facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعارف من اجل نجاح الحوار


الفرد عصفور
19-07-2008 03:00 AM

جميل جدا ان يبادر خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر الحوار. فهذا يدل على بدء صفحة جديدة بين الامة الاسلامية والامة المسيحية. وكذلك بين فئات الاسلام المختلفة وبقية الاديان. الحوار مطلوب وضروري ولا بد منه اذا اردنا للعالم ان يعيش بسلام ومن اجل ان لا تستخدم الاديان كمحرض على الحروب. فالعنف مناف لطبيعة الله وهو بالضرورة كذلك مناف لطبيعة الاديان.

ولكن اذا كان الهدف من اي حوار بين الاديان والحضارات سيؤدي إلى تعايش سلمي بين اتباعها فان ما يجب ان يسبق الحوار هو التعارف بين اتباع الديانات والحضارات.

القران يدعو اتباعه لان يقرأوا. \" اقرأ... \" وكذلك يؤكد\" \"انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا....\" ويقول الانجيل: \"فتشوا الكتب...\" وهذا التعارف المطلوب ليس من باب اعرف عدوك بل من باب اعرف جارك واحبب قريبك.

كيف يكون التعارف؟ لا يمكن للمسلم ان يتعرف على العقيدة المسيحية ان لم يتعرف عليها من مصادرها الاصلية اي الانجيل والكتابات المسيحية والان المواقع المسيحية على الانترنت والقنوات الفضائية المسيحية. وكذلك ليس للمسيحي ان يتعرف على العقيدة الاسلامية ان لم يتعرف عليها من مصادرها الاصلية: القران الكريم والكتابات الاسلامية.

من غير المعقول ومن غير المقبول ان يتعرف المسلم على العقيدة المسيحية من خلال كتابات غير مسيحية او معادية او مخالفة. فلا يمكن ان يكون القران الكريم مثلا كافيا وحده لتعريف المسلم على العقيدة المسيحية ولا يكفي ما كتبه العقاد عن المسيح ليتعرف المسلم على المسيح. ولا يجوز ان نعتمد على ما كتبه الدكتور احمد ابو زهرة مثلا او احمد ديدات عن العقيدة المسيحية. لا بد من اللجوء إلى الكتب المسيحية التي تشرح العقيدة المسيحية من المصادر المسيحية.

وكذلك لا يجوز للمسيحي ان يتعرف على الاسلام من مصدر غير القران الكريم والكتب الاسلامية التي تشرح العقيدة الاسلامية. فلا يجوز الاعتماد على ما كتبه الاستاذ الحداد مثلا عن الاسلام، او ما كتبه المستشرقون او المعلقون او ما تقوله بعض الفضائيات غير الاسلامية عن الاسلام.

لذا فلا بد من القراءة والاطلاع قبل اصدار الاحكام واتخاذ المواقف النهائية. فقد كانت محاضرة البابا بنديكتوس في المانيا عام الفين وخمسة مثالا على عدم قراءة النص وفهمه عندما صدرت ردود افعال غير مسؤولة عن بعض الجهات.

على اي حال، يرافق هذا التعارف اجراءات بتخفيف القيود وابداء مزيد من المرونة تجاه غير المسلمين وخصوصا المسيحيين منهم في الدول العربية والاسلامية. فلا يجوز ان يمنع المسيحي الذي يدخل بلدا عربيا مثلا من ان يحمل معه نسخة من كتابه المقدس كما لا يمنع المسلم من حمل كتابه المقدس اينما ذهب

ثم ماذا عن المناهج الدراسية؟
من اجل التفاهم والتعارف الحقيقي لا بد من مناهج مرنة لا تدخل الدين في حيثياتها، ويخصص منهاج ديني متوازن يعرض لكافة الاديان، ليس فقط السماوية منها بل ايضا تلك التي نسميها وضعية. وفي هذا المنهاج نشرح ونوضح وندرس تلك العقائد كما يفهمها ويؤمن بها اصحابها وليس من وجهة نظر احادية او متعالية. فهذا منهاج دراسي يعرض للجميع بالتساوي حتى يتخرج جيل متوازن غير متعصب وغير متطرف ولا يكون لقمة سهلة للمحرضين والمستغلين. لا بد من تعريف الجيل الناشىء بان في العالم ديانات كثيرة. ولها اتباع كثير قد يفوق اتباع بعضها اتباع الديانات السماوية.

المسيحيون العرب يعرفون عن الاسلام اكثر مما يعرف المسلمون عن المسيحية. فهم يستمعون الى خطب الجمعة سواء من المساجد المجاورة لمنازلهم او من خلال الاذاعة والتلفزيون كما يستمعون الى البرامج الدينية الاسلامية. كما يتعلمون عن الاسلام في مناهج المدرسة.

في المقابل فان المسلمين، او اغلبهم، لا يتعلمون شيئا عن المسيحية من مصادرها بل اذا علموا شيئا فهو ما يسمعونه من مصادر غير مسيحية وهذا امر غير كاف ولا يؤدي الى موقف متوازن.

هذه دعوة للتعارف. واحسن خادم الحرمين الشريفين عندما قال ان الحوارات الماضية لم تنجز شيئا اذ تحولت الى تراشق وتضخيم للفوارق بدلا من البحث عن القواسم المشتركة لتعظيمها وتعزيزها.

ليس الهدف من التعارف ابعاد الناس عن دينهم او تبشيرهم بدين اخر. فكل بدينه مسرور ومقتنع ولا يقبل تبديله.

المطلوب تعارف حقيقي بين اتباع الديانات المختلفة، فالتسامح وحده لا يكفي. التسامح امر مطلوب. لكن الاهم من التسامح هو الاعتراف بحق الاخر ليس فقط في ان يكون موجودا بل ايضا حق الاخر في ان يكون مختلفا. فلو شاء ربكم لجعلكم امة واحدة والعالم يتسع للجميع.
alfredasfour@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :