facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نبحث عن اخلاقيات السياسة .. ؟!


حسين الرواشدة
02-09-2016 11:53 PM

يربط البعض - وهم على حق - بين الاخلاق والدين ، فلا اخلاق بدون دين ، وحتى الذين دعوا الى علمنة الاخلاق او خصخصتها: اي فصلها عن القانون ، ادركوا ما وقعوا فيه من التباسات ، فالمواطنة مثلا كانت علمنة لمفهوم الاخوة الاسلامي ، والتكافل كان ايضا علمنة لمفهوم الاحسان في الدين ، ومع ان غير المتدينين يمكن ان يكون لديهم اخلاق ، كما ان بعض المتدينين يمكن ان لا تتحقق فيهم شروط الاخلاق الا ان ثمة فرقا كبيرا بين مفهومي الاخلاق لدى الطرفين (كما يقول د. طه عبدالرحمن): احدهما يعتبر ان العقلانية هي التي تحدد انسانية الانسان وبالتالي فالاخلاق جزء من العقل وتابع له ايضا ، والآخر يرى عكس ذلك تماما ، احدهما يؤمن بنسبية الاخلاق وامكانية تغيرها والآخر يؤمن بثباتها كقيمة وبواقعيتها التي تراعي الطبيعة البشرية ، احدهما يراها مجرد نظر والاخر يربط بينها وبين النظر والعمل ، احدهما يراها صفات كمالية والآخر يراها صفات ضرورية وتشمل جميع اعمال الانسان.. وهكذا. من اللافت انه من بين (6236) آية ، هي عدد آيات القرآن الكريم ، لا يوجد سوى (634) آية ، حسب ابن عربي ، او 500 آية حسب الغزالي تتحدث عن الاحكام التي تشرع للعبادات والمعاملات بينما تتعلق الآيات الآخرى كلها بموضوع الاخلاق ، وقد يبدو مفهوما تبعا لذلك ما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن الرسول عليه السلام انه “كان خلقه القرآن” بمعنى ان القرآن كتاب اخلاق اولا ، وان سيرته عليه السلام ترجمة امينة له ، كما يبدو مفهوما ان الرسول جاء ليتمم مكارم الاخلاق ، بمعنى ان هنالك تراكما دينيا اخلاقيا توّجه الاسلام بمنظومات اخلاقية اعمق واكثر انسانية ، في موازاة التراكم المعرفي الذي ورثه الاسلام واضاف اليه. وسط هذا التراث الكبير ، والمفقود للاسف ، نبحث اليوم عن اخلاقيات السياسة ، والانتخابات ، والاقتصاد ، وغيرها ، ونتساءل مع الجابري مثلا: اين هو العقل الاخلاقي العربي ، وهل صحيح ان لدينا عوالم للاخلاق لا مجرد عالم واحد؟ ومنظومات ومستويات لا منظومة او مستوى واحد؟ وان ثمة اخلاقا للقبيلة واخرى للغنيمة وثالثة للعقيدة ورابعة للعامة..والخاصة ، والمرشح ، والناخب.. الخ. لا ادري اذا كان استحضار مفهوم الاخلاق ضروريا في مواسم الانتخابات مثلا ، ام ان السياسة - كما يروج في عصرنا - منزوعة من الاخلاق اصلا؟ لم تستوقفني - بالطبع - بعض المظاهر والتجاوزات التي يجري تداولها بكثير من الاستهجان على صعيد الاستعدادات للدخول في ماراثون الوصول الى البرلمان ..بقدر ما الح عليّ سؤال الاخلاق: هذا الغائب والمطلوب الذي يعتبر جوهر رسالة الاديان كلها..فهو في الاسلام - مثلا - فريضة لا مجرد فضيلة ، واعمال وممارسات لا مجرد اقوال ونظريات ، وصفات ضرورية ثابتة مطلقة لا كمالية او مؤقتة. في مواسم الانتخابات - وفي غيرها ايضا - نفتقد الاخلاقيات ونبحث عنها ، لكن السنا بحاجة الى قوانين اخلاقية تخرج من رحم ديننا وثقافتنا وحاجاتنا ، وتحاصر هذا العبث الذي يستهدف نواميسنا القيمية والوطنية؟ السنا بحاجة الى اعادة النظر في كثير من “الاخلاقيات” التي دخلت الى مجتمعنا بلا استئذان ، واعادت تفكيكه لتمرير منفعة عابرة ، او اهواء شخصية منبتّة عن سياقاتنا الفطرية؟ بلى ، والف بلى..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :