في الجنوب الذي مساحته تتجاوز ثلثي مساحة المملكة فان النمو السكاني فيه اقله على مستوى المملكة فيما الهجرة منه تتزايد الى الوسط حيث العاصمة والى المدن الكبرى التي حظيت ولا زالت تحظى بحصة كبيرة من " كعكة " المكتسبات الوطنية ليترسخ في ذهينة اهل الجنوب مصطلح المحافظات " الطاردة للسكان .. والاقل حظا .. والاقل رعاية " وكذلك لتتزايد حدة التعامل فيما بين ابناءه الذين " يصطبحون ويتماسون " بذات الوجوه وذات المرارة من قلة الشغل الذي يعلم التطريز ...! وفي الجنوب الذي يكتنز موارد طبيعية لا تعد ولا تحصى ... مياه جوفية وخامات لانواع مختلفة من المعادن ومواقع سياحية فريدة " لم تستغل بعد " .... يعشعش فقر قاتل وحياة تصعب على " الكافر .... فان اهله وضمنهم اهل " العقبة والقويره ووادي عربه الموعودين منذ سنوات بالخواتم والاساور " لا زالوا ينتظرون حصة متواضعة من كعكة المكتسبات الوطنية .
فمن ضانا وأوديتها ابو خشيبة وخالد وام العمد التي تزخر باحتياطي كبير من خامات المنغنيز والنحاس والذهب الى موقعي حمامات عفرا والبربيطة حيث المياه المعدنية ذات الخصائص العلاجية الفريدة على مستوى العالم الى الصخر وخامات والاسمنت وكربونات الكالسيوم وخلافها في الصحراء القاحلة.... ومن مدينة معان الصناعية التي لا زالت تنتظر بدء باكورة الصناعات التي تقررت لها الى المدينة الصناعية " الحلم " الموعود بها اهل الطفيلة منذ استملكت الحكومة ارضها قبل 12 عاما ... ومن مدينة الحسينية جنوبا مرورا بجرف الدراويش فالحسا وصولا الى القطرانه شمالا ... فان اهلها الصامدين " قسرا " لا زالوا ينتظرون ..... مبادرات ملموسة على ارض الواقع لتتبدل احوالهم بحال افضل ....فمن يصدق ان الحكومات المتعاقبة قد عجزت عن دفع المستثمرين محليين أو اجانب باتجاه الجنوب حيث الخير الوفير فيه لهم ولسكانه .
متى اعترفت حكومة من الحكومات المتعاقبة ان الزراعة وتربية المواشي في الجنوب لم تعد مصدر دخل رئيس وأن في ذاك الجنوب " الذي يمثل قمة الولاء والانتماء لثوابت الدولة الاردنية " فقر قاتل وبطالة مستشريه وكم هائل من مقومات الاستثمار ... تكون البداية امام صناع القرارات للانطلاق نحو وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية فيها خير لكل الوطن بما في ذلك اهل الجنوب الصابرين... الذي يستحقون علاوة صمود .
majed_quraan@yahoo.com