facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اطلبوا العلم ولو في الصين


د. سامي الرشيد
07-03-2016 12:48 PM

فرصة نجاح الانسان لا تأتي بالحظ, وانما في دوره في صناعة قدره وتحقيق أمانيه والوصول بطموحه للمجد الذي ينشده.

مراحل التعليم الاولى للانسان، ليست فرصة وانما اختيار, قد لا يكون اختيار الانسان نفسه في كثير من الاحيان، حيث تلعب ظروف السكن والمدنية والحالة الاقتصادية دورا كبيرا في تحديد مساره التعليمي، ولكن يبقى قدر التعليم وغزارته في متناول الانسان نفسه بشغفه او برغبة قوية في اكتشاف المجهول.

حبه للتعلم عن الحضارات والشعوب، مدى رغبته الصادقة في اضافة ما يمكن ان يعين او يسعد نفسه أو الناس من حوله,بمعنى أدق مقدار اهتمامه ورغبته الصادقة للعطاء تحدد مدى استزادته للعلم ونهله من المعارف.

ثم تأتي مرحلة التعليم الجامعي، وهي من اختيار الانسان بنفسه في معظم الاحيان ,ونتاج ما قدم اليه في سنوات الدراسة السابقة ,وعبر تحويل المعلومة الى فكر بالبحث العلمي قد يمتزج الواقع بالعمل وهو باب الحظ الاوفر، وان لم يكن في مجال التخصص,ومن هنا يبدأ العد التنازلي للتحضرلمسيرة العمروتحقيق الذات ثم يأتي الاصرار والتحدي.

الحياة مليئة بالامثلة والنجاحات الفردية التي تشكل بمجموعها نجاحات للدولة التي ينتمي اليها ويرغب بتطويرها, ونأخذ مثلا كيف تقدمت الصين وما وصلت اليه:

لقد أصبحت الصين من الدول العظمى,على الرغم ان ثورتهم بقيادة ماوتسي تونغ بدأت عام 1952في نفس الوقت الذي قامت به الثورة المصرية بقيادة جمال عبد الناصر,وكانت دول عدم الانحياز قد تشكلت وتجمعت بقيادة نهرو
(الهند) وتيتو (يوغسلافيا)وعبد الناصر ( مصر) وسوكارنو (أندونيسيا)
لم تكن الصين في حينها قد حققت اية نجاحات اقتصادية مثلهم كما حققته الان.

قامت الصين بهيكلة شركات القطاع العام التي كانت تعاني من المشاكل الاتية:
أ-سوء الادارة
ب- تكدس العمالة
ج – نظم الادارة البيروقراطية
د-نقص سيولة

لقد حلت القيادة الصينية تلك المشاكل بوضع خطة عمل واضحة ,واصبح لدى الصين اصول في شركات القطاع العام تقدر بعشرين تريليون من الدولارات وتحقق ارباحا مقدارها 300 بليون دولار و600 بليون دولارايرادات ضريبية.
قامت الدولة بهيكلة الشركات العامة وخصخصتها وتحويلها لشركات رابحة,ولكن دون تخلي الدولة عنها كليا, وانشأت شركات جديدةمملوكة للقطاع العام بالكامل ,وحددت مجموعة من القطاعات لا بد من سيطرة الدولة عليها, وهي الاتصالات , والبتروكيماويات,الكهرباء,النقل البري والبحري والجوي ,الدفاع ومجموعة اخرى من القطاعات لابد من التواجد المكثف للدولة بها مثل صناعة الالكترونيات ,صناعة السيارات ,وصناعة المعدات ,الحديد ,الاسمنت.

قررت الدولة هيكلة القطاع العام وتحقيقه للربحية بكل شركاته وذلك:
1-تغيير الادارة والعمل بفكر القطاع الخاص.
2- تم بيع 25%من اسهم الشركات لضخ سيولة بها دون اللجوء للتمويل من الدولة
3-تم زيادة رأس مال الشركات ولكن بضمان الملكية مع الدولة
4- جذب مستثمرين استراتيجيين عالميين من الخارج للمساعدة على تطوير النظم والادارة بالشركات
5- جذب احسن الكفاءات الادارية وحسن اختيارهم وتعيينهم حسب الخبرة والكفاءة واعطائهم اسهما مجانية.
6- في احدى الشركات تم اعطاء اسهم مجانية لأفضل وانجح 300 مديروصممت حزمة من الحوافز للمديرين الاصغر.
7- تم نقل العمالة غير الضرورية الى شركات اخرى وادارات اخرى او احالات على التقاعد المبكر.
8- شجعت المحافظات على التنافس فيما بينها لاقامة مشاريع بكل محافظة.
9- تبقى الملكية الرئيسية للدولة ولكنها تعمل بفكر القطاع الخاص.
هكذا تقدمت الصين اقتصاديا ولا تزال تنافس على المركز الاول عالميا.

ومثال آخر عن الهند :
لقد كانت الهند تعاني من التخلف والفقر وكان العديدون ينامون في العراءلعدم وجود مساكن تؤويهم.

ذكرت هيئة الطاقة الدولية في دراسة لها ان الهند سوف تستهلك 980مليون طن من مكافئات النفط سنويا ابتداء من عام 2040,وكشفت الدراسة عن ان الطلب على الطاقة خلال الربع الثاني من القرن الحالي ,سوف يتركز على الصين والهند ,حيث يوازي طلب الهند حجم ما تستهلكه الولايات المتحدة.

تتناقص معدلات الطلب الاوروبي على الطاقة خلال مدة الدراسة التي تمتد بين عام 2014- 2040بحدود300مليون طن ,كما يتراجع طلب الولايات المتحدة عليه بحدود 200مليون طن ,في حين يتراجع طلب بعض الدول الصناعية الحالية مثل اليابان بحدود 100مليون طن سنويا.
تتقدم الهند والصين قائمة الدول التي يرتفع فيها الطلب على الطاقة بشكل كبير لتصل بالهند الى 980 مليون طن بالسنة وفي الصين الى 950 مليون
طن,وتبقى منطقة الشرق الاوسط في منتصف سلم الاولويات بمعدلات سنوية تصل الى 400مليون طن.
عزت الدراسة زيادة الطلب على الطاقة في الاقتصاديات الناشئة ومنها الهند والصين ,الى التطور الاقتصادي الذي تحققه تلك الدول واعتمادها بنسبة اكبر على مصادر الطاقة التقليدية.


على الرغم ان الهند ستصبح اكبر بلد حافل للسكان على سطح الارض عام 2025ومع العلم ان اوروبا لا تشكل الا 6% من سكان العالم,لكن الهند رغم زيادة عدد سكانها استطاعت ان تنهض باقتصادها,وتتحدى العالم بهمة شبابها وشاباتها.

انهم يطورون اقتصادهم ويريدون ان يعتمدوا على الطاقة التقليدية، التي منحنا الله اياها.

فما لنا الا ان نستفيد من خبرات الدول ونطور اقتصادنا ونبني شبابنا ونطورهم ونعدهم للمستقبل ونعلمهم الانتماء للوطن ونربيهم التربية الحسنة منذ الصغر وتفضيل العمل العام على الخاص، كي يكون لنا موقعنا الذي ننشده ونفتخر به.


dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :