facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يستسهلون التخوين!


فيصل سلايطة
03-05-2024 11:52 AM

لطالما كانت الخيانة ، عُملة سهلة الصكّ عند بعض العرب ، هذا يخون و ذلك يغدر، تلك تنكث الوعود، و ذاك يحلف زورا، حتى أننا لو راجعنا تاريخنا العربي سنجد أن الخيانة كانت حجر الزاوية لكثير من الروايات والاقاويل و القصص، فباتت الخيانة اسهل على اللسان من التفكير، و التشكيك الصعب أبسط على البعض من التحليل السهل...

الاردن، يراه البعض ذلك البلد الذي يخون ، فهو من البلدان القليلة الذي يجب دائما أن يكون مشروع انتحار ، لا يهمّ الثمن، لا تهم موازين القوى، فمتى ما أرادوه يجب أن يُلبّي، أو يصبح الاردن الذي يخون...

مشروع الحرب الذي يعيش في عقول بعض الاردنيين و المقيمين في الاردن جاء كنتيجة لتراكمات عمُرها عقود ، فظنّوا أو تناسوا أن هذا البلد هو مكّون خاص مُنفصل و مُستقل بحدّ ذاته، له هوية، له أرض ، له تاريخ ، له جغرافيا ، له ظروف و أولوليات يبنى بناء عليها استراتيجياته، فهو ليس مشروعا انتحاريا يقف على كلّ الجبهات غير مبالٍ بالتفاصيل ، فالاردن ليس بطلا بباب الحارة ، أو فتىً مراهق يناور دون ترتيب ، هذا ما لا يدركه البعض أو يستغبي رفضا للادراك..

الأردن و على مدار عقود من الزمن ساعد ، ويساعد الجميع في حدود امكانياته أحيانا كثيرة ساعد على حساب مواطنيه ، على حساب شعبه ، ساعد في بعض الاحيان من لا يستحق المساعدة، و أعان في بعض الاوقات من لا يتمنّون له الخير.

هذه الفئة التي تستسهل التخوين، لا تستطيع التفكير والتساؤل عن اسباب استقرار هذا البلد، عن اسباب بقاءه بالرغم من ظروفه الاقتصادية و محيطه المشتعل ، عن صموده رغم انهيار بلدان أقوى اقتصاديا و اكبر جغرافيا منه ، يريدون الاردن مشروع مقاومة و شهادة دائم ، حتى لو كانت دون حسابات تُذهب الأرض و تُدمر البشر و الحجر ، فلا بأس هكذا يرضون ، و رضاهم يتكلّل بحسابات لا تُطبق على أرض اسفلتيه ، بل على رماد ، و لنا في دول عربية كثيرة شواهد و أمثال تروي آلاف القصص الدموية.

هذا البلد و منذ ولادته ، اهتمّ بأرواح ابناءه ، سعى جاهدا لكي لا تصبح سلعة و لعبة تتقاذفها القوى ، تعثّر كثيرا و سرعان ما استقام ، لم يتسرّع بل كان كرجل حكيم لا يقدم على أيّة خطوة دون دراسة تبعاتها ، فضمن الأمن و اقتنص الأمان...لذلك يراه البعض البلد الذي يخون...و نراه نحن ذلك البلد الذي يصون ، و تلك القيادة التي لا تكون إلّا سندا و عون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :