facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وإلا فعلى القضية الفلسطينية السلام !


20-09-2008 03:00 AM

ربما يتماسك التكتل العنصري، الذي يتشبث الآن، بطموحه للامساك بدفة الحكم في الدولة العبرية، لفترة برلمانية جديدة مقبلة, يتسيد فيها الحزب الفائز, برئاسة الوزراء الإسرائيلية, خلفا لإيهود أولمرت الراحل قسرا, على ضرب دفوف الفضائح. والحاصل أن الانتخابات الداخلية في الأحزاب الإسرائيلية القوية الثلاثة, جارية على مراحل متقاربة, بدءا من هذا الأسبوع, بحزب كاديما الذي أسسه شارون وأنتج فيما بعد أولمرت, ليبحث الآن عن قائد حزبي جديد, يقود البلاد كلها, إذا ما نجح في الانتخابات البرلمانية العامة, المزمع عقدها بعد شهور قليلة. فمن الجنرال إيهود باراك متنافسا قويا في حزب العمل, إلى المتطرف بنيامين نتنياهو مرشحا للفوز في حزب الليكود, إلى الجنرال شاؤول موفاز متنافسا مع تسيبي ليفني في الليكود, نجد أن لكل منهم موقفه الجذري من العرب, وقصته مع العملية السلمية, المترنحة بفعل ضربات الجنرالات أمثال باراك وموفاز, وشراسة المتطرفين أمثال عوفاديا يوسف في شاس, أكبر المتحالفين من الخارج مع موفاز حاليا, وهو ما يخلق إحساسا يقودنا للقول أن ثلاثية الوجوه القادمة أو المتنافسة حاليا (نتنياهو ـ باراك ـ موفاز), لا تبشر بخير للعملية السلمية المتعثرة أصلا, ولنا في تجربة بنيامين نتنياهو مثال, كرمز للتطرف الاستيطاني المقيت, إبان حكمة في النصف الأخير من العقد الماضي.

كان ذاك عن الواقع الإسرائيلي, أما فلسطينيا، فلا بد من العودة إلي التأكيد علي ضرورة ظهور ـ أو ولادة ـ الإستراتيجية المستقبلية الفلسطينية الواحدة، التي يكون قطباها حركتا فتح و حماس، بحيث لا تتعارض الحركتان، حتى علي مستوي الوسائل والتكتيكات. فضلاً عن ذلك، يتوجب أن يكون لقاء الحركتين وحوارهما الضروري، أساساً لقيام جبهة القوي الوطنية والإسلامية، التي تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وتستفيد من فصائل وطنية وإسلامية فاعلة، كالجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. فلم يعد ممكناً الاستمرار في وضعية الاستراتيجيات الفصائلية الخاصة, بعد أن أفضت إلى ما أفضت إليه من انقسام واقتتال وفضيحة، طالما بقيت أية فعالية سياسية، مرهونة بحراسة البندقية, كما حدث في زمجرة الجماعة في حركة حماس, الذين صانوا شرف ديمقراطيتهم بأن أراقوا على جوانبها الدم. فالفلسطينيون في معركة مفتوحة، يأخذهم الأعداء بالجملة (قوي مناضلة ومجتمع وأطر سياسية) ولا يعترف أولئك الأعداء بفوارق الاجتهادات، أو بالخطوط الرقيقة، التي تميز البعض عن البعض، في الموزاييك الفلسطيني!

ربما تكون حركة حماس قد أوشكت على خسارة الورقتين المساندتين لها, داخليا وخارجيا, في وقائع الصراع كله ومعطياته وخارطته، في قراءة شعبية واحدة, رافضة لاستغوال الأخيرة في دم الناس، بعد أن لامس أصحاب القراءة الداخلية الذين يعيشون تحت حكم حماس, أنهم ـ أي جماعة حماس ـ ليسوا كما كانوا يسوقون أنفسهم على أنهم من ذوي الحكم الرشيد, فيما لامس أصحاب القراءة الخارجية أن سيف حركة حماس أقصر من شعارها بعشرات المرات أمام الاحتلال, وأن السيف أطول من الشعار أمام مواطنين فلسطينيين, تهمتهم أنهم ليسوا في حماس. فمن المنطقي أن يضبط المجموع الفلسطيني حركته بالكامل بموجب كل المستجدات، دون أن يتخلى أحد عن حق الغير الشقيق في المعارضة، ودون أن يتوقف الكل عن نشدان الدولة والاستقلال والحرية. فلقد أخذت الفزعات الإعلامية الفصائلية مداها، وكان نكران حق الشقيق على الشقيق, في تلقي الآخر، متلازماً مع تلك الفزعات، وتُرك للذات الفلسطينية، أن تدفع لوحدها، ثمن جنون بعض مكوناتها, فيما إسرائيل وحدها من يجني الثمن الرابح.

لا مناص من الحوار المزمع إجراؤه قريبا برعاية عربية، وبقدر ما أن الوحدة واجبة ومحتمة، فإن الإستراتيجية الفلسطينية الواحدة، أوجب وأكثر إلحاحاً، لكي يكون بمقدور الدماء التي بذلت منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، أن تتقدم بالأشقاء الفلسطينيين علي طريق الحرية, وبالمنطقة كلها على طريق الاستقرار, وليس عيباً أن يتسامح الأخ مع أخيه, وأن يتنازل الشقيق لشقيقه, لتضييق هامش الحركة السياسية للشيطان, الذي أودى بهذه الفتنة. ومثلما يحق للآخرين الإسرائيليين أن يحسبوا، فمن بابٍ أولي، أن يكون من حقنا كعرب أن نحسب, ما دامت الأمة كلها قد دفعت أثمانها المستحقة في الصراع مع الدولة العبرية.

آن الأوان لأن تتحمل كلٌ من القوي الفلسطينية الفاعلة، دورها التاريخي، وأن تصارح قواعدها بأفكار وبآراء مسئولة بعيدا عن التشنجات الحزبية، وأن تتقدم بجسارة، للإسهام في عملية الاستقلال في الأراضي المحتلة في العام 1967، وأن تتبني ـ علي الأرض ـ المواقف والتكتيكات التي تساعد في بلوغ الأهداف الفلسطينية. فلم يعد منطقياً ولا مقبولاً ولا مُجدياً، أن تستمر الاستراتيجيات الصغرى، الخاصة في بيئة التناحر المخزي، في محاولات إحباط بعضها لبعضها الآخر، سيما وأن الكل الفلسطيني في ظرف بالغ الخطورة والحرج.

لا عيب في أن تعمل القوي الفلسطينية، علي الاستفادة من الانتكاسات التي أصابت بعض حركات التحرر في التاريخ، انطلاقا أو التقاطاً، وأن تلاحظ جيدا بوادر التبدلات في الهيكلية القيادية بأمريكا وإسرائيل. أي أن الفلسطينيين مضطرون لاستجماع العقل والإرادة، ولتوحيد الوسائل والتكتيكات، لإنجاح الحوار, وردم الهوة الداخلية, وتوحيد الصفوف, وإعلان الوحدة بإنهاء الانقسام, واعتماد لغة سياسية فاعلة ومتطورة، ومؤثرة في كل الاتجاهات, وإلا فعلى القضية الفلسطينية السلام.
* الكاتب باحث أردني في العلاقات الدولية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :