facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل نَصَب الأردن "فخاً" لـ الفلسطينيين؟


عواد الخلايلة
27-10-2015 03:15 AM

لا نفهم أي رسالة يريد أن يوصلها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للعالم وما هو "الفخ" الذي نصب للفلسطينيين.

يقول المالكي إن الفلسطينيين وقعوا في "الفخ" بعد الاتفاق الأردني الإسرائيلي على نشر كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى. ويشدد على أن الكاميرات ستستخدم لاعتقال الفلسطينيين بحجج التحريض.

إلى هنا ينتهي كلام المالكي، الذي يُفهم منه أن "قيامة" الأردنيين و"عدم قعودهم" على استفزازات الاحتلال واعتداءاته على الاقصى والمصلين والمرابطين فيه، كلها تهدف إلى "التحريض" عليهم وضدهم.

مثل هذا التصريح يشي بطريقة مسبقة للمجتمع الخارجي أن لدى بعض الفئات الفلسطينية ما تريد أن تخفيه وأن الكاميرات ستعوق ذلك..

كان الأولى بالمالكي، وهو الأدرى والأخبر بالخطوط المفتوحة والتنسيق الأمني "عالي المستوى" بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ان يبارك هذه الخطوة لانها ستوثق أدلة في غاية الأهمية على الخروقات الاسرائيليّة، وترصد الانتهاكات ضد المصلين داخل الحرم القدسي، كما أنها توفر دليلاً لمخاطبة العالم بالصوت والصورة عن ذلك.

ثم كيف للمالكي كوزير خارجية أن يقع في الفخ الحقيقي الذي أثاره اليوم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو عندما صرح بأن الكاميرات تخدم إسرائيل، ألم يدرك المالكي أن نتنياهو يرسل بتصريحه الاحترافي رسالتين: واحدة للمجتمع الدولي تشي بأنه ليس لدى اسرائيل ما تخفيه وأن الكاميرات سترصد التجاوزات لاي كان، والرسالة الثانية يبدو أن المالكي بلعها وهي اثارة الفلسطينيين ضد الكاميرات..

فهل تستوي تصريحات المالكي، والأقصى لم يغادر في يوم ما مخيلة وفكر ووجدان الأردنيين الذين سخّروا جميع امكاناتهم للحفاظ على قدسيته التاريخيّة والدينيّة، وكان الأقصى ولا يزال وسيبقى ساكناً لعقول الأردنيين وقبلهم الهاشميون أصحاب الولاية الشرعيّة والتاريخيّة على الأماكن المقدسة في قدسنا المحاصر، وهم لا يفوِّتون فرصة بل ويصنعون الفرص للحديث عنه إن اشتدت الأخطار وتكالبت المحن وتخلى القريب والبعيد عن أداء رسالتهم ودورهم تجاه ما يحاك له في الليالي الظلماء..

كما أنه ليس جديداً إن قلنا، إن الأردن لم يترك خطاباً أمام عواصم صنع القرار في العالم ومنظماته الاقليميّة والأمميّة، إلا وأفرد مساحات واسعة للحديث عن القدس والانتهاكات الإسرائيلية بحقه وأهله والمرصودة أصلاً بالكاميرات التي هوجمنا عليها، وكانت - في كثير من الأحيان - سبباً رئيساً لوقف الانتهاكات ودرء المعتدين..

تصريحات المالكي، التي أقل ما توصف به أنها "خرقاء" وتنم عن جهل واضح ومتعمد، تصدر دون ادراك أو تفكير لكيفية إدارة الأمور عند اشتداد الأزمات، فالكاميرات التي سيتم تركيبها في حرم المسجد الأقصى جاءت للحفاظ على بقائه واستباق تعرضه للخطر ليتسنى اتّخاذ ما يلزم لدرء ما قد يتعرض له لا قدر الله..

الكاميرات ليست جديدة وكل دول العالم تستخدمها لحراسة الأماكن المقدسة لديها، كجهاز للإنذار المبكر قبل الاعتداء على المصلين، أو على الممتلكات والموجودات، و"الحرمين الشريفين" في مكة والمدينة خير دليل على ذلك بدلالة الكاميرات المركبة في حرمهما لذات الغاية، فهل ما يصح هنا لا يصح هناك؟!

تصريحات "الفخ" الذي وقع به الفلسطينيون صدرت لغاية في نفس يعقوب هدفها التشويش والتخريب والنيل من مواقف الأردنيين، وفي ذهنيات مطلقيها أن ذلك ممكن، ولكني أدعوهم إلى قراءة تاريخ هذا البلد وأهله ليعلموا جيداً أننا ما فاوضنا أو ساومنا يوماً على حرمة الأماكن المقدسة والأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتبعيتهما للاسلام والمسلمين، وما دفعه الأردن من مبالغ طائلة وأرواح للحفاظ على المسجد الاقصى يتجاوز حدود امكانيات هذا البلد وقدراته ولكنها المسؤوليّة الدينيّة والشرعيّة والتاريخيّة تجاه القدس واماكنها المقدسة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :