facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك في السلط ..


سلطان الحطاب
03-04-2007 03:00 AM

حين كان شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم) حسان بن ثابت يأتي هذه المنطقة (البلقاء والسلط) وهو ذاهب الى جلّق (دمشق) او عائد منها قبل الاسلام..كان لايرى في دمشق أنسا الاّ اذا صعد الى البلقاء واقام في عاصمتها السلط (وقيل السلت)، ولذا فان حسان الذي جاءت قصيدته ومطلعها (عفت ذات الاصابع فالجواء) حين لم يستطيع ان يتمثل مضامين الرسالة السماوية كان قد امتدح مجالسة ندمائه في جلّق بقوله:لله در عصابة نادمتهم يوما بجلّق في الزمان الاول

وجلّق هي دمشق..ولكنه كان يفرّ من دمشق ويمل منها ويرى ان الأنس والراحة هي البلقاء/السلط بقوله:

انظر خليلي بباب جلّق هل تؤنس دون البلقاء من احد

فعنده دمشق لاتؤنس الاّ اذا كان اقام في البلقاء وغرّتها السلط..

وباني السلط في التاريخ هو بالق ومن هنا جاء اسم البلقاء واسمه الكامل بالق من بني عمّان بن لوط..وعمّان اسم لاحد ابناء لوط والبالق حفيده..

والسلط في التاريخ كانت مركز للاسقفية المسيحية خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين وهي مشتقة من كلمة سالوتس بمعنى الوادي المشجّر وهي ايضا من كلمة سلطا السريانية ومعناها الصخر والحجر القاسي..والسلط ايضا بمعنى البارز المستوي وقد يكون في اصل التسمية معنى الارتفاع عن ماحولها وبروزها وارتفاعها سيما وانها تنتهي الى الغور حيث الانخفاض..

وتذكر كتب التاريخ ان السلط عام (1812) كانت المكان الوحيد من البلقاء المعمور والمأهول بالناس..والسلط في التقسيمات الجغرافية ثلاثة جبال (السلالم) و(الجدعة) و(القلعة)، وتتشكل المدينة القديمة عند تلاقي الوديان الثلاثة، وكانت مركز القائم مقام العثماني قبل مائتي عام.وكانت مركزا للجند والفلاحين قبل ان تزدهر اليوم في عهد عبد الله الثاني بن الحسين وتمتد وتتشكل.. فقد كانت الالمع نجما واسماً وشهرة قبل سطوع نجم عمّان المعاصرة التي اصبحت عاصمة للامارة والمملكة فيما بعد..

وكان يطيب للملك المؤسس حين يتوجه الركاب الملكي الى القدس عبر وادي شعيب ان ينزل في اهلها على غداء او عشاء كما جاء في اوراق الشاعر الراحل عبد المنعم الرفاعي.

السلط التي حظيت بالموقع والتاريخ مازالت تحمل اكثر من سبعمائة مبنى تراثي يصل عمر بعضها الى (400) عام وقد كانت المدينة عرفت كمركز تجاري اساسي لتجار بلاد الشام ومن هنا تشكل سكانها بمن جاءوا من فلسطين (نابلس) او سوريا ليختلطوا مع من كان فيها من اهلها..

ويعكس اتساع الابنية ورحابتها جودة اهلها وكرمهم وزيارة السلط كفيلة بالتعرف على ذلك.. اول مجلس بلدي في السلط كان عام 1887 اي قبل (120) سنة وكانت مهمته التي تزيد عن مهمة البلدية اليوم وتفوقها في التنوع والاتساعمنح رخص البناء والاعتناء بتنظيم الشوارع وانارتها وتحصيل الرسوم وبناء حمامات للرجال والنساء وفتح طرق جديدة ومراقبة الاسعار وضرب مدفع رمضان ومعالجة المرضى الفقراء وتخصيص معونات للمعوزين وتغريم المعتدين على الطرق والمتعهدين والمخالفين وترقيم البيوت وزراعة الاشجار في الشوارع ومراقبة الخانات (الفنادق).. ونسأل رئيس البلدية الان ان كان في حوزة صلاحياته مثل ذلك؟! وكانت السلط ممن رحب اهلها بقدوم الامير عبدالله المؤسس في عام 1923 فتمّ استقباله بتبليط الشوارع من السرايا حتى المطحنة بالحجر المزيّ القاسي..واقاموا مدرسة السلط الثانوية..التي ظلت صامدة رغم زلزال عام 1927.

واليوم مساحة السلط وصلت الى 50كم2 بعد انضمام العديد من البلديات لها ويزيد عدد سكان السلط الان عن (200) الف نسمة وتتجمع فيها وفي اطرافها اضرحة ومقابر للعديد من الاسماء الكبيرة والعظيمة.. وقد عرفت الحمامات التركية وفي ميدانها كان طراد الخيل وشارع الدير وشارع الخضر نسبة الى مقام الخضر عليه السلام ومن احيائها حي الجادور نسبة الى مقام النبي (جاد) الموجود فيها (هكذا في المصادر) ووادي شعيب نسبة الى النبي شعيب الذي له مقام فيها ايضا والنبي يوشع بن نون (هكذا) في منطقة زي التابعة للسلط التي سماها الرومان ايضا ارض التين والعنب.

عرفت السلط العملات النقدية في وقت مبكر وفي متحفها مايشهد على ذلك (متحف السلط) وفيه تاريخ من الحلي والملابس والادوات المنزلية وجوارها شلالات رميمين (لا اعرف من اين مصدر الاسم) وفيها قلعة القلعة والخضر والجدعة وسوق السكافية ولكل اسم قصة ومناسبة..

كما ان في السلط قصر بناه العثمانيون هو قصر أبوجابر الذي تقوم جهة يابانية بترميمه..وحارات السلط عديدة منها الأكراد، ولهم فيها تاريخ ولقدومهم إليها قصة، وقد كانت سوقا للمنطقة كلها يعرض فيها الزبيب والرمان الذي كان بعضه يأتي من حسبان وواديها ليمر في السلط إلى فلسطين في تجارة رائجة ايام المماليك الذين حفظوا لواديها وقوافلها التجارية الأمن وحرروا التقارير التي كانت تصاحب القوافل..

عرفت مرور كثير من الصحابة وإقامتهم ممن أقاموا أوعبروا إلى فلسطين فاتحين..كما عرفت العديد من الرحالة والمؤرخين والعلماء والمحدثين وأساطين الأدب واللغة قديما وحديثا مما لايتسع المجال لذكرهم والوقوف عند أعمالهم وسيرتهم..

قاومت السلط الغزاة وقلعتها شاهدة كما قاومت الغرباء وفتحت صدرها وبيوتها للاهل؛ أردنيين وعربا وضربت في ذلك المثل..

في السلط عشائر تعددت اصولها ومنابتها ومكوناتها الدينية ومن أبرز عشائرها؛ النسور، والعطيات،والفواخرية، والدبابسة، والرمامنة، والحياصات، والحيارات، والوشاحات، والدبابنة، والزعبية، والقماقمة، والتواذرسة، والفواعير، والعواملة، والنبر، والخرابشة، والعربيات، والخريسات، والقطيشات، والعناسوة، والرحاحلة، والنشيوات، والكلوب، والحدايدة، والعمايرة... وقد لاأكون تذكرت جميع الأسماء ..

السلط ظلت فخورة بانتمائها الوطني وبقائدها الذي لايغيب عنها وتراه دائما في زيارتها يتفقد أهلها ومواقعها ويوجه لمزيد من نهضتها وبنائها في العقد الأردني كله والذي يشكل هذا الوطن الاردني الجميل.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :