غداً .. الأردن لا يلعب وحده
المهندس احمد الغزو
17-12-2025 10:22 PM
غداً، عند السابعة مساءً، لن يدخل منتخب الأردن إلى الملعب وحيداً.
يدخل ومعه بلدٌ كامل،
يدخل ومعه تاريخ من التعب والصبر،
يدخل ومعه أمهات ينتظرن الدعاء أكثر من النتيجة،
وآباء يعرفون أن الشرف يسبق الكأس.
نعرف أن المدرجات العربية منقسمة،
ونعرف أن كثيرين سيقفون مع المغرب،
ولا نلوم أحداً…
لكن ليُقال بوضوح:
الأردن اليوم لا يطلب تعاطفاً،
بل يستدعي موقفاً.
نحن لا نملك ما تملكه المنتخبات الكبيرة من مال ونفوذ،
لكننا نملك إنساناً أردنياً
إذا شعر أن وطنه خلفه،
قاتل حتى الرمق الأخير.
ثماني طائرات أقلعت من عمّان إلى الدوحة،
ليست رحلات سياحية،
بل قوافل وفاء،
أناس باعوا وقتهم وراحتهم
ليقولوا للاعبينا:
لسنا وحدكم.
وهنا يأتي السؤال الصريح للمسؤولين:
هل نترك أبناءنا يقاتلون وحدهم؟
هل نكتفي بالتصفيق بعد الإنجاز،
أم نقف اليوم، الآن، مادياً ومعنوياً،
لنقول لهم: الدولة معكم، والشعب معكم؟
هذه لحظة لا تُعوّض،
وهذا منتخب لا يُساوَم،
وهؤلاء لاعبون يلعبون باسم بلد
لم يخذلهم يوماً… فلا تخذلوه اليوم.
إلى الجماهير الأردنية:
ارفعوا الصوت،
املأوا المدرجات،
كونوا الظهر الذي لا ينكسر.
وإلى المسؤولين:
الكرة اليوم ليست في الملعب فقط،
الكرة في الموقف،
وفي القدرة على تحويل الفخر إلى دعم حقيقي.
غداً،
قد نفوز وقد نخسر،
لكن إن وقفنا جميعاً خلف هذا المنتخب،
فنحن فائزون مهما كانت النتيجة.
وهنا نقولها بلغة النخوة والبادية:
الجار للجار،
والنخوة وقت الشدّة،
ومن وقف مع أخيه لا يُنسى جميله.
نحن أبناء صحراء تعرف معنى الوقفة،
وتعرف أن “الظهر إذا كثر ما ينكسر”،
وتعرف أن “الفزعة ما تنطلب… الفزعة تُفعل”.
هذا الأردن،
وهذه فزعة رجاله،
ومن يعرف المروءة
يعرف أين يقف الليلة.
والليلة، ما هي ليلة كورة وبس…
هي ليلة نخوة.
واللي عنده وطن، ما يخلّيه يوقف لحاله.
واللي يعرف معنى الملح والخبز والراية،
يعرف أن الفزعة اليوم واجب… مو خيار.