facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن وفلسطين والمشروع الامريكي الاسرائيلي ..


محمد كعوش
17-06-2008 03:00 AM

ذات صيف, وفي كوخ صغير يقع في زاوية بعيدة عن الانظار في منتجع كامب ديفيد, احتدم النقاش بين الرئيسين كلينتون وياسر عرفات بعدما رفض الاخير توقيع الورقة الاسرائيلية التي تبنتها واشنطن وقدمتها باسمها, في تلك اللحظة الحاسمة تدخل مدير عام المخابرات المركزية جورج تينت والتفت الى الرئيس كلينتون وقال: يبدو ان تشيرمان عرفات لا يعرف انه يعيش في منطقة شعوبها تتغير وحدود دولها تتغير"!!

منذ ذلك الوقت, انقطع الشك باليقين وعرفنا ان هناك لعبة امريكية - اسرائيلية تجرى في الكواليس او في الحديقة الخلفية لكامب ديفيد, وقد يكون الشرق الاوسط هو ساحتها تحت عناوين وشعارات وسيناريوهات متعددة, منها مشروع "الشرق الاوسط الجديد" وخلق الوطن البديل للشعب الفلسطيني, وهي اسرائيلية تتوارثها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

لذلك اريد ان اتجاوز تصريحات مستشار المرشح الجمهوري ماكين واسمه روبرت كاغان الذي يزعم انه خبير في الجغرافيا السياسية, ويريد ان يتجاهل الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية في المنطقة, اريد ان اتجاوز تصريحاته حتى لو كانت من قبيل التنافس الانتخابي بين ماكين واوباما في السباق المحموم للوصول الى حضن اسرائيل والحركة الصهيونية!!.

نتجاوز تصريحاته لاننا نتابع باهتمام على ارض الواقع, حيث نتعامل مع الحقيقة المرة, ونتابع فصول المؤامرة الكبرى الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن ضمن مشروع الوطن البديل...

لقد نجحت الحكومات الاسرائيلية, قديمها وجديدها, في احداث شرخ داخل الشعب الفلسطيني وفصل غزة عن الضفة وفرض الحصار على الاراضي الفلسطينية بكاملها, وتقطيع الضفة بجدار شارون, وتسمين المستوطنات واقامة مستعمرات جديدة, وفصل القدس وضمها, ورفض حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم. كل ذلك نسف عملية السلام برمتها, وكل ما تواصل هو مجرد "تكتيك اسرائيلي" لكسب المزيد من الوقت لتغيير الوقائع على الارض وخلق امر واقع جديد يساعد الاحتلال الاسرائيلي على تهجير وترحيل الفلسطينيين عن ديارهم تحت مظلة اليأس والاحباط والتجويع والتركيع..

كل ذلك يحدث بعلم ورغبة وقرار امريكي هدفه دعم اسرائيل والتخفيف عنها ومنحها فرصة تاريخية لاقامة "كيان يهودي صهيوني" على كامل التراب الفلسطيني, على حساب قضية الشعب الفلسطيني والاردن معا....

واشد ما يحيرني هو ذلك الصمت العربي المطبق تجاه ما يحدث في الداخل حيث تقوم اسرائيل بتنفيذ المرحلة الاولى من الحل القسري على ان يتم الضغط على الاردن لفتح الجسور والابواب امام هجرة جديدة هي اخطر بكثير من نكبة عام 1948 ونكسة عام ..1967

لذلك يجب التوقف طويلا والتفكير كثيرا, ليس امام تصريحات المستشار السياسي للمرشح ماكين فحسب بل امام ما يجري على ارض الواقع في فلسطين, وعلى الحكومة الاردنية ان تأخذ هذه المسألة على محمل الجد اكثر من اي وقت مضى, والحشد ضد هذا المخطط وان تكون اول من يدق على جدار الخزان لتنبيه الشعب والامة والانظمة العربية لخطورة المؤامرة والبحث عن وسائل وسبل وخيارات التصدي لهذا المخطط الرهيب الذي يبحث فيه خبير الجغرافيا السياسية عن وطن بديل للفلسطينيين يدفع الاردن ثمنه, بعد ان رفض كل الحلول الفدرالية والكونفدرالية الى ان يتم تحرير الاراضي المحتلة واقامة الدولة المستقلة..

واول خطوة عملية تبدأ بالعمل على رفع الحصار عن الاراضي الفلسطينية وتقديم كل الدعم والمساندة, وعلى كافة الصعد, للشعب الفلسطيني بالداخل كي نعينه على البقاء والتمسك بدياره وارض اجداده وافشال المخطط الامريكي الصهيوني في فلسطين والاردن معا, كما افشلت المقاومة الوطنية العراقية مشروع الشرق الاوسط الجديد.. وثبت للامريكيين ان الشعوب لا تتغير ولا حدود الدول ايضا.
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :