facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التطبيع و شوافات البغل


عطا مناع /بيت لحم
01-04-2007 03:00 AM

يتّسم الخطاب العربي في هذه المرحلة بالعقم الاستراتيجي الذي بالضرورة أن يعبّر عن مصالح الأمة العربية التي ترزح تحت واقع من التضليل والقمع ومصادرة الحريات وامتهان الكرامة لدرجة ان الشّعور السّائد عند السواد الأعظم من الشعوب العربية بأننا كأمة أصبحنا خارج التاريخ ، وأن العلاج بات صعبا حتى لو استخدم الكي بالنار ، فالبلادة والتوهان وفقدان البوصلة والانحطاط الثقافي والغزو الاقتصادي للأسواق العربية لكل من هبّ ودب ، كل ذلك يؤشّر وبشكل واضح على عمق الأزمة في النظام العربي الرسمي الذي بات غير معني بالخروج من المأزق الحالي واعتبر ان الخلاص بسلوك أسهل السبل وهو التبعية والذوبان قي الاّخر ، والتبعية تعبّر عن نفسها بأن تكون ظلا للاّخر هذا اذا قبل بك لأنه ينظر اليك بدونية وأنك مجرّد شيء يعيش في منطقة اسمها الشرق الاوسط ومبرّر وجودك أن تنفّذ سياستهم الاقتصادية وتلبّي احتياجاتهم من المواد الخامّ وتستوعب نفاياتهم وتمارس شذوذهم، هذا هو المطلوب من الانسان العربي ، وبشكل أدق أن ينطبق عليك القول المأثور لا أرى لا أسمع لا أتكلم ، بمعنى أن تضع كعربي " شوّافات البغل" وتدور في ساقية التخلف والانحطاط ومسموح لك كعربي أن تأكل وتشرب وتنام ولا ضير من أن تكون شهوانيا وحذاري من الاعتقاد القومي أو الماركسي أو الديني لأنك تدخل المنطقة المحظورة وتمارس الكبائر.
أستغرب تصريحات عدد من الساسة العرب التي تنادي بالتطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي ، وكأن التطبيع أقل خطورة من التنازل عن الثوابت الفلسطينية والحقوق العربية المسلوبة ، ولسان الحال الهرب من الدلف الى المزراب ، ولأن مفهوم التطبيع يتعارض مع مفهوم العلاقات الطبيعية التي تنشأ بين كيانين مستقلين لكل منهما ثقافة وهوية ووضع اقتصادي انتاجي متقدم يحترم كل منهما الاّخر ولا يتدخل في شؤونه كما حدث بين اسرائيل ومصر حيث المحاولات الاستخبارية الاسرائيلية الحثيثة لضرب النسيج المجتمعي المصري وتفريغ الثقافة الشعبية المصرية من مضمونها الوطني، والمحاولات المستميتة للمخابرات الاسرائيلية لزرع مجموعات جاسوسية في مصر رغم وجود اتفاقية سلام بين مصر ودولة الاحتلال الاسرائيلي ، والتطبيع أكثر خطورة من احتلال الأرض لأنه استيعاب وتذويب للطرف الضعيف والسيطرة عليه ليصبح فاقد القدرة على احداث التراكم الثقافي وبالتالي تفريغه من مضمونه التاريخي والنتيجة الخراب في مجمل مناحي الحياة .

فلسطينيا استطاع الاحتلال الاسرائيلي مدعوما من جهات غربية تدعي أنها معنية باحداث تطور في المجتمع الفلسطيني أن يخترق قطاع من المثقفين والأكاديمين الفلسطينين ومن ركبوا موجة التطبيع من الأميين والعطايلية والذين يعتبرون الاّخر مثلهم الأعلى ، فظهرت على مدى العقدين الماضيين طبقة مخملية لها ثقافتها الخاصة التي تعتبر التمسك بالثوابت الفلسطينية درب من الجنون يتسم باللاواقعية ، أي الواقعية التي تنادي بها الادارة الامريكية ودولة الاحتلال الاسرائيلي في ظل أجواء الانبطاح العربي .
وعلى مدى عقدين من الزمن أغرق المجتمع الفلسطيني بمئات المؤسسات الأهلية منها التي تقدم خدمات للمجتمع الفلسطيني والتي تغرق في بحر من المؤسسات الأهلية التي تدعي أنها تقدم خدمة للجمهور الفلسطيني الا أن الحقيقة تتمثل في افراغ الأجيال الفلسطنية من مضمونها والتركيز هنا على الشباب والاطفال ، اليكم ما يجري على ارض الواقع: حصار امريكي اسرائيلي مدعوم عربيا يضرب على الشعب الفلسطيني يدفع مئات الاّلاف من الفلسطينين الى براثن الفقر لتبلغ نسبة الفقر أعلى مستوياتها والدليل أن أكثر من مليون فلسطيني يعيشون على دخل لا يتجاوز دولارين يوميا وتدني مستوى الحياة للغالبية العظمى من الشعب ، وبالمقابل فأصدقاء واشنطن وتل أبيب يرتعون ويصولون ويجولون دون حسيب أو رقيب مدعومون بالأموال الأمريكية الاسرائيلية يطوفون أرجاء العالم مع بعض الخدوعين يلتقون بقتلة شعبهم تحت شعار "الحوار و الواقعية" في الوقت الذي تقترف آلة الاحتلال أبشع الجرائم بحق شعبهم ، لكنهم فقدوا البوصلة وأقنعوا أنفسهم بأن لا سبيل سوى الارتداد على الذات ينظرون للمشروع الأمريكي الاسرائيلي مقابل فتات، يمارسون دور الطابور الخامس وأن الخلاص لا يأتي الا باللحاق بالركب الأمريكي فقدوا البصر والبصيرة،استأنسوا الذل ، وأداروا الظهر لمعاناة شعبهم ، انهم فصيلة منقرضة عادت للحياة بشكل يتناقض مع سياق حركة التطور لا يعيشون الا في مستنقع الهزيمة ، يزينوا الاستسلام والاستكانة للواقع ، يحاكموا الجميع من أقصى اليسار الى أقصى اليمين، خطوا لأنفسهم دربا وارتضوا أن يكونوا عبيدا ينفذوا ما يؤمروا به غير آبهين بخطورة ما يقومون به ، وضعوا شوّافات البغال لتصبح قبلتهم واشنطن وتل ابيب .....
البريد الالكتروني:atamanaa@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :