facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مجلس النواب : تنقية الاصطفافات الداخلية، لماذا؟!


بسام حدادين
25-09-2008 03:00 AM

اعلنت كتلتا التيار الوطني النيابية والاخاء النيابية عن تشكيل محور ثنائي. وقررتا اعادة الهيكلة السياسية لقيادة مجلس النواب (المكتب الدائم) واللجان المتخصصة فيه، لتحقيق نقاء وصفاء في الاصطفافات السياسية وتناغم في ايقاعها.
وقد اتفقت كتل المحور على تقاسم جميع المواقع الاساسية في المكتب الدائم (الرئيس ونائبيه) ورئاسة ومقرري جميع اللجان المتخصصة "السيادية": القانونية, المالية, الحريات, الشؤون العربية, العمل.

يحقق المحور بهذا الاتفاق, اقصاء ثلاثة من فعاليات المجلس "المحورية" المستقلة وهم مع حفظ الالقاب: ممدوح العبادي عن موقع النائب الاول وعبد الكريم الدغمي عن موقع رئيس اللجنة القانونية وخليل عطية عن رئاسة اللجنة المالية والاقتصادية.

وبعد هذا الاتفاق الاستئثاري اعلن المحور انه سيتحاور مع الكتل الاخرى حول تقاسم ما تبقى من مواقع. وقد التقت الكتلتان فعليا مع نواب جبهة العمل الاسلامي, ومن غير المستبعد ان تقدما لهم ما يرضيهم, وهم على كل حال قنوعون وغير متطلبين, فيحقق المحور اهدافه بغطاء من المعارضة الاسلامية "العتيق" الجديد الذي يجري تأهيله "لتمتين" الجبهة الداخلية.
اما كتلة الجبهة الوطنية التي يتزعمها النائب زياد الشويخ (8 اعضاء) التي خرجت من رحم كتلة التيار الوطني, فيجري معاقبتها واخراجها من التحالف وتركها لمصيرها او لاتفاق "اذعان".

انا لا ادافع عن تجربة احد, انا اشير فقط الى قضية خطيرة ولها مردود سلبي على العمل النيابي والوطني بشكل عام, انا اشير الى صغر الحوصلة وضيقها, انا اقرع الجرس محذرا من عقلية "من لا يأكل من صحني فهو ضدي", نيابيا هذا سيضر بمجلس النواب وبصورته وبهيبته التي هي جزء من هيبة الدولة, ووطنيا هذا سيضيق من قاعدة الحكم.

انا لست ضد التبديل والتغيير وافساح المجال امام "الشبيبة" ليأخذوا دورهم, لكن البدائل المطروحة للمواقع الثلاثة الذين اشرت لهم هم من "عتاقى" مجلس النواب مع الاحترام لذواتهم.
المتمعن في اهداف "الانقلاب" السياسي التي تسعى كتل المحور الى ترسيمه يوم 5/10 القادم, يلحظ بوضوح صارخ تداخل الاهداف الشخصية الضيقة مع اهداف سياسية ضيقة ايضا, والمحصلة, عبث سياسي عدمي.

لم يكن مفاجئا للمراقب تشكل هذا المحور النيابي, فقد كانت واضحة عملية الدفع بكتلة الاخاء الى حضن كتلة التيار الوطني, وليس ادل على ذلك من اشراك اربعة من نشطاء كتلة الاخاء في المؤتمر التحضيري لحزب التيار الوطني، بمن فيهم الزميل النائب احمد الصفدي مفتاح الكتلة وزعيمها غير المعلن.

وقد نجح في التغلب على المعارضة الداخلية في كتلته التي يتزعمها النائب الصاعد عدنان العجارمة وجر الكتلة الى المحور, لكن يبدو انه لن يفوز بمقعد النائب الثاني المخصص لكتلة الاخاء وسيذهب المقعد الى النائب تيسير شديفات بغير رغبة المجالي الذي يعارض بشدة عودة الشديفات الى المكتب الدائم, وقد احتاط المحور لهذا الاحتمال فاحتفظ لكتلة الاخاء برئاسة كتلة الخدمات والسياحة التي كان يرأسها الصفدي.

وقد جاءت استقالة الصفدي, ثم العدول عنها, تعبيرا عن محاصرة جهوده لتحويل كتلة الاخاء الشبابية الى كتلة "شبيبة" التيار الوطني النيابية.

شخصيا لا اتوقع لهذا المحور ان يصمد ويحقق كامل اهدافه بسهولة, فالخلافات الشخصية بين مصالح اعضائه, قد تودي به, خاصة ان المقياس لاختيار المحظوظين لتسلم المواقع والمناصب سيتم على اسس شخصية واعتبارات ليس من بينها الكفاءة.

واذا ما تذكرنا ان الغالبية العظمى من زعامات مجلس النواب وكفاءاته هي من خارج المحور ومن خارج مجاله المغناطيسي (الروابدة, سرور, الدغمي, العبادي, عطية, واخرين) نستطيع ان نتخيل حجم الضغط الذي سيتعرض له المحور وسيكون فوق طاقته الاستيعابية.
ولن يتمكن المحور والمجالي من تسيير اعمال المجلس بغير ارضاء ومجاملة بعض من هذه الزعامات, وسيكون مفاجئا لي حد الصدمة ان يستغني المجالي عن كل هؤلاء, لأن ذلك سيعني ان مجلسا تشكل داخل المجلس وان شرخا حقيقيا قد تحقق, ولن يقبل اي من هؤلاء بدور الملحق والمتذيل بما ينذر بدورة برلمانية ساخنة.

انا لست ضد التحالفات وحتى المحاور المغلقة, اذا كانت اهدافها سياسية وبرنامجية معلنة, وتتشكل على اساس تفاهمات سياسية ونيابية, لكن الذي يجري في مجلس النواب بعيد كل البعد عن السياسة والتشريع والرقابة.

تنقية وصفاء الاصطفافات داخل المجلس, لماذا؟!
لمواجهة من?! هل اصبحت التعددية في اطار الموالاة محرمة؟!
هل من خوف من اختراقات للمجلس تخرجه من "جلده"؟!
سمعت عن "اشاعات" تتحدث عن تغيير في تحالفات احد كبار زعامات المجلس (!) اقول اشاعات لكنها من دوائر نيابية محددة, وتفهم ما تقول!
عذرا... سأتوقف عند هذا الحد لأنني لا اجيد لغة الالغاز.
كان الله في عون مجلس النواب فقد اصبح حقلا للتجارب, ويبتعد يوما بعد يوم عن دوره ومهماته ويفقد يوما بعد يوم من شعبيته واستقلاله.

وقد يكون الحل.... بالحل.

bassamhaddadin@alghad.jo

الكاتب / النائب والسياسي بسام حدادين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :