facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سمير قنطار وأمور أخرى


د. رحيّل غرايبة
24-12-2015 02:21 AM

الخلفية السياسية والسياقات الإقليمية التي أنتجت هذا الحدث أكثر أهمية وأخطر أثراً من الحدث نفسه، حيث تكمن المشكلة الحقيقية في جعل الأشخاص والمنظمات والجماعات ستاراً للمخطط الحقيقي المخفي، أو استعمالها مجرد غطاء لتمرير رسالة قوية ذات مغزى سياسي عميق تفهمه الأطراف المعنية بوضوح.

ما ينبغي أن يعلمه المشتغلون بظواهر الأمور، والمشغولون بالانقسام الحاد، ويوجهون كامل طاقتهم لتوجيه اللكمات لبعضهم بعضاً من خلال الاستثمار الضحل بظواهر الأمور السطحية، أن الحدث يحمل من الدلالات ما يستحق الاهتمام أضعاف أضعاف ما يستشعرون من أسباب الخطورة الحقيقية.

ما ينبغي علمه أن روسيا تحكم سيطرتها على الفضاء السوري بتفاهمات معلنة وبنود خفية مع مختلف الأطراف ذات الاهتمام والمصالح في الساحة السورية التي أصبحت ملعباً للغرباء، حيث أن روسيا عقدت اتفاقية موقعة مع «اسرائيل» من أجل التنسيق في توجيه الضربات العسكرية والطلعات الجوية، لأن «اسرائيل» ترقب عن كثب وبدقة عالية ما يجري في سوريا، وترقب حركات الأشخاص والمنظمات والتحركات العسكرية وحركات السلاح وتنقلات الآليات والصواريخ، فلا يظن أحد أنه خارج التغطية في هذه الساحة المخترقة.

«اسرائيل» قامت بتوجيه ضربة محكمة أسفرت عن اغتيال سمير قنطار ومجموعته، وهي ليست العملية الأولى الناجحة، فقد أقدمت على تنفيذ ضربات عسكرية محكمة خلال السنوات الطويلة الماضية، ومما لا يغيب عن الذهن عملية اغتيال «عماد مغنية» في أرقى أحياء دمشق قبل نشوب الحرب الأهلية الأخيرة، عندما كانت سورية في قمة سلم الممانعة والمقاومة وكانت تحتفظ بكل قوتها، كما أن «اسرائيل» أقدمت على تنفيذ غارات جوية في العمق السوري ودمرت مخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوي، وقوافل عسكرية مختلفة.

هذه الحقائق تدفعنا لليقين بأن العملية «الاسرائيلية» تمت بتنسيق مع الروس بشكل قاطع، مما يجعل قراءة عملية الاغتيال من وجهة نظر أخرى، تقوم بتسليط الضوء على الدور الذي كان يقوم به «سمير قنطار» وخليته من خلال الاطلاع على بعض الحقائق المتعلقة بالدور الإيراني على وجه التحديد، حيث أن إيران أقدمت خلال الأشهر الماضية على تقديم مشروع مبادرة تقترب من وجهة النظر الأمريكية في بلورة الحل القادم على الأرض السورية، كما حاولت في الوقت نفسه على إنشاء عمل آخر مواز، بالتعاون مع «حزب الله» يؤثر على التفاهمات «الروسية – الاسرائيلية» فيما يتعلق بضمان أمن الحدود الاسرائيلية عبر الجولان المحتل، مما أغضب الروس وجعلهم يتدخلون على هذا النحو من أجل إعادة الامساك بالامور بشكل مباشر، من خلال تقوية الفرصة أمام نجاح وجهة النظر الروسية التي تقوم على إضعاف جميع الأطراف على الأرض السورية، باستثناء النظام وداعش طبعاً، وإعادة الدور الروسي وحضوره من خلال أوراقه الحقيقية.

المشكلة الكبرى التي يجب أن تتوجه إليها أنظار الشعوب العربية المنكوبة، والتي تعيش الانقسام البيني وتخوض معركة تدمير الذات، هي : تحويل الأوطان إلى ملاعب للغرباء وساحات مخترقة فعلاً، وكيف تعمل كل الأطراف المتصارعة على تأمين «الحدود الاسرائيلية» وضمان أمنها، بل وتسمح لها للدخول والعبث وتنفيذ ضرباتها في العمق العربي، ولا يشكل ذلك استفزازاً للمصفقين من كلال الطرفين على الصعيد العربي، وليس هناك اي اعتبار لمصالح الشعب السوري ومصالح الشعوب العربية عامة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :