facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيدي عرار؛ كم أفتقدك!


ماجدة بني هاني
10-09-2016 03:10 PM

يا أردنيات إن أوديت مغتربا
بأبي أنتن أنسجن أكفاني
وقلت للصحب واروا بعض أعظمه
في تل إربد أو في سفح شيحان

كأني أرى طيف الأردنيات وهن ينسجن أكفانك ،برموش العين ودماء القلب ، يرثين فتى نجيبا أريبا ، عاش حرا ومات حرا .

وإن كان للأردنيات حق ، فلإربديات كل الحق.. السن من رافقنك مراتع الطفولة والصبا تحت ظلال الصنوبر والسنديان؟

أما كانت تلك السنديانة العتيقة أول من أعطاكم الدرس الأول في الشموخ ؟من عمق جذورها، من صلابة وقفتها ، ومن أعلى فرع سامق يغازل الشمس بسطوعها ، يحاكي القمر في هيبته ، يطاول الغمام في اعتلائه وفيض عطائه.

أظنك تلقنت الدرس الأول في الحب على يد إربدية حرة ،نقية وعنيدة … أكيد لفحتك بنسائم جذلى ، .ثم غمرتك بدفء قلبها ونقاء سريرتها ، اجتاحتك بأنوثتها الصارخة ، وبرجولتها المكتسبة ،فرسمت صورة مثلى للحب وللنساء ، تراها تعم جميع شعرك …..
واليوم يا سيدي ،أراني كلما فاض بي الحنين ، لشئ من روح عرار، سبقتني خطاي إلى بيتك العتيق ،أفتش بين حجارته القديمة ،بين شجره المعتق ،عن نسائم روحك ،وبقايا بوحك ، أنسك في وادي الشتا ، ثوراتك هنا أو هناك ،ثم أغرق في فيض شعرك….أستحضرك وأنت تقول:
لقد بت أمس كما بت أنت
عثاري دثاري ويأسي وساد
وفي القلب جرح لقد حرمت
عليه الليالي مباح الضماد
فهيهات مني سبات الأماني
وهيهات مني أماني الرقاد
وأنت عليم بما قد لقيت
وما سألاقي وما بي يراد
أجل قد مللت تساقي بؤسا
كأنه يأسي بكأس اضطهاد
ولا صغار كزغب القطا
ومأساة يتم، وثوب حداد

ويا سيدي ، قد عم الظلم، وشاع الفساد ، وما عاد الرجال رجالاً ، وما عادت النساء نساء، ما عدن كمن ولدتك حرة ، وما عادوا كآبائنا الكرام ،تغير كل شئ ، فكيف من عمق الظلمة ،نحلم بالنور ، ونحن نستمرئ العتمة ! ومن أين نستمد الأمل وبيادرنا أمحلت ، ومعانينا ومعين بوحنا نضبت ، واستحوذ معجم التسلط والعبودية حتى صار هو الأعم ، وأظل أبحث في حنايا روحي عن ومضة أمل ،فتغمرني في لحظة قوة لا أدرك كنهها ،وأغرق في قولك :

والحق لا بد من إشراق طلعته
مهما استطالت عن أهله ظلماء
و قوة الضعف إن جاشت مراحلها
تنمرت نعجة واستأسدت شاء

أي والله ! أصبحنا في زمن يستلذ البعض فيه ضعف الضعفاء، حتى يمجه الظلام ، بات الظالم يقرف من ضحيته ،ويحتقر رضوخها ، أصبحنا في زمن تتنمر فيه النعاج ، وتضمحل فيه الرجال ، وأدرك أن نفحة من روح عرار تسكنني ، لا لشئ ،إلا لأنه وهب روحه وعنفوانه لمن يأتي بعده …

وأؤمن أن الناس كمل قال صنفان: من همه أن يرتوي ذلا ويلعبا

وآخر تأبى عليه الحجا
إلا بأن يشقى وأن يتعبا
ما قيمة الألقاب منصوبة
والظهر بالخزي قد احدودبا
وراسف بالقيد ما ينثني
يدأب حتى يبلغ المأربا

سلامي لروحك الخالدة ، ولفيض بوحك وإرثك العظيم ، سلام لك من روح إربدية حرة .





  • 1 معجب في الثمانين يكاد منذ ١٩٥٠ يخفظ عشيات وادي اليابس ، ويشاركك محبة عرار 11-09-2016 | 11:22 PM

    مقال عظيم

    ولكن الاصح ان تقولي

    يا اردنيات ان أوديت مغتربا

    فاننسجنها بابي انتن اكفاني

  • 2 أبو نوار 13-09-2016 | 12:23 PM

    فللإربديات كل الحق عبارة تمتشق السيف،وتشق سدف الظلام نحو الحقيقة الساطعة ومن أولى بأبداع عرار وروح عرار سوى سنديانة إربدية حملت ذات الهم والمعاناة والألم وسحبت دفق عطائها في مقالة جديدة بكل معنى الكلمة: لغة وسلاسة وفكرا وكسرت حصار الأدب النسوي في الوطن واحتكار العواصم للشهرة والحظوة.
    ويا أيتها القمة الأدبية القادمة من سهل حوران الراكنة في،قرية منسية،ها انت تعطين درسا جديدا عبر صحيفة عمون أن المرأة الاردنية منجاب ومعطاء،درسا،في حب الوطن تستحضرين روح عرار وإربد عراروتعيدينهما بنفحة معاصرة .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :