facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آخر الخيرات الاميركية!!


خالد محادين
21-09-2008 03:00 AM

الكوليرا هي آخر الخيرات الاميركية ؟ البريطانية التي اخذت بالتدفق على العراق الجميل العظيم العربي، منذ ان غزت واشنطن ولندن هذا البلد قبل خمسة اعوام، واذا كانت الولايات المتحدة لا تملك سجلاً في الغزو والعدوان والقتل والتدمير لأي بلد عربي كما هو الحال بالنسبة لبريطانيا، فإن هاتين القوتين الاستعماريتين ارتكبتا في العراق ؟ وما تزالان ترتكبان ؟ ما هو اكثر بشاعة وعنصرية مما ارتكبته كل القوى الاستعمارية والعنصرية والنازية التي يتحدث عنها التاريخ، منذ حروب التتار مروراً بحروب النازيين وانتهاء بهذا الذي يتعرض له الفلسطينيون والعراقيون.

والمضحك المبكي ان بدء انتشار الكوليرا في العراق، والصمت الغربي امام هذه المأساة الانسانية في القرن الحادي والعشرين، جاء بعد غزو مدمر اتى على كل انجازات العراق، وأباد اكثر من مليون عراقي غالبيتهم من المسنين والنساء والاطفال، وجعل الحصول على الكهرباء او على الدواء او على الماء النظيف امراً يقترب من الاستحالة، اما ما تتحدث عنه واشنطن ولندن من اهداء العراقيين الديمقراطية، فإن أي ساذج يعرف جيداً حجم هذه الكذبة الكبرى التي تعريها الاحداث الدامية التي يشهدها العراق منذ الغزو وحتى هذه اللحظة، كما تعريها الصراعات العرقية والطائفية، التي رعتها الدولتان الغازيتان وبذات القدر الجار المسلم في طهران.

مرض قاتل وخطير يوشك على الاختفاء من عالمنا، وكان ينتشر من قبل لدى الشعوب الفقيرة والمتدنية التعليم، يعود للظهور في بلد عريق عمره آلاف الاعوام، وصاحب حضارة كانت تنير الدنيا، عندما كانت اوروبا تغرق في الظلمة والجهل والتخلف، ولم تكن اميركا قد اكتشفت، وفي بلد يملك من الثروة ما يجعله في مقدمة منتجي ومصدري النفط هذه المادة الاستراتيجية التي يحتاج اليها كل بلد في عالمنا فقيراً كان ام غنياً، ومتقدماً كان ام متخلفاً، وفي بلد كان عشرات الآلاف من ابنائه الاطباء ينتشرون في كل مدنه وقراه، وكانت مستشفياته تملك القدرة والكفاءة على استقبال الملايين ممن في حاجة الى رعاية طبية وتفيض مخازنها بكل ما يحتاج اليه المرضى من الدواء، ثم يتحول في ظل المدافعين عن حقوق الانسان، الى مكرهة صحية وتربة خصبة لقبول شتى انواع الامراض الخطيرة والفتاكة.

أي حجم من الكراهية للولايات المتحدة وبريطانيا بصورة خاصة والغرب بشكل عام تمكن الغزاة من وضعه وترسيخه في الذاكرة العراقية؟ أي نوع من الحقد والرغبة في الانتقام يخلف الغزو والغزاة في قلوب العراقيين، الذين لم يكونوا هدفاً للقتل اليومي والهوان اليومي بالطائرات والدبابات والبنادق الاميركية والبريطانية، بل باتوا هدفاً لأمراض شبه منقرضة بدأت في الانتشار ولا يعلم الا الله الحجم الذي ستصل اليه لتطال ملايين العراقيين وليس العشرات والمئات والالاف منهم.

لقد ذهب بلير الى حيث هو الذي شهد له العالم كله بقدراته المضحكة على تزوير الحقائق، واحاديثه عن صواريخ عراقية متطورة تقطع المسافة من بغداد الى لندن في خمس واربعين دقيقة، وعن اسلحة نووية وكيميائية وجرثومية وعلاقات استراتيجية بين العراق وما يسميه الساسة والاعلاميون الغربيون بالارهاب، وها هو بوش يعد حقائبه للرحيل والانزواء تاركاً وراءه هزائم لواشنطن تتجاوز حدود الهزائم العسكرية والسياسية الى هزائم اخلاقية قدمت القوات الاميركية والمرتزقة الاميركيين كمحترفي قتل ومستمتعين بابادة العراقيين وسواهم من العرب والمسلمين، وتاركاً وراءه ازمات اقتصادية توشك ان تدفع بالولايات المتحدة الى ما لم تشهده من قبل من تدهور وافلاس وفقدان توازن دون ان تفقد غطرستها المهزومة في العراق وفي افغانستان وشهوتها لحروب جديدة تمارس من خلالها التدمير والقتل.

كم هو محزن ان يقف المرء امام اصابة حمورابي وابي جعفر المنصور والجواهري والسياب والرصافي بالكوليرا الاميركية والبريطانية؟ وكم هو محزن ان يقف العرب على شرفة الصمت والتفرج واللامبالاة وشقيق لهم يواجه على امتداد خمسة اعوام كل ما يواجه وكل ما ينتظره من مآس.

kmahadin@hotmail.com
الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :