facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما “نتبرع” بالشيعة لإيران!


رجا طلب
16-01-2016 11:52 AM

قبل ثلاثة شهور وعلى هامش مجلس “حكماء المسلمين” الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التقيت بسماحة العلامة علي الأمين، وتحدثنا عن موضوع الإرهاب الذي كان يناقشه المجلس وقتذاك، ولكن سماحته عرج على المسألة المذهبية والتنازع الطائفي الذي تغذيه إيران، وتحدث بحرقة ومرارة عن علاقة بعض الدول العربية بالشيعة عموماً، وبالشيعة العرب بشكل خاص، وقال بما معناه أن “العرب تركوا الشيعة لإيران وتخلوا عنهم، وأن إيران تعتبر هذا السلوك مكسباً خالصاً لها ولسياستها التي تستثمر في الشيعة وتريد ترسيخ صورة نمطية عنهم بأنهم تابعون لها وليس لأوطانهم”.

وللعلامة الأمين آراء جريئة للغاية في نقد ولاية الفقيه وأتباعها في إيران وغير إيران، حيث يؤكد وحسب تصريحات عديدة له على نقطتين هما غاية في الأهمية:

الأولى: ليس صحيحاً أن ولاء الشيعة العرب هو لنظام ولاية الفقيه في إيران، فالشيعة كشركائهم في أوطانهم ولاؤهم للدولة والوطن والنظام السياسي الذي اختاروه معاً في بلادهم، ولعل السبب في هذا الانطباع عن الشيعة هو بسبب ارتباط الأحزاب السياسية الشيعية بالسياسة الإيراني.
الثانية: ولاية الفقيه ليست معتقداً دينيّاً أو مذهبيّاً للشيعة، ولذلك لم يقل بها الكثير من علمائهم في الماضي والحاضر، إن ولاية الفقيه هي نظرية سياسية في السلطة والحكم، وقد عارضها ويعارضها الكثير من الشيعة داخل إيران وخارجها، وهي ليست ولاية عابرة للشعوب والأوطان، وهي مثل غيرها من النظريات السياسية التي يختص تطبيقها بالشعب الذي يختارها على أرضه، والشيعة خارج إيران ليسوا جزءً من عملية اختيار الولي الفقيه في إيران فلا تكون له ولاية عليهم.

وهذا الرأي للعلامة الأمين ليس رأياً متفرداً، فحتى آية الله علي السيستاني لا يؤمن بنظرية الولي الفقيه الكاملة أو الشاملة التي يطبقها النظام الديني الإيراني، و حتى في داخل إيران، فقد عارض الكثيرون من علماء الشيعة نظرية ولاية الفقيه التي عمل على تكريسها الخميني، ومنهم رجال دين ساهموا في صناعة الثورة الإيرانية، ومن أبرزهم آية الله حسين علي منتظري، الشيخ محمد طاهر آل شبير خاقاني، سيد محمد كاظم شريعتمداري، الشيخ محمد الشيرازي، الشيخ أسد الله بيات زنجاني وآخرين وقد تعرض هؤلاء لاضطهاد سياسي واعتقال و إقامة جبرية منعتهم من الاحتكاك بالناس، أما في العراق فقد عارضها كبار رجال الدين الشيعة مثل آية الله محمد صادق الصدر وآية الله أبو القاسم الخوئي وآية الله السيد الحكيم وغيرهم.

ومما سبق نخلص إلى السؤال المهم ألا وهو لماذا نترك أشقاءنا الشيعة عرباً أو غير عرب لـ “الغول الإيراني” ليستثمرهم في مخططاته التوسعية ومشاريع الهيمنة على المنطقة، حيث يستخدم أكثر أنواع الدعاية السياسية انحطاطاً في غسل أدمغة البسطاء منهم وتصوير العرب السنة على أنهم أعداء عقائديين للشيعة.

إن طهران “بتشيعها الصفوي المتعصب” الذي ابتدعه إسماعيل الصفوي بمساعدة عالم الدين اللبناني علي ابن العال الكركي وخاصة بشتم الصحابة أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والمس بالسيدة عائشة و”تأليه” سيدنا علي بن أبي طالب، عدا عن البدع الأخرى مثل اللطم وفرض الحج للنجف وكربلاء، نجحت إلى حد كبير في ترويج صورة مشوهه وغير حقيقية عن “المذهب الشيعي الاثنا عشري”، أمام السنة وبخاصة البسطاء منهم، الذين ما أن يسمعوا شتم الصحابة حتى يبدؤوا بتكفير إخواننا الشيعة دون علم ودراية بالخلفيات التي أشرت لها.

إن طهران تعمل ومنذ عقود على تفسيخ الحالة الإسلامية وإذكاء الروح الطائفية لتسهيل تنفيذ مشروعها في الهيمنة، ولذلك وبعد أن باتت النوايا الإيرانية معلنة تجاه العرب، فإن الجهات الرسمية العربية ورجال الدين السنة والشيعة مطالبون بعقد مؤتمر ديني لكبار رجال الدين للمذهب الجعفري الاثنا عشري والمذهب السني يُكرس هذا المؤتمر لكشف زيف التزوير والتحريف الذي صنعته “إيران الخميني” عبر التشيع الصفوي وتبني نظرية الولي الفقيه للمذهب الشيعي الجعفري والخروج بوثيقة تاريخية تؤكد الهوية الجامعة بين أهل السنة والشيعة ونبذ التشيع الصفوي وكذلك الأفكار التكفيرية السلفية لبعض الجماعات السنية.

إن المواجهة مع إيران تحتاج بالضرورة العمل على تحقيق المقترح سالف الذكر لأنها أي طهران ومنذ اليوم الأول لسقوط حكم الشاه وتولي الملالي مقاليد الحكم كان هذا السلاح الطائفي، هو رهانها الاستراتيجي على صناعة بيئة حاضنة لصراع مذهبي – طائفي في المنطقة، وما نعيشه اليوم هو نتيجة إهمالنا لهذا البعد الخطير في السلوك الإيراني طوال أكثر من ثلاثة عقود.
ae24





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :