facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أعـداء الـحـيـاة


محمـود الشـيبي
24-11-2015 03:37 PM

المجزرة التي وقعت في باريس يوم الجمعة 13/11/2015، والتي جاءت في أعقاب التفجيرات في بيروت، وإسقاط طائرة الركاب الروسية في مصر، وهي الأعمال التي ادّعى " داعش" مسؤوليته عنها جميعاً تتحدث عن تنظيم إرهابي منفلت من الدين والأخلاق، يضرب بلا هدف، يقتل ويدمر ويخرب بلا سبب بما يُـشوِّه صورة الدين الإسلامي لدى العالم. وهذا القتل الأعمى يأتي منسجماً مع ما بشّرت به الإدارة الأمريكية من قبل بما سمته " الفوضى الخلاقة"، التي تنسجم أيضاً مع خطة برنارد لويس التي قدمها إلى الكونغرس الأمريكي عام1983، فـأقـرَّها ووضعها قـيـد التنفيذ في الأوقات المناسبة.

برنارد لويس من أبرز المتخصصين في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وهو "المفتي الكبير للغرب".

ويرى برنارد لويس أنّ العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم". وضع لويس مخططه التقسيمي للدول العربية والإسلامية في فترة حكم الرئيس الأمريكي" جيمي كارتر" 1977 -1981. ويتمثل الهدف من هذا المشروع في تفجير المكونات الإجتماعية والإثنية للمجتمعات العربية والإسلامية، وذلك بدفعها للإقتتال الداخلي، الطائفي والمذهبي. تكمن النتيجة المتوقعة من خلال المشروع في تقسيم هذه الدول إلى دويلات صغيرة، تتحكم فيها النزعة العرقية والطائفية والعشيرة والقبيلة، لا الأسس الوطنية والقومية. حيث سيجري تقسيم الوطن العربي إلى أكثر من ثلاثين دولة عربية، وبهذا التقسيم يكون قد وفّـر كل مقومات الحياة لقيام دولة اسرائيل الكبرى كما قال، وتحويل العالم الإسلامي إلى 88 دولة بدلاً من العدد الحالي 56 دولة، وذلك من أجل مصلحة اسرائيل كما جاء في الوثيقة. وأصبح هذا المشروع من الأعمدة الأساسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

الحديث عن مخطط التقسيم هذا بات واضحاً في العديد من المجلات الغربية. آخر الخرائط نشرتها كل من صحيفة" نيويورك تايمز" ومجلة " تايم" الأمريكيتين، توضح تقسيم كل من المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا وليبيا إلى 14 دولة. لذا فعندما احتلت الولايات المتحدة العراق وضعت دستوراً جديداً يُقسّم العراق ويمزّقـه ، وقد كُـتِـبَ الدستور بعقل كردي لتكون كردستان دولة مستقلة. من جهة أخرى يرى كثير من المحللين أنّ ما بات يُعرف بتنظيم "داعش" ما هو إلاّ صناعة أمريكية وحجر أساس لبداية تنفيذ هذه المخططات الجهنمية. لهذا فإنّ داعش لا يضْرب في اسرائيل، ولا يضْرب في إيران التي رعت هذا التنظيم منذ نشأته.

من المستغرب أنْ تُـعـوِّل فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة في محاربة داعش،وهي تعلم أنّ الجيش العراقي سلّم أسلحته بالكامل بلا قتال لداعش عام 2014، دون أنْ نسمع استفساراً بهذا الشأن من الولايات المتحدة، ولا من غيرها. أمريكا تستطيع أنْ تُنهي وجود داعش في أسابيع، لكنها تُعلن أن القضاء على داعش يحتاج لسنوات. هذا يعني عدم جِـديّة الولايات المتحدة في محاربة داعش الذي تتحرك سياراته مكشوفة بين سوريا والعراق، دون أن تتعرض لها القوات الأمريكية. الولايات المتحدة معنيَّة بدعم وتسليح أكراد سوريا على حساب الجيش الحر الذي يقاتل داعش كما يقاتل قوات بشار الأسد وروسيا وإيران وحزب الله وميليشيات شيعية عراقية وأفغانية، من أجل إقامة دويلة كردية في شمال شرق سوريا، وهي تعلم أنه لا يـوجـد امتـداد جغرافي لكردستان في سوريا، وتعلم أن أكراد سوريا هاجروا من كردستان إلى سوريا ،خلال فترات زمنية مختلفة من أجل العيش. ومعلوم أنّ ( 400000) أربعمائة ألف كردي في شمال شرق سوريا لـمْ يحصلوا على الجنسية السورية إلاّ في عام 2011 فقط. فإذا بهم يكافؤون العرب برغبتهم في اقتطاع جزء من سوريّا في زمن الذلة والضعف ليقيموا عليها دويلة كردية تتبع كردستان.

روسيا الدولة الإستعمارية الجديدة تـدّعـي محاربة داعش لكنها تقصف بصواريخها المدمرة الشعب السوري والجيش الحر، وهو ما يُصرّح به المسؤولون الغربيون وينتقدون به روسيا، لكنهم لم يفعلوا شيئاً من أجل الشعب السوري الذي تنهال عليه يومياً براميل الموت المتفجرة التي يهديها بشار الأسد لشعبه، وصواريخ روسيا حليفة بشار. يوميّاً يموت مئات من الشعب السوري بصواريخ النظام السوري وحلفائه، ولا يتكلم أحد.

إسرائيل تمارس إرهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطيني فتقتل البشر وتدمرالبيوت والممتلكات، ولا احد يتكلم. في حين تقوم الدنيا ولا تقعد على الجريمة البشعة التي نُـدينها ونستنكرها، والتي أودت بحياة العشرات من الناس الآمنين في فرنسا. إنّ الميزان العالمي مختل ومنافق، لا يحترم حياة المواطن العربي، في حين يرى لحياة أبنائه قدسية خاصة. تعلم الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أنّ بشار الأسد أخرج من سجونه عصابات التكفير المتمثلة بداعش وأخواته، ويتعاون معها بأساليب عدة، ويشتري من داعش البترول ، ولا أحد يتكلم.

في الإسلام، لحياة الإنسان حرمةٌ بغض النظر عن الدين والعرق، والأصل في ذلك عصمة الدم الإنساني، بغض النظر عن الدين والفكر، ولا عقوبة إلاّ على السلوك. فنحن أمة أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأشد ما يُـنْكر الدين الإسلامي الـقـتـل. لكنّ صـنّـاع الموت، وأعـداء الحـيـاة، يقتلون المسلمين وغير المسلمين في البيوت وفي المساجد،وفي كل مكان، دون وازع من ضمير ولا خُلق، ودون شعور بحرمة النفس الإنسانية. بهم تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم وسماهم الخوارج فقال :" الخوارج كلاب أهل النار" لأنهم يكفِّـرون المسلمين ويعتدون عليهم ويقتلونهم. وقال أيضاً:" شـرُّ قَـتْـلى قُـتِـلوا تحت أديم السماء، وخيرُ قتيل مَنْ قَـتَـلوا. وقال :" يخرجون على حين فـرْقَـةٍ من الناس". فهم يقتاتون على الفرقة التي تُؤدي إلى ضعف الدولة، ويستغلونها لمآربهم الشيطانيّة. وهذا ما فعلوه في كل من سوريا والعراق، ويفعلون في ليبيا. وفي كل ما يفعلون يؤججون مشاعر الغضب والإستنكار ضد المسلمين في العالم الغربي، وفي أنحاء العالم المختلفة، فيسهِّـلون للولايات المتحدة تحقيق مآربها في تفتيت الوطن العربي وتمزيقه لتظل اسرائيل الدولة الوحيدة القوية في المشرق العربي، تنفيذاً لمخططات برنارد لويس المشؤومة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :