات ، لأن هذه الوصاية تمثل فخا نصب له بداية على أيدي يهود ، الذين لا عهد ولا ميثاق لهم ولا يحترمون أحدا أو يلتزمون بما وقعوا عليه مع أحد ، وهم لا أمان لهم بدليل أنهم يتجسسون حتى على أمريكا التي إحتضنتهم ورعتهم ودمرت مصالحها لأجلهم منذ العام 1967 ، وها هم يتربعون في الصين القوة العالمية الأعظم المقبلة على أنقاض أمريكا التي سيدق اليهود كل أسافينهم ومساميرهم المسمومة في نعشها ، تماما كما فعلوا مع أمهم بريطانيا التي كانت عظمى ذات يوم.

هناك نصيحة لا بد من إسدائها للمسؤولين المعنيين في الأردن وهي أن عليهم عدم الإنجرار وراء العواطف والخروج بتصريحات تأخذ مساحات شاسعة في الصحف ، ويخيل إليهم أنها سترمم الموقف الرسمي وترضي الرأي العام الأردني ، كما أنني أهمس صراخا أن مقاولات المسيرات في الشوارع والجامعات لا تنقذ الأقصى ولا تردع الإحتلال.

عليهم السير بإتجاه كشف الحقائق والقول بأن الأردن وحده لا يمكن أن يصد العدوان عن الأقصى ، بدلا من القول أن الأردن يحذر إسرائيل من الإستمرا في تدنيس الأقصى ، وهم يعلمون ان تصريحاتهم لا تقنع حتى الحبر الذي تكتب به ، لأن مردود تلك التصريحات سيكون أسوأ من صمتهم ، فمستدمرة إسرائيل قررت هدم الأقصى بعد أن تعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا.

العرب والمسلمون حاليا في ورطة لن يخرجوا منها بسلام ، فهم ومنذ بداية القرن المنصرم صمتوا ومنهم من شارك في تنفيذ المشروع الصهيوني ، وها هم يورطون أنفسهم في اليمن بحجة تحريره من الحوثي اليمني بطبيعة الحال ، وهو الذي جرى توظيفه في إحدى المراحل ضد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، وعموما فإن هناك دولا عربية تشارك في الحرب اليمنية دون ان تعلم رسميا لكن "الريحة طلعت ".
وهناك قصة اخرى يجب تفكيك حروفها وهي أن علينا ان نتوقف عن المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في مناطق الصراع في العالم ، لأن هذا ليس من شأننا ، ومهمتنا الرئيسية هي الإستثمار في الجيش من أجل الكرامة لا من أجل كسب المال .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :