facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انتاجية المواطن الاردني ..


14-07-2008 03:00 AM

رغم التطور الهائل في مجال الصناعة ، الذي شهده الاردن في العقود الثلاثة الماضية ، والمتمثل في ايجاد صناعات جديدة ، رفدت الخزينة بمئات الملايين من الدولارات سنويا، وشكلت سدا منيعا في وجه البطالة ، من خلال تشغيل عشرات الآلاف من العاملين ، فكانت بذلك عامل استقرار ورفاه اجتماعي ، بما تقدمه من رواتب مجزية ، قياسا الى رواتب العاملين في القطاع العام ، وما تقدمه من خدمات التأمين الصحي المتميزة ، وخدمات اقتصادية واجتماعية مختلفة لعائلات العاملين.. ومن تطوير لمجتمعات تلك الصناعات ، حيث حولتها من مناطق نائية منعزلة ، الى مناطق جذب سكاني ، تتمتع بمختلف خدمات البنية التحتية ، وساهمت في تطوير مستوى معيشة ابنائها ، بالرغم من كل ذلك ، ما زالت النظرة الى العمل في هذه المؤسسات الصناعية ، قاصرة عن الخروج عن اطار العداوة المبطنة لصاحب العمل ، والنظرة العدائية للعمل ، من قبل فئة من العاملين ، والتي تدفع للتسيب ، رغم الادراك من قبل الجميع ، لأهمية هذه المنشآت الاقتصادية ، في رفع مستوى حياة العاملين وعائلاتهم .


هذا العداء المبطن او المعلن ، قد يجد له المرء احيانا ، بعض التبريرات في الوظائف الحكومية ، بسبب سياسة التوظيف ، التي تأخذ في الاعتبار التأثيرات الاجتماعية السلبية للبطالة ، فتقوم هذه السياسة "الأبوية" ، على مبدأ توظيف اكبر عدد من الافراد ، على حساب تدني الدخل ، لكن الامر المستغرب هو وجود حالات العداء هذه ، في مؤسسات صناعية ، تمثل القطاع المشترك ، رغم ارتفاع مستوى الدخل ، ورغم الامتيازات الآنفة الذكر ، لكنه مغلف بتبريرات العدالة ، والانتقاص من الحقوق لبعض العاملين ، ونيل البعض الاخر اكثر بكثير مما يستحق ماليا ومعنويا ، وهذه النظرة يشوبها في كثير من الاحيان ، المبالغة في جلد المؤسسة ، لتبرير العداء المبطن للعمل وصاحبه .


هذا العداء المبطن ، له عامل اخر يساهم في استمراره ، واضطراده احيانا مع تقدم الزمن ، وهو الاطمئنان لمسيرة المؤسسة الصناعية ، وديمومة ارباحها ، وديمومة رواتب العاملين فيها ومكتسباتهم ، بمن فيهم المقصرون انفسهم ، فلم يحسوا بالخوف على مصير مؤسستهم المعيلة لهم ابدا ، فرغم دورهم السلبي تستمر نجاحاتها ، وتزداد ارباحها ، لاسباب اخرى ليس لها علاقة بدورهم ، فهذا العامل مضافا اليه عدم وجود سياسة ثواب وعقاب فعالة ، او وجود مساندة عاطفية بريئة او غير بريئة من ذوي الشأن ، يساهم في استمرار حالة العداء المبطن ، او السافر في مراحل متقدمة ، لا بل قد يستمر ذلك حتى نهاية عمل الموظف في المؤسسة ، وهذه حالة ليست خيالية بل حقيقية ، موظفون عملوا في مؤسسات ناجحة ورابحة ومتساهلة مع المقصرين ، ثم خرجوا منها بالمغانم ، رواتب تقاعدية مجزية ، وتامين صحي ، منح دراسية لابنائهم ، اضافة لتوفير افضل مستويات المعيشة لهم ولعائلاتهم خلال فترة العمل ، بينما لم يقدم هولاء لهذه المؤسسة الصناعية ، الا الجزء اليسير من جهدهم ، ولا اقول كفاءتهم ، لانهم ربما لم يكونوا يمتلكون كفاءة ، تؤهلهم للعمل اصلا في الموقع الذي عملوا فيه ، او ربما لم يمتلكوا الواعز الاخلاقي الدافع للعمل المجد ، رغم تباكيهم على الاخلاق ، خلال مسيرة تقاعسهم في العمل .


لا يظن البعض ان هذه الفئة قد تشعر بالخجل من سلوكها ، او ربما تحس يوما بتأنيب الضمير ، انها قد تكون صاحبة أعلى صوت ، تعرف كيف تستغل التساهل او عمى الالوان ، انهم في الغالب ، من فئة "الحكواتية" الذين لا تستريح السنتهم داخل افواههم ، يدلون بدلوهم في كل امور الحياة سواء كانوا يفقهون فيها أم لا يفقهون ، وفريستهم دوما من يجيد الاستماع اليهم .


في القطاع الحاص ، حيث العمل عموما هو المقياس ، الا في حالات خاصة ، تبرز فيها المحاباة لعدد محدود ، اما بسبب صلة القرابة مع صاحب العمل ، او في اطار تبادل المصالح بين المتنفذين ، فان وجود مثل هولاء المتسيبين ، الذي سبق الحديث عنهم ، هو وجود معدوم ، لان صاحب العمل لن يتساهل مع اي تسيب او تقصير ، وبالتالي فان المعادلة مقلوبة ، وربما يقوم صاحب العمل ، باستغلالهم أبشع استغلال ، والانتقاص من حقوقهم ، مقارنة مع القطاع العام والقطاع المشترك .


في عهد الخصخصة التي يشهدها الاردن ، يصبح للعمل قيمة أكبر ، وتتغير الثقافة الاتكالية ، ثقافة العتب الدائم على الحكومة ومؤسساتها حتى لو كانت مظلومة ، ثقافة النظرة الأبوية لصاحب العمل وهي الحكومة ، التي يبقى لعامل الاستقرار الاجتماعي ، الدور الاكبر في الاستقرار الوظيفي للعاملين فيها ، بغض النظر عن انتاجيتهم ، فهي تمنح المجد والكسول ، فرص عمل ومداخيل شبه متساوية ، تشمل برحمتها الجميع ، وتتسامح مع الجميع ، وهذا لن يكون في عهد الخصخصة ، حيث العمل المنتج هو المعيار الأساس ، وعلينا منذ الآن ، ان نتهيأ لهذه القيم الثقافية الجديدة ، التي تقوم على احترام العمل .
m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :