يرحل عبد الرحمن الحناقطة، جار الحارث وفروة وجابر، ابن العيص والطفيلة وحفيد " حد الدقيق"، يرحل صامتا دون ضجيج، بعد أن ملأ الشرفات حقّا ورجولة.

يرحل عبد الرحمن، يسافر الى الجنوب حيث سيتوسد هناك الغيمات، من مثلك يا رفيق التعب والشرفات، ورفيق الدروب نحو الطفيلة ومنها، من مثلك يا ليلها الطويل، ليلها الذي وسمته بضحكاتك، ونخوتك وفروسيتك...

كان زمنا جميلا أيها الراحل، ذاك الذي جمعنا معاً نوّاباً نخدم الوطن والطفيلة، كنتَ في كلّ الظروف، كما عرفك أهلك، ظُهرهم ومساؤهم وكل الاوقات، فما مرَّ مساءٌ لهم دون حضورك، ولا شتاءً دون غيثك...

أكتب لك وأستميح أهلك عذر عدم مشاركتهم فاجعة رحيلك ، فأنا خارج الوطن بعيد عن الديار التي أحببناها معا، نم وادعاً يا رفيق التعب، واهنأ بحب الناس وبذكرك الخالد، وإلى ربك راضيا مرضيّا.....