facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليت للبرَّاق عيناً ..


زكريا النوايسة
16-06-2008 03:00 AM

ليلى... ليلى(1) يا ربَّةَ الحزن الطويل.

الصوت – يا ليلى – صوتك نعلمه ولا نخطئه ، ولكننا في أزمنة الهروب استغنينا

عن آذاننا ، واكتفينا بوجيب قلوبنا الراجفة.
ليلى ، برّاقُكِ (2) لم يعدْ كما كان الفتى الذي تعرفه الصحراء ، جسوراً يستل الفجرَ من رحم الظلام دون وجلْ، براقُك يا ليلى كسر سيفه وباع كنانته ، ونحر فرسه قربانا لأستير(3) وعيونها المتوقدة كالجمر.


وابرّاقاه... وابرّاقاه

يا بني قومي هل من برّاق في حماكم يمسح دمعتي، يا ليت للبرّاق عيناً فترى...

فعيني منذ أربعين تروي عطش الأرض لغضبة برّاق أو معتصم ، وثوبي الذي مزق يوم حزيرانكم الموغل في زمن هزيمتكم ، ما زلت أجذب بعض مزقه أواري بها ما انكشف من لحمي .


يا برّاق أين عينك ؟. فمردخاي(4) أوشكَ أن يتغشاني ، وأستير فتاته المغناج تخترق بضحكتها المدوية مسامات روحي ، لتصيّرني بعضا من ضحكتها الماجنة ، وشكلاً من أشكال حضورها المتوحش.


يوشك الليل أن يعلن استسلامه أمام عنفوان الفجر ، من بعيد يلمح ظلال لامرأة وصغيرين ، وقد هموا بالتواري خلف حجر ركن عن قصدٍ هناك، أسئلة كثيرة تدور،من يا ترى هناك؟ هل هم من بعض أهلنا لم تستطع أقدامهم أن تستدل على دروب الشتات ، ثالث يقترب قليلا ويرسل عيونه لتتمعن بالأجساد التي باتت تتكور خلف حجرها ،يقترب أكثر ينظر في العيون التي تتعلق به ،تأخذه الدهشة يرتد على ظهره ، الجمع المنتظر يبحث عن إجابة ،ولكن لسانه تفرّ منه الكلمات ويسمع منه همساً ، إنهم خلف الحجر ، نعم إنهم هم وعيني لم تخطئهم.


ليلى والدرة الصغير وإيمان حجو(5) يختبئون وراء حجر الدرة الذي مارس عليه الشهادة ، الصغيرين عيونهما الجميلة تبحث في كل الإتجاهات ، ليلى تدقق في الأفق البعيد ، بعض الأصوات تتناهى إلى مسامعهم ، تبتسم إيمان وتربت على ظهر ليلى والدرة ،إنهم الشهداء ينغرسون في كل مكان ويبعثون لنا مع نسائم الفجر نفحات من روحهم وعبق مسكهم .


الشيطان يحمل على ظهره كوندا(6) وأستير ، وتحملان في أيديهما سلال تقطر منها الدماء ، ترميا دلوهما في بئر الموت والدمار فينفث عليه الشيطان من سحره فيلتبس على العيون التي نبتت في زمن الهزيمة فتراه عسلاً وحقلا من سنابل .


مردخاي يزرع نفسه في الظلام ، يطلق عيونه تفتش وتجوس في المكان ، ينظر إلى حيث الشيطان ما يزال يقرأ أسفاره ،إن الدروب آمنة وتفضي الى فاران(7) والقيروان ومدن الملح القائظة.


ينطلق الركب المتوحش ، يدوسون قلب التراب ، ويسرقون أحلام الصغار ، ويبذرون في حقلنا الموت والدمار، وعلى مفارق الدروب يحرصون على أن ينبشوا قبور الشهداء ، ليسرقوا أوسمة الشهادة ومسك الجروح النازفة، ولكن يأبى الشهداء إلا البحث عن لحظة شهادة مضافة ، فتلعن حجارة قبورهم الشيطان وركبه ، والدم الطيب يصدُّ رغبتهم المتوحشة.


يا برّاق أين عينكَ لتراني ؟

يا برّاق أوشك السوار أن يحيط بالمعصم ، وليْلاكَ يا ابن عمي ستنوشها الرماح المسمومة ، وليس من دافع لها إلا أنامل الصغيرين الطرية ودموعي التي جفت مآقيها.

ليلى..لكِ درة الشهادة ودم الشهداء وإيمان الرضيعة تميمة النصر الآتي.

إيمان يا عنوان الطفولة المناضلة

إيمان هل من سبيل إلى لحظةٍ أو شبه لحظةٍ من زمنك البطولي؟ .

إيمان ارمي بخصلة شقراء من شعرك الرائع على جبين ليلى المحزونة، سيدة الحضور البهي التي تاه عنها برَّاقها،بعد أن اختطفته عيون أستير الآسرة .

يا درة ، يا إيمان نقبل أقدامكم ، نقبل تراب نعالكم ونرجوكم أن تأخذوا أسلحتنا ،سيوفنا ، بنادقنا ، رصاصنا الذليل ، أناشيدنا الوطنية ، معزوفاتنا الحماسية ، قصائدنا المنافقة ، خذوا برَّاقنا اللاهي ، خذوا كل البرَّاقين ومدعي البطولة ،وامنحونا فقط نقطة من دمكم الشريف ، أو مجرد إيماءة من عينك النجلاء نمسح بها جلدنا المهزوم ، فلعلنا نستفيق ذات فجر وقد تدفق في شراييننا قطرة من دم برّاقنا الطليق من أسر عيون أستير الخبيثة.

---------------------------------------------


ليلى العفيفة بنت لكيز بن مرة بن أسد من ربيعة بن نزار. كانت رائعة الجمال أسرت في أحدى الحروب فقالت قصيدتها المشهورة التي تستنجد فيها بابن عمها البرّاق لفك أسرها .
البّراق هو أبو النصر البراق بن روحان ابن أسد بن بكر من مرّة من بني ربيعة ،ابن عم ليلى وكان شاعراَ مشهوراَ من أهل اليمن وهو جاهلي قديم.
فتاة يهودية استطاعت أن تجلس على العرش مع الملك أحشويروش بعد أن استخدمت حسنها ودهائها بمعاونة عمها حيث استطاعا الإيقاع بعدوها وعدو اليهود هامان.(الكتاب المقدس/ سفر أستير)
مردخاي عم أستير الذي قدمها للملك .
إيمان حجو ومحمد الدرة الشهيدين الصغيرين أشهر من أن يعرّفا .
كوندا المقطع الأول من اسم وزيرة الخارجية الأمريكية وهو فيما أراه أخطر ما في تكوينها لأنها تصدمنا به فنستكين.
فاران كما ورد في ( الكتاب المقدس/ سفر التكوين) هي الصحراء التي سكنها اسماعيل وأمه هاجر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :