facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوعي مع وقف التنفيذ !


خيري منصور
28-06-2016 05:20 AM

حين يفيض الوعي عن تلبية الحاجات العضوية واشباع الغرائز، ولا يجد في الواقع مجالا حيويا للتمدد يبدأ بالتحول الى سكين يحز العنق تماما كما ان الطائر المحكوم عليه بالتحليق تحت سقف واطىء يظل يضرب بجناحيه حتى يصاب بالدوار ...
هذا ما يشعر به اي انسان عندما يجد ان ما لديه من مخزون معرفي ومن تجارب غير قابل للاستخدام او الصّرف، ولعلّ هذا هو مصدر الاغتراب الحقيقي لمن يحاولون التحليق خارج السرب ويصرون على ان الارض كروية وتدور وبالتالي يرفضون ان يشربوا من نهر الجنون كما في الحكاية المعروفة !
ولا نعرف ما جدوى ان يكون انسان ما طبيبا اذا حرم من ممارسة مهنته او مثقفا اذا كان محجورا على عقله، وفي عالم كالذي نعيشه وجد الانسان ان هناك من ينوبون عنه ليس فقط في التفكير بل في الحلم ايضا، سواء كان هؤلاء سدنة ايديولوجيا او اوصياء لا يعترفون للابناء بحق البلوغ وسن الرشد !
ان الانسان يحتاج الى مساحة حول جسده حتى عندما يتثاءب كي لا ترتطم ذراعاه بالجدار، وما يقوله العلماء عن حاجتنا كبشر الى مساحات ينذر بأن استمرار الحال على ما هي عليه سوف يؤدي الى الدفاع عن ادميتنا المحاصرة بمحميّات تشبه تلك المحميات التي تحول دون انقراض بعض الحيوانات والطيور .
فيما مضى كانت سقوف البيوت عالية والفراغ بين الجدران لا يصيب الانسان بنوبات من العمى المؤقت، فهل تعاظمت الاشياء وكبرت حجومها من حولنا بينما تحول الادمي الى ترانزستور، كما سماه عالم النفس رايش حين الف كتابا بعنوان رسائل الى انسان صغير ؟
وهناك من اسلافنا من استشعروا عن بُعد خطر هذا التقزيم للبشر ومنهم من قال انه يفتح عينيه على كثير ولكنه لا يرى احدا، وجاء من بعده احد احفاده ليقول :
هذا الزحام لا أحد !
فبأية عبقرية او جنون اصبح التقدم في العمران ومنجزات التكنولوجيا سببا في تقهقر البشر ؟
وما جدوى ان تملك ولا تكون ؟؟؟

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :