facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكاوي بنت/ أمهاتنا وأبجديات الوطن


رانية الجعبري
04-04-2007 03:00 AM

لا أعلم إلى أين ستأخذني قراءاتي لقصة مريم عليها السلام؟ لقد علمتني الكثير عن هذه الدنيا ولعلها منحتني من الدروس ما يكفيني لأن أتجرد من الواقع تماماً.. بالاضافة إلى أنها ستمنحني نخلة واضحة الملامح أتكىء عليها وسأهز الجذع كلما لاحت فكرة ببالي وسأرتوي أماناً من تلك النخلة التي وجدت لتمنحني الأمان..
أنا الآن أعود بذاكرتي إلى ذلك المكان وأجلس هناك حيث يمكنني أن أقرع أجراس نخلتي فتأت لي بالرطب.. ويمكنني من خلال معاشرتي للقصة أن أجزم أن لكل امراة في الدنيا نخلة يمكنها أن تخفف من آلامها وتسندها عوض الأم والطبيب لحظة الألم.. فأذكر جيداً أنني وأخواني كنا ومازلنا النخلة التي تعلق والدتي عليها آمالها وتهز جذعها كلما ألحت عليها الدنيا بالألم فتتساقط منجزاتنا الصغيرة وترتوي بها.. كما أن جدتي قبلها ـ كما سمعت ـ وبعد أن غادرها ابناؤها إلى دول النفظ ليجمعوا المال جعلت من أصغر أبناءها نخلتها فكلما آلمها شوقها لهم هزت جذع نخلتها فتساقطت قبله على جبينها وكفيها رفقاً بها فترتوي بها..
وإنني خلافاً للأم والجدة آثرت أن أجعل الكلمات والأحلام نخلتي.. ألم أقل لكم أن هذه السورة جردتني من الواقع؟..

فلقد ارتسم حلم الوطن الكبير ببالي منذ طفولتي وإنني متمسكة بأن يصبح ذلك الحلم نخلة لكل امراة عربية, فعندما تتوالىعليها الآلام تهز نخلة ضاربة جذورها في اعماق حضارة نسعى لإحيائها فتتساقط عليها أحلاماً مؤهلة لأن تصبح واقعاً أفضل لأبنائها.. وبذلك يصبح الأمل الذي نحيا من أجله حلم الوطن الكبير.

لذا فكلما صادفت طفلاً ينتزع من كبد الدنيا هواء ليروي رئتيه وألمح والدته منشغلة بهموم دنيتها الصغيرة أحزن لأجله فلقد اتت به إلى الدنيا امراة لا تعرف ابجديات الوطنية والتقدم.. لذا أجزم أنه سيتوه بين مفردات الحياة.. وإن هذا شأن جيل كامل نهزأ به اليوم مع أنه جريمة المربين والأم.. ولعل السبب يعود إلى أن الأم عندما كانت تسعى لتلقي رأسها على جذع نخلة كانت لا تفكر إلا بألمها الخاص وطموحها الخاص بعيداً عن فكرة الوطن فتتناسى بذلك آلام شقيقتها الأرض.. ويتوه صغارها في أرض يجهلون أبجديات عشقها والعمل لأجلها.. لذا تهنا عن وطننا وتاه عنا..

hakaweebent@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :