facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الموصل وحلب


د.فايز الربيع
05-11-2016 10:45 AM

المخطط الذي يجري تنفيذه لاكتمال الدائرة بين الموصل وحلب هو مخطط يرمي إلى بسط السيطرة الطائفية بين العراق وإيران، الوقود الذي يستعر هو وقود مسلمين يقتضي منهم مراجعة تاريخية تعود جذورها إلى ابعاد سياسية كانت مسألة الخلاف حول الخلافة وأحقيتها بين علي ومعاوية، وما جرى من تعقيد مذهبي لها على مدى عشرات القرون، دخل فيها الدين كعنصر محرك، الهتافات تستحضر ضد الصحابة الكرام، وكأن القتال يجري معهم، نحن نعلم تاريخيا ً أن الصحابة أرفع وأكرم من أن يكون بينهم هذا السب والشتم ومع ذلك أصبحت بوصلة العداء السني الشيعي حاضرة في المشهد والعقل، دونما التفات إلى حرمة دم المسلم بل دم الإنسان، فتاوى القتل بين الأطراف المتناحرة وصلت إلى حد القناعات بالإلغاء والإقصاء.

دخول الدول الكبرى على الخط واضح أنه في صالح الطائفية الشيعية، روسيا تزعمت الموقف ورجحت الكفة، محو القرى والمدن والبلدات، المدارس والأطفال، يجري بطريقة ممنهجة، وضمن مخطط الأرض المحروقة.

للموصل وحلب، حضور في المشهد التاريخي، من الموصل انطلقت الجيوش الإسلامية توحيدا للأرض والسكان ضد الفرنجة وأتت كلها في حطين وحدة ادت إلى تغيير المشهد لصالح المسلمين، تحولت في النهاية مصر والمغرب من شيعية إلى سنية، وتحول الأزهر إلى حام ٍ للمذهب السني بعد أن كان قلعة للترويج للمذهب الشيعي، وحلب هي الأخرى كان لها دورها في حروب الفرنجة، تاريخها يعبق بعطر الماضي الذي اذاق الفرنجة والمغول ما أذاقهم، وثم صد أكبر خطرين على العالم الإسلامي الفرنجة والمغول.

المواجهه لن تكون مواجهه افراد أو جماعات أنها مواجهة تحمل طابع الدول، ولكن الدول مختلفة حول الأولويات ومنهكة من الحروب والإنقسامات، وخزائنها قاربت على الإفلاس من جراء الحروب الداخلية.

ماذا استفدنا من طرح المشروع الإسلامي الذي جاء في غير وقته، ومن غير أدواته الحقيقية الصحيحة والفاعلة، غير مزيد من الإنقسام، الإسلام لم يرضى لنا هذه الحروب التي لم تقتل غير المسلمين، وطالت أكثر ما طالت السنة والأبرياء، وجاء طرحها في الوسط السني، وتم تسليم الموصل لهم، لتبدأ بعد ذلك حرب الإبادة والتهجير لهم، العمائم السوداء التي اوجدت الحشد الشيعي بكل مسمياته، ما هي أهدافها وما هي ارتباطاتها، ومن يحركها، الإتفاق الأمريكي، الروسي، والتخطيط البريطاني غير المعلن، والدعم الإيراني كلها في النهاية تصب ّ في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة، والتي بدأت كثير من الدول العربية تقترب منه، هذه الأمة مرت بنكبات وتحديات، ولكنها في النهاية إنتصرت، ونحن هنا في الأردن لا زلنا متوازنين، ولم نجر إلى النيران التي حولنا، ومهمتنا هي الحفاظ على بلدنا رغم كبر المؤامرة، وعمق وصول أدواتها، وتناثر العرب دونما بوصلة تحدد اتجاهاتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :