facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من هم أعداء الاخوان؟!


سميح المعايطة
31-12-2015 03:48 PM

ثلاث هزات كبرى عاشتها جماعة الاخوان المسلمين "في الاْردن" خلال الفترات الأخيرة أولاها ظهور مبادرة زمزم والثانية ترخيص الجماعة الجديدة من قبل عشرات القياديين واصحاب الحضور من الرافضين لواقع الجماعة والثالثة الاستقالات الجماعيه لمئات الأعضاء معظمهم من الرموز والقيادات من عضوية حزب جبهة العمل الاسلامي، وهي استقالات وان كانت من الحزب الا انها رفض لمسار الجماعة لان هؤلاء يريدون ابقاء الحضور في الجماعة لعل فرصه للإصلاح تظهر.

وعندما ظهرت زمزم ومن بعدها الجماعة المرخصة كانت قيادة الجماعة القديمة ومن معها تتهم هؤلاء بأنهم أدوات للمؤسسة الامنية، وان الجماعة بخير لكنه عبث الجهات الرسمية، لكن توالي الهزات حتى من قبل قيادات تحفظت على الهزات السابقة يؤكد ان الامر ليس عبثا من الدولة بجسم الجماعة بل خلل كبير ومرض تدير القيادة ظهرها له وتواجهه بالإنكار وقرارات الفصل تماما مثل اي نظام قمعي.

وحتى لو صدّق أي متابع ان ما يجري في الجماعة عبث بها من الجهات الرسمية فأي جماعة هذه التي تهزها الدولة بهذا الشكل وعلى أيدي معظم صفها القيادي، وتجعلها تترنح كل أشهر تحت وقع انشقاق او انفصال او استقالات.

وللاسف فان مشكلة الجماعة ليست فقط في الاْردن لكنها في أقطار عديدة وأهمها مصر التي تشهد خلافات حادة على خلفية ادارة المرحلة الحاليّة وازمة علاقتها مع النظام، والجماعة ما زالت تقبل لنفسها ان تكون اداة لمحور إقليمي تعمل كل دولة فيه لمصلحتها بينما فقدت الجماعة خلال المراحل الأخيرة وزنها الشعبي من خلال ما تعرضت له من أزمات بما فيها ما صنعته لنفسها.

اليوم تدخل الجماعة نفقاً جديداً والمشكلة الوحيدة ليست في اصرار ما تبقى من قيادتها على ان ما يجري هو مؤامرة وخلاف سطحي، رغم انها تعلم ان هذه المئات من القيادات لديها آراء ووجهات نظر يجري تداولها منذ سنوات، لكن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الجماعة ومن خلفها الحزب هي انهيار المنظومة الاخلاقيه الداخلية، وهذا المرض عمره يصل الى ربع قرن، فالكل يستبيح الكل، والمؤامرات والغيبة والنميمة والكولسات السلبية واغتيال الشخصيات وقذف كل منافس بآلتهم والافتراءات وايضاً استعمال المال والمواقع لاستقطاب الأشخاص، كما شهدت الجماعة كسرا لكل الحواجز فلا قيمة لكبير او صاحب فضل، لكن المهم هو الانتخابات ومن يسيطر على المواقع القيادية، وهذه الأمراض يعلمها كل الاخوان وبخاصه في الطبقات القيادية، حتى الاقليمية دخلت الى صفوف الجماعة وكانت جزءا من معايير التقديم والتأخير.

وهذه الظواهر أدت الى خروج العديد من أبناء الجماعة الذين لم يسلموا من الاتهامات، كما كانت وراء بعض التوجهات التي اعتبرها الناس سياسية لكنها لم تكن الا تعبيرا عن مشكلة قيم واخلاق داخل الجماعة ومنها قرار مقاطعة الاخوان للانتخابات عام ١٩٩٧ الذي كان جزءا من الصراع على النجومية بين النواب وقيادة الجماعة وليس لأي سبب حقيقي آخر، وهذا ليس تحليلا بل معلومات يعلمها من صنعوا القرار واتخذوه في حينه.

الجماعة مثل اي نظام مهترىء ضعيف متخم بالامراض، لكنها كجسم كبير تسقط ببطء، برغم ما يجري من محاولات لغايات الإنقاذ. لكن الجماعة تحتاج الى إعادة بناء لبنيتها الاخلاقية الداخلية ولخطابها وفكرها، فهي ليست الاسلام بل حزب سياسي، وهي بحاجة لشجاعة لمراجعة مسارها، لان الإنجاز ليس ان تفوز في انتخابات نقابة او برلمان بل في الجسم الذي يجتاحه سرطان داخلي يعلمه جميع أفرادها حتى الذين ليس لديهم الا توجيه التهمه لمن يبادر بالتحرك بالعمالة للدولة، مع ان اكثر من يخدمون أعداء الجماعة هم الذين يغطون المرض ويتركوا الجسم يتآكل كل ساعة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :