facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسلسل مكسيكي بلا خاتمة


سمير عطا الله
17-03-2016 01:50 PM

شاهدت قبل أيام فيلمًا مملاً معقدًا خرافيًا مكررًا خاليًا من كل فنون السينما إلا بطلته، جوليا روبرتس. ولم أتحمل الاستمرار في المشاهدة بسبب جوليا روبرتس، لأن متطلباتي في الأعمال الفنية لم تعد طفولية. لكن قصة الفيلم تدور بين الولايات المتحدة والمكسيك. وكنت أتأمل تنقُّل المَشَاهد بين البلدين الجارين وأنا مذهول. ما هو ذلك السر الرهيب الذي يجعل الفارق بين الأمم هائلاً إلى هذا الحد؟

دولة في ذروة التقدم العلمي والاقتصادي والصناعي والاجتماعي، ودولة لا يفعل شعبها شيئًا سوى التسلل للعيش عند جارته. دولتان في محاذاة بعضهما بعضًا، منذ ثلاثة قرون، واحدة سمعتها في أخطر مهربي العالم، وواحدة في أهم جامعات الأرض. واحدة تُرسل عربات إلى المريخ، وواحدة تُرسل ملايين البشر بحثًا عن عمل عند الأميركيين.

ما السر؟ لدى الولايات المتحدة جارة محاذية أخرى هي كندا. ولكن الأميركيين هم الذين يغبطون كندا ويحلمون بالعيش في نظامها. هل السر في العرق الأنجلوسكسوني؟ في النظام الحزبي؟ في الدستور؟ إن الدستور المكسيكي مكتوب بأسلوب يشبه غنائيات غارسيا لوركا. ولكن الانقلابات مستمرة، والجريمة في معدل رهيب، والدولة لا يخافها أحد. المكسيك في قعر العالم الثالث، والولايات المتحدة في صدر العالم الأول. أقرب ولايتين إليها هما كاليفورنيا وتكساس. اقتصاد كاليفورنيا ضعف اقتصادها، واقتصاد تكساس يوازيه تقريبًا.

تأملت الشوارع الضيقة في المكسيك، والساحات المليئة بالخاملين، والسيارات العتيقة، والأوساخ في الشوارع مثل بيروت، لماذا؟ هل هو الشعب اللاتيني؟ إن أهم النماذج المذهلة في النمو والتطور موجود في تشيلي. والآن البرازيل على طريق الخروج من المراتب المخزية في مقاييس العالم. ومعظم الدول الأخرى خرجت من الصورة القديمة المؤلمة.

بقي الفيلم مملاً طبعًا. ومعظم الأفلام التي تدور بين المكسيك وجارتها الكبرى، تتكرر فيها رتابة هذه الفوارق التي لم تعد مقبولة، فيما يستعد المهاجرون اللاتينيون لأن يصبحوا أكثرية السكان في الولايات المتحدة. ولكن فيما تتقدم الأقليات الأخرى في السياسة والعلوم والثروات، لا تظهر الأسماء المكسيكية في أي حقل. التميز الوحيد كان كارلوس سليم، وهو مهاجر لبناني من الجيل الثاني.

الشرق الاوسط





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :