facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صرح الشهيد


عبد الهادي راجي المجالي
22-12-2015 01:20 AM

في الصحافة قد تخاطب مسؤولا , قد ترسل برسالة لوزير ..وقد ترسل بأخرى لرئيس أو نائب وقد تنثر ما جاد من عشق القلب للكرك أو للحبيبة ...أنا هذا المساء سأكتب لرئيس هيئة الأركان للفريق اول مشعل الزين ...رسالة من وجدي وحرقتي قبل قلبي .

معالي الباشا ..

لو قدر لي لحظة الموت , أن أختار مرقدي الأخير ...لو قدر لي أن أختار أطهر الأماكن , وأغلاها على قلبي ..لو قدر لي أن أختار التراب الذي يبلل نداه عظمي وتمرّ من فوقه (الحساسين) في تشرين وحده مبللة بالندى والزقزقات وتنبئني بحال الجدائل في الكرك ..ووشم الكفوف العجرمية , وتغريبة الحب في الطفيلة ...لاخترت أن أدفن بزاوية من أسوار ..صرح الشهيد , عل قبري يحظى ببركات أسماء الشهداء ..,عل زيتونة الحياة , حين يندلع وميض زيتها , في صباحات الوجع والمنافي ...تمسح بطهرها بعضا من خطايا الدرب والعمر المسجى على خشبات الرفض ..الذي يتلوه رفض .

صرح الشهيد ...مؤسسة أردنية , عظيمة تاريخها يحكي سيرة الجيش العربي من أول شماغ في قوات البادية , وحتى دم معاذ الكساسبه , وهو يشرق على العالم ويخبرهم ..أننا في الكفاح إبتداء ..وأننا في الشرق شوكة ...أكبر من الورد والنخل والنهر ..وسترد للشرق صباه عنوة .

معالي الباشا ما أطلبه بسيط ..وهو:- حين كنا صغارا ما مر علينا نشرة أخبار تحكي عن ضيف عسكري أو مدني زار الأردن , إلا واصطحبناه لصرح الشهيد كي يرى أسماء الشهداء ويسقي شجرة الحياة , والصداحون لم يعزفوا وقتها لحن الرجوع الأخير للشهداء فقط ....بل كانوا يعزفون من وريد القلب كل دمع العيون عليهم ..هؤلاء الذي وحدوا بين الوريد والتراب , وكانت العشيرة وقتها ذخيرة القلب ..وكيف لايصيب رصاصهم ؟ بل هو في الهدف تماما ...هم (زلمنا) ..من كل العشائر والأفخاذ هؤلاء المنثورة أسماؤهم بحروف من ذهب على صفحات الرخام في صرح الشهيد ..هم الشهداء الأبرار ..الأعلى سلما ومرتبة في الجنة ...
كل ما أطلبه معالي الباشا , أن نرسخ تقليد زيارة صرح الشهيد في الإعلام وأن نفعله بحيث تصبح زيارته متطلبا في مواد الثقافة العسكرية التي تدرس في الجامعات الأردنية لأولادنا , ماذا سنخسر؟ ..إن جعلناهم يحفظون اسماء شهدائنا وتواريخ إستشهادهم ...أجزم أن اسماء الشهداء في لحظة الوطن الصادقة النبيلة أعلى قيمة من كل صفحات الكتب ...ماذا سنخسر إن إصطحبنا كل ضيف للأردن إلى هذه البقعة المزروعة بالحنين والشوق والذكريات ..ورسخنا الاسم (صرح الشهيد) في الإعلام .

..أنا يا معالي الباشا أحزن حين يأتي وفد رسمي أوروبي ويأخذونه لزيارة الاثار الرومانية ..ويتركون قصة كفاح الأردني وصبره المرسومة رسما في صرح الشهيد ...وماذا سنخسر إن جعلناه محجا لكل زائر ؟

معالي الباشا ..
الجيش وجدٌ وصبرٌ وحنو ونار على كل متربص ...والجيش تاريخ البلد وهو كل لحظة عشق فيها ..وهو إمتداد ذاك الدم ..المزروع عروبة ودينا في مؤتة ..والجيش بلسم الوطن إن إعتراه الوجع ..والجيش فوق كل ذلك وبعد كل ذلك ....صوفية العاشق ....وانا أحبتني الناس لكثرة ما كتبت عن (القايش) ..لكثرة ما كتبت عن (البوريه)... وأعتز أني أحد الذين انتسبوا لحزب (القايش) وما خذلوا الحزب والعقيدة والنهج بل ظلوا على ديدن ..الضباط الذي عادوا ..لبيوتهم سويعات الخميس وبين زناد القلب وزناد البندقية تسكن بلدي ..وحدها بلدي من يسكن هناك ...

الباشا العزيز ...
صرح الشهيد ليس قصة في مقالي , هو هويتنا وذاتنا ومرآة الكرامة فينا ..وإن الدفاع عن التاريخ الوطني هو شرف تستلزمه المرحلة ...وتفعيل هذه المؤسسة وهو واجب تقتضيه الحالة التي يشهدها الجيل الجديد من ضياع البوصلة ...وأنا لا أكتب لك في إطار الإقتراب أو الإبتعاد ...ذاك أن الجيش نبضي إن غاب النبض , وإذا قدر لي أن أذكر في جلسة أو كتاب أو محاضرة بعد رحيل الجسد سيذكر لي وجدان الأردنيين ...أن منهجي في الكتابة لم يضل طريقه عن الجيش ..ولي الشرف وللحرف أن يكون الجيش مداده .. وكل إنعطافاته .
سلامي لصرح الشهيد ..سلامي للأسماء الطاهرة المزروعة على جدران من الرخام والمرمر ..سلامي لكم يا حماة الأرض والعرض والدين ...سلامي لكل شهقة لحظة الشهادة ...لكل طلقة سكنت قلب اليهود ..لكل إنعطافة ساعد على ( كعب) البندقية ..لكل إرتعاشة كتف حين صدر وميض الرصاصة ..وإرتد السلاح ..أيا كتف هذا الأردني المدجج بالغار ..لم يكسرك إرتداد الرمي ولا الأيام ...قلي فقط من اي طينة جبلت يا هذا الكبير ؟ ..
وأنا ...تمنيت لو أن إسمي معهم مرصعا على الرخام , تمنيت ..لو أن الأيام كتيبة تمنيت لو أن كل مقالة في الغرام كانت تخص بندقية من بنادق الجيش ..لأسست سرايا في العشق ..سلامي للجيش ...

عبدالهادي راجي المجالي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :