facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العقلية الاردنية في الازمات .. افتراضات ورؤية


د.بكر خازر المجالي
21-06-2016 03:57 PM

هو قدر الاردن ان يكون مستهدفا دائما ، ولعل اسباب الاستهداف هي في شرعية دولته وشرعية قيادته واعتداله ووسطيته ،وايضا بسبب السياسة الاردنية الواعية التي تبتعد عن التشنج والمظاهر والحسابات الضيقة ، وان الدولة الاردنية تتصرف دائما وهي تدرك انها جزء من المجتمع الدولي بانسانيته ورؤيته للمستقبل ومكافحته للتطرف والتكفير .
وهذه هي جزء من مكونات العقلية الاردنية التي اكتوت بنار الحقد والارهاب ،واصبح الاردني لا يقتنع ابدا بالحدث بقدر اقتناعه بالاسباب التي دفعت بقوى الشر لاستهداف هذا الوطن ، وادرك الاردني انه موضع حسد من الكثيرين وان عليه ان يدفع ثمن صموده وثباته وانه الدولة الوحيدة عبر تاريخ دول المنطقة العربية الذي لم يتبدل سياسيا ولا ايدولوجيا ، ولا مكان لارهاب الشعب عنده او ممارسة العقلية البوليسية القمعية التي تعتمد التصفيات والقتل بالمجان لاسباب طائفية وعرقية وغيرها مما ترفضه العقلية الاردنية.
ويدرك الاردنيون ان الشهادة هي قيمة لن تتوقف عنده ، طالما انه الثابت وغيره المتقلب ،وانه الصامد وغيره الذي يبحث عن الجريمة اينما كانت ، ولكن ان تكون هناك جريمة بهذا المستوى والشكل فانه امر نتوقف عنده طويلا بسبب ان الارهاب لا مكان عنده لمعاني الانسانية وانه قد استغل الواجب الانساني للقوات المسلحة الاردنية لينفذ من خلاله لتنفيذ جريمة بشعة بحق رجال يحرسون الحدود وهم ايضا يقومون بالواجب الانساني الذي يشعرون انه واجب تفرضه النخوة الاردنية وبحرص من توجيهات قيادة الجيش العربي .
ونلاحظ من قراءة اسماء الشهداء ان الاردن لديه تنظيم متكامل لخدمة الانسانية من الجيش والامن العام والدفاع المدني هم لخدمة اللاجئين السوريين الذين هجروا من ارضهم بسبب امثال هؤلاء المهاجمين المجرمين الذي وصل الحقد بهم الى الاعتداء على من يأوي ضحاياهم .
ولكن اينما ذهبنا في التحليل فيعجز التعبير عن فظاعة هذا الحادث الذي نراه مزدوجا في اهدافه الشيطانية فهو يستهدف الجيش العربي الاردني ولكنه ايضا يستهدف الواجب الانساني لهذا الجيش العربي ،ويضعنا هذا الحادث امام افتراضات صعبة للتعامل مستقبلا مع الحدود ،ولكن ليس بمستوى تنمية ثقافة القتل والتدمير الاستباقي وهذه ليست هدفا مباشرا، بل الى توسيع منطقة الحدود العازلة ودفع اما قواتنا للخلف او بالسيطرة بالنار والمراقبة على عمق الداخل ، عدا عن ذلك انه يجب ان تتولى المنظمات الانسانية الدولية وغيرها مسؤلية استقبال اللاجئين ومن ثم يأتي الدور الامني وان نشكل اكثر من حزام وطوق لمنع الاختراق والتسلل.
والعقلية الاردنية لديها ثوابت بثقتها بالجيش العربي الاردني والاجهزة الامنية لا تتغير ولا تتبدل بل تزداد في كل مرة يتعرض الوطن فيها لحادث ما ،وهذا وليد الخبرة وكيفية التعامل مع حوادث كثيرة واجهتنا ، وايضا فان الاردنيون في احاديثهم وتعبيراتهم حريصون على انسانية الجيش العربي الاردني ولكن مع ضمان الامن الوطني وعدم المساس بسيادة الدولة .
ومسار الشهداء لا يتوقف .. ووطننا الاردني هو وطن الشهادة والاعتزاز وتاريخه هو قصص من المجد والبطولة ، وسنبقى الاوفى لوطننا الاردني ولقيادتنا الهاشمية الغالية وسنبقى نحن الجيش والامن والدفاع المدني والدرك والمخابرات ،
ورحم الله شهداءنا الابرار .
وسيبقى الاردن البلد الصامد المرابط الذي تزيده هذه الاحداث صلابة وقوة وتدفعه الى تنمية ثقافة الوعي الامني وادراك الخطر المحدق .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :