facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حقن المورفين


24-07-2008 03:00 AM

.."عيش يا كديش تا يجيك الحشيش" ربما يكون مثلاً تداولته العامة منذ عشرات السنين، ورغم الأسلوب التهكمي الذي ينطلق منه ذلك المثل، الا ان له أبعادا كبيرة، من حيث الدلالة والوضوح، ولعله يعكس الحالة التي نعيشها اليوم.. الكديش وهو بالمناسبة ربما يكون البغل أو الحصان، واغلب الظن البغل لأنه الحيوان الذي يمكن ان تضحك عليه، وتوهمه بالطعام وأنت لا تعطيه "جرزة" من الحشيش.. المهم في الأمر أننا اعتدنا على الوعود التي غالباً لا تتحق من الحكومات المتعاقبة، وحين نسمع ان ثمة قرارات لصالح المواطن فأنها لا تعدو ان تكون فقاعات هواء، أو "كلهايات الأطفال" التي توهم الطفل بالطعام وهو في حقيقة الأمر لا يأكل غير ريقه..

المواطن الغليان أصبح على دراية تامة ان السلع التي ترتفع أثمانها لا تعود للنزول حتى لو قمنا بسحبها بواسطة حبل من الليف البلدي الغليظ..

فأسعار المشتقات النفطية ترتفع بشكل جنوني، فاقت الجنون الذي أصاب البقر والبشر معاً، وما اجن من ذلك، تلك اللجان التي وضعتها الحكومة لتعديل تلك الأسعار وفقاً للأسعار العالمية، غير إنها ما تزال تسير في خانة الزيادة والتي يصفها مختصون بأنها لا تبنى على دراسات السوق العالمية، والدليل ان الأسعار لم يطرأ عليها انخفاض بالتزامن مع الانخفاض الذي طرأ على برميل النفط عالمياً فثمة انخفاضين متاليين، ونحن نسيرنحو جنون الارتفاع، وكأنه داء بنا لم نشفى منه أبدا حتى لو عاد برميل النفط بعشر دولارات.

حديث الناس أصبح مشتركاً وبات الطفل والشاب والختيار يعزفون نفس السنفونية.. الرسوم،الإيجارات، الطعام، المواصلات..الخ!! كلها اصبحت في العلالي الا الراتب المسكين ، فهو في أدنى مستوى، لا يحرك ساكناً.. فالعملية الشرائية اصبحت ضحكاً على الذقون.. يقبض الموظف راتبه الشهري وهو يعلم سلفاً بانه سيطير من يده بعد ساعة من استلامه، فالإيجار، والأقساط، والدكان، والديان.. يستحوذون على تعب الشهر.. ويبدأ مشوار السلف والدين من جديد.

هو يعيش في هذا الروتين القاسي آملاً ان يطرأ انفراج على الوضع، وكأنه قد حُقن بإبر مورفين"مخدر" كي لا يفيق من غفوته، ويصطدم بالواقع المؤلم، في حين ان جنون الغلاء مستمر، وكأنه أصبح مرضاً معدياً قد يطالنا جميعاً.

الناس تنظر للحكومة على أنها الذراع القوي الذي يمكن ان يكبح جماح الأسعار، وإنها الجهة التي يمكن ان تضبط التغول غير المبرر للتجار، فهم يرفعون بحجة ارتفاع أسعار النفط بدون دراسة وبتجني كبير على"المسكين" الا ان تلك النظرة أضحت تتلاشى شيئاً فشيئاً، وكان الناس فقدوا الأمل، وباتت الوعود سرابا ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :