facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك والحريات


سامي الزبيدي
08-07-2008 03:00 AM

بعيدا عن الثقافة التي تستلهم رؤى جون مكارثي ومقلديه فان الحريات العامة والإعلامية أضحت سمة العصر حيث لا يمكن الوقوف بوجه فكرة آن أوانها وهو بالضبط فهم مؤسسة العرش في بلدنا التي ربطت بين الحرية والمهنية متجاوزة المصطلح التقليدي الذي كان يربط الحرية بالمسؤولية ، ففي التصور الأول يتوقف الحق في الكتابة والنشر والتعليق وإبداء الرأي عموما على مقدرة الفرد الإعلامي في إتقان وسائل التعبير وفهم اشتراطاتها المهنية وامتلاك القدرة على إيصال المادة الإعلامية إلى المتلقي بأعلى درجات المصداقية ، أما في التصور الآخر فيجري ربط الحرية بمفهوم ايديولوجي (المسؤولية) قد تتوسع فيها المحظورات لتطاول كل شيء فتضيع الحرية بحجة المسؤولية وهو ما يتناقض وروح الفهم الحضاري الذي تتحلى به مؤسسة العرش في بلدنا الأردن.كان مضمون اللقاء الذي مثل فيه نقيب الصحافيين الزميل عبد الوهاب زغيلات بين يدي الملك أمس يأتي في سياق حرص جلالته على إرسال رسالة حضارية - عبر النقيب - إلى كل الزملاء في الإعلام بمؤسساته المختلفة، والرسالة الملكية هذه ليست مجرد تحيات قلبية صادقة فقط بل ومشفوعة ،كذلك، بإسهام نبيل في دعم جهود النقابة عبر تأسيس صندوق يمول من صاحب الجلالة شخصيا ويعنى برفع كفاءة العاملين تدريبا وتأهيلا.

معنى ذلك أن فهم جلالته للإعلام وحريته مرتبط ارتباطا وثيقا بالمهنية والاحتراف والسوية العالية قبل كل شيء، لذلك كان الهاجس يتمثل في آلية مناسبة لرفع كفاءة الزملاء وليس الاتجاه نحو استصدار تشريعات جديدة من شأنها - بالضرورة - إعادة عقارب الزمن إلى الوراء.

على النقيض من رؤى دعاة القمع كانت رؤى جلالته فهؤلاء أرادوا ،عبر بوابة التباكي على المسؤولية المهدورة كانوا أول من شحذ المدى للتضحية بالحريات على مذبح هذه الكلمة الفضفاضة (المسؤولية)، لكن الرد الملكي الذي انتصر لروح العصر لم تتأخر وجاءت في توقيتها المحتوم.

هالني أن يطالب أشخاص - ينظر إليهم بوصفهم ليبراليين- بان يجري استخدام العصا الغليظة بوجه بعض الزملاء في حين أن رجلا يقود مؤسسة أمنية ينظر إليها عادة كأداة قمع يرفض مبدأ مواجهة الكلمة بالعصا مبتدعا مقولة ولا أجمل نحن مخابرات دولة ولسنا دولة مخابرات ، مثل هذا الفهم هو الذي يحاكي الرؤى الملكية ويقرأ فكر الملك الحضاري والنير بعيون لا غشاوة عليها.

لا مجال أو هامش أمام من يريد استنساخ فكر جون مكارثي في الأردن وتعميمه ما دام في البلد رجال يتقنون قراءة فكر الملك ويترجمونه سلوكا سياسيا وامنيا أمينا.

أقولها من كل قلبي - كما قالها باسمنا جميعا نقيب الصحافيين أمس - شكرا يا جلالة الملك.
(الرأي)
samizobaidi@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :