facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غيرة الرجل من المرأة .. سارة السهيل


mohammad
07-12-2015 01:24 AM

حديث المصطفى صل الله عليه وسلم " إنما النساء شقائق الرجال " أجمع علماء الحديث على صحته، ويعني أنهن مثيلات الرجال من التكليف والجزاء والحساب والحقوق والواجبات إلا ما استثناه الشارع؛ كالإرث والشهادة وغيرهما مما جاءت به الأدلة .
وتنسحب دلالة هذا الحديث الشريف على معطيات حياتنا الاجتماعية من حيث حق المرأة في العمل وتحقيق النجاح فيه، ولكن كثيرا من الرجال يتملكهم شعور بالغيرة من زوجاتهن الناجحات خاصة اذا كان الزوجان يعملان في مجال عمل واحد، وقد تشكل هذه الغيرة خطرا على الحياة الأسرية في مجملها بما قد يتطور سلبا إلى تفسخها .
وقد عالجت الأعمال الفنية القديمة هذه القضية في فيلم بديع وهو " مراتي مدير عام " بطولة النجمة الكبيرة شادية و صلاح ذو الفقار، وكيف عانت شادية الزوجة والمديرة من غيرة زوجها رغم ما بينهما من حب جارف بسبب تدني نظرة المجتمع الذكوري لنجاح المرأة، لكن في النهاية حرص الزوجة المحبة لزوجها وبيتها عبر بعش الزوجية الي بر الأمان .
وظاهرة "غيرة الزوج "من نجاح الزوجات موجودة في كل المجتمعات الشرقية والغربية، وهو ما أكدته دراسة حديثة للرابطة الأميركية لعلم النفس، أكدت فيها أن العديد من الرجال يغارون من نجاح زوجاتهم أو صديقاتهم، خاصة عندما يكون هذا في المجال الذي فشلوا فيه .
وأوضحت الدراسة، أن الرجال يشعرون بفقدان الثقة في الذات عندما تتفوق شريكاتهم في المجالات الاجتماعية أو الفكرية، وفي المقابل فإن النساء يشعرن بارتياح أكثر في علاقاتهن حين يفكرن في تألق أزواجهن .
ويوضح أخصائيو علم النفس، أن الرجل بوجه عام لا يتحمل أن يكون تابعا لزوجته، أو أن يحيى في ظل شهرتها حتى لو كان ناجحا في عمله . ويمكن أن يؤدي النجاح الذي لم يتحمله الزوج بالكثير من السيدات إلى الفشل في حياتهن الأسرية .
وذهب المتخصصون ايضا الي تأكيد أن كره الرجل لنجاح المرأة دليل على ضعف في شخصيته، وفشله وعدم قدرته على تحقيق ذاته، بالإضافة إلى عدم إيمانه بدورها في المجتمع، وما لها من حقوق وواجبات .

بين القبول والرفض

والحقيقة انه في مجتمعنا العربي نجد بعض الأزواج يفتخرون بتفوق زوجاتهم ويعتبرون أنفسهم السبب والدافع لهن على النجاح، لكن الاكثرية من الرجال يشنون هجومهم اللاذع ضد المرأة الناجحة ويقرنون نجاحها بفشلها الاسري فهي في نظرهم في طريقها للطلاق .
وفي نظر بعض الرجال فإن الغيرة تتولد لديهم من المرأة بسبب نرجسيتها، ومباهاة الزوجة بذاتها وتقليلها من انجاز زوجها في الحياة . وقد تكون وجهة النظر الذكورية هذه حقيقية، لكن نسبتها قليلة قياسا على ما يحدث في الواقع الاجتماعي، فالواقع يؤكد رفض معظم الازواج نجاح زوجاتهم ويرون فيه تحدياً لهم ولنجاحاتهم، مبررين ذلك بأن نجاح المراة في عملها سيؤثر على نجاحها أسرياً وسيكون على حساب بيتها وأولادها وزوجها، فيلجأون الي حرمان زوجاتهم من العمل أحياناً .

دور الموروث

ويلعب الموروث الاجتماعي دورا كبيرا في غيرته من زوجته، يتعامل مع زوجته دائماً باعتباره الطرف الأقوى والأكثر عطاءً وذكاءً، واشعاره للمرأة بأنها الاضعف والادني عقليا وفكريا ومن ثم فيجب ان تظل تحت سيطرته .
ووفقا لآراء المتخصصين النفسيين، فقد يقبل الرجل نجاح زميلاته في العمل إلا أنه وفي أغلب الأوقات لا يقبل بنجاح زوجته، فيحاول إثبات قوته وعزيمته من خلال السيطرة عليها، وتعسفه في الأراء ليثبت مكانته في الأسرة .
وللاسف، فان بعض الأزواج يعتبرون نجاح الزوجة وتفوقها عمليا واجتماعيا، انتقاصاً من شخصياتهم أو رجولتهم أو مكانتهم كأزواج، فتبدأ غيرته منها بنار خفيفة تكبر وتتحول الي حريق يسعي لتدمير نجاحها ووقف تقدمها بل وقد يتطور ليهدم الاستقرار الأسري .
وفي تقديري، ان غيرة الرجل من نجاح المراة تتطلب تغيير المفاهيم الثقافية السائدة في المجتمع بحيث تكرس لقيمة عمل المرأة واهمية تحقيقها للنجاح العملي، مع تكريس مسئولية المرأة الناجحة عن ادوارها كزوجة وأم وانه لا ينبغي ان يطغي دور على دور اخر في حياتها الاجتماعية .
كما اعتقد وجود ضرورة في ان يجري تغيير هذه المفاهيم وفقا لمنظومة القيم الدينية والاجتماعية من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية والجمعيات الاهلية والاعلام للقيام بدور توعوي تجاه حقوق المراة عاملة وزوجة وأم .
وفي تصوري ايضا، فإن الزوجة الناجحة يجب ان توظف ذكائها في التخفيف من حدة غيرة زوجها من نجاحها، مثل عدم الإكثار من الحديث عن وظيفتها وعدم المباهاة بتفوقها حتى تقلل من مشاعر الكراهية لديه، مع تأكيدها في اية مناسبة اجتماعية على دور زوجها في تفوقها العملي، وان تشعره دوما بأنه شريك في النجاح .

غيرة الرجل ليس دائما (على) بل أحيانا تكون (من)
لهذا يجب على المرأة الناجحة الحرص في اختيار رفيق دربها على أن يكون بمقدار نجاحها وهذا ما يدعى التكافؤ بحيث لا يشعر بالدنو أمام نجاحها كما يجب أن تتأكد من صحته النفسية و ثقته بنفسه و شخصيته القوية الثابتة الغير مهزوزة حتى تستطيع التعايش معه بسلام كما أنني رغم انفتاحي الثقافي إلا أنني من مؤيدي مدرسة الجدات بأن لا تقترن المرأة برجل أقل منها من كافة النواحي علما و ثقافتا ووظيفة حتى يكون هناك مبررا شرعيا و واقعيا لتكون هي تحت جناحه و ليس العكس فالقوامة لها شروطها و من هنا اقول تخيروا القائم عليكن على أن يكون مؤهلا لهذا الحمل والمسؤولية
كما أنني أعتقد أن للبيئة دور مهم جدا في بناء شخصية الرجل و خلفيته الاجتماعية والثقافية ومن هنا الاحظ بعض الفروقات في طباع الناس و سلوكياتهم من بلد إلى بلد ومن منطقة إلى منطقة
على سبيل المثال شمال العراق أو جنوبه
بادية نجد ام مدينة جدة
العاصمة بيروت ام بعلبك
كما يؤثر المعتقد الديني و العامل الثقافي والتربوي على الرجل و درجة انقياده لهذه الأحاسيس السلبية
كما أجزم أن للأم الدور الأساسي في بناء شخصية الرجل وتوجيهه على احترام بني جنسها و النظر إلى المرأة بعين الود و الإنصاف و الاحترام

سارة طالب السهيل





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :