facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حلول براجماتية راديكالية لكن تآمرية


طاهر العدوان
09-06-2008 03:00 AM

الكاتب الامريكي, يهودي الاصل, توماس فريدمان دعا في مقالة له, نشرت مترجمة في "العرب اليوم" امس نقلا عن مقالته الاسبوعية في صحيفة الاتحاد الاماراتية, الى ما أسماه بمقاربة براجماتية جذرية وراديكالية لحل القضية الفلسطينية " من خلال ادخال الاردن كشريك فلسطيني" في الضفة الغربية, وذلك حسب رأيه, للتغلب على وضع يتعذر فيه قيام دولة فلسطينية في ظل بناء المستوطنات والجدار ولمواجهة عدم الثقة العميقة بين الطرفين.

يرى توماس فريدمان ان الواقعية السياسية تستدعي "الاستعانة بخدمات طرف ثالث هو الاردن لمساعدة الفلسطينيين في السيطرة على اي جزء من الضفة الغربية تتنازل لهم اسرائيل عنه, ورغم ان الاردن لا يريد ان يحكم الفلسطينيين فان لديه مصلحة حيوية "حسب زعمه" في عدم رؤية الضفة الغربية وهي تسقط تحت حكم حماس".

اهمية هذا المقال, انه للكاتب الذي اعلن مرارا انه كان السبب في ظهور المبادرة العربية الى ارض الواقع, عندما تحدى العرب بان يقدموا على الاعتراف باسرائيل مقابل السلام. لكن وعندما فعل العرب ذلك مجتمعين في قمة بيروت, اطلق شارون حملته العسكرية لاعادة احتلال اراضي السلطة الفلسطينية وتدمير مؤسساتها, وبعد ذلك بعامين احتلت الولايات المتحدة العراق. الذي كان ايضا قد وافق على المبادرة.

لا تنطلق الحلول التي يدعو لها توماس فريدمان من فراغ, فأمام تصلب قادة اسرائيل وتمسكهم بسياسة التهويد والاستيطان في القدس والضفة الغربية بدأ التقهقر السياسي والنضالي بين صفوف الكثيرين الذين ينطلقون, في كل مرة, الى التعامل مع الواقع الذي يفرضه الاحتلال وكأنه الحقيقة الازلية التي لا تقبل النقض او الزوال.

هناك العديد بين صفوف المسؤولين الفلسطينيين من تستهويهم الحلول التي تدعو الاردن للجلوس كشريك على طاولة المفاوضات مع اسرائيل ولو من خلف ستار, من اجل اخراج حل, في ظاهره هناك دولة فلسطينية, لكن من دون ارض ولا قدس ولا حق العودة. دولة يتم الباسها "طربوش" سيادياً من خلال علاقة ما مع الاردن, تحت مسميات الفدرالية او الكونفدرالية, واخيرا تحت عناوين ثورية راديكالية تستعين "بخدمات" الاردن الامنية.

مثل هذه الطروحات التي لا يمكن ان توصف بغير وصفة "الحلول التآمرية" تعبر عن تراجع العزائم والارادات من اجل تحرير الارض واستعادة الحقوق, انها تتخيل وجود "فرصة ما" لاقتناص "حل ما" من باب استسهال امرين "1" التهاون في المطالبة بالحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين التي لا تتحقق الا بكنس الاحتلال تماما والتمسك بحق العودة, "2" الاستهانة بالاردن وطنا وشعبا, وتصور امكانية فرض حل على الشعب الاردني يخرج المسار التفاوضي الفلسطيني - الاسرائيلي من الطريق المسدود. "وبالمناسبة هناك انصار لهذه الحلول في الاحزاب الاسرائيلية وبين اوساط دوائر الكونغرس واللوبي الصهيوني".

الحلول البرجماتية الراديكالية, قد تكون الطريق الثالث للخروج من المأزق الحالي, لكن ليس من الزاوية التي ينظر اليها توماس فريدمان انما من الزاوية التي تتطلب تغييرا موضوعيا في المواقف الفلسطينية والعربية من اسرائيل واحتلالاتها لاجتراح حلول راديكالية تعيد النظر بمجمل عملية ادارة الصراع, فالمشكلة في الضفة الغربية ليست "المخاوف من سيطرة حماس" انما الخطر الذي يمثله استمرار هذا الاحتلال الاستيطاني العنصري التوسعي.
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :