عمون - قال نائب مدير الأمن العام السابق اللواء الدكتور محمود أبوجمعة، ان الاردن سجل نموذجا يحتذى في الحالة الامنية وسط اقليم ملتهب ومشتعل، وقد تحقق ذلك بحكمة القيادة الهاشمية ووعي الشعب وتلاحم الجبهة الداخلية، ويقظة القوات المسلحة- الجيش العربي-والاجهزة الامنية كافة.

وقال في المحاضرة التي دعت اليها جمعية اصدقاء الشرطة وادارها رئيس الجمعية الاعلامي شاكر حداد، ان فرض الامن قسريا وبلا ضوابط قد ينهار بسهولة وعلى العكس، فإن وتيرته تستمر كلما كان ارتبط ارتباطا جذريا بمفهوم الامن الشامل، مؤكدا ان العلاقة الصحيحة بين رجل الامن والمواطن هي علاقة متبادلة يحكمها احترام القانون بعيدا عن الخوف الذي قد يؤدي للصدام والنفور.

واوضح اللواء ابو جمعة، ان هناك علاقة غير مستقرة الاركان تترافق غالبا حيال معادلة الخوف والاطمئنان ومردها ان الشعور بالاطمئنان يعني العلاقة الحميدة مع الامن المطبّق، والعكس تماما حينما يبدل الامن خوفا، معتبرا ان ذلك بمثابة ضريبة ينبغي دفعها عند اختلال ميزان الامن.

وقال ان الاحساس بالأمن والاطمئنان نعمة كبيرة ودلالة واضحة المعالم على استقرار نسبي في العلاقات الاجتماعية والانسانية في المجتمعات، لا يدرك قيمتها الحقيقية سوى من يفتقدها في عالم تتناقص فيه درجات الوعي والاخلاق والضمير، مدللا على ذلك بجرائم القتل والدمار التي يتعرض لها الانسان في اكثر من بلد في هذا العالم.

واكد ابوجمعة ان اعادة النظر في تأهيل العلاقة بين المواطن ورجل الامن كي تتسم بالابعاد الصحية بين الحفاظ على امن الوطن بمفهومه الشامل وصيانة كرامة المواطن، في حالة اشبه ما تكون بحالة علاقة "ابوية اخوية" بمعناها القائم على الرعاية والحرص والعناية وفق الحدود التي كفلها القانون والدستور.

واعتبر انه كلما كان الامن سائدا كحق من حقوق الانسان التي كفلتها الدساتير فهذا حتما سيجعل الوطن اكثر القا ويعزز روح المحبة والشفافية ويرسخ شعور المواطنة لدى الانسان ويجلعه منتميا وحريصا على امن وطنه ومنعته. بترا