facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بروباغندا الارهاب والاعلام الاجتماعي


د. زياد الشخانبة
10-12-2016 07:49 PM

زياد الشخانبة - إن الوقوف بتأني ومحاكاة خطورة الاعلام الاجتماعي بدراسة معمقة بعيدا عن الشكلية والظاهرية هو أولوية مؤسسات الدول التي تحترم مكانتها وتخشى على مجتمعاتها وبالتالي فإن عليها أولاً تناول الـ بروباغندا التي عملت وتعمل عليها "داعش" واستغلالها لوسائل الاعلام وبالأخص الاعلام الاجتماعي .

ففي عام 2006 أنشأت داعش مؤسسة للإنتاج الإعلامي بإسم "الفرقان" وكانت تنتج أقراصاً مدمجة وبوسترات ومطبوعات إعلانية وترويج عبر شبكة الانترنت , ثم أنشئت مؤسسة إعلامية أهم عام 2013 وهي "الإعتصام" وتعد بأنها الإنطلاقة الفعلية في الترويج للتنظيم , كما وفي عام 2014 أنشأت داعش (مركز الحياة الإعلامي) الذي يستهدف الجمهور الغربي ويوزع إنتاجه بالإنكليزية والألمانية والروسية والفرنسية , ثم أطلقت في العام نفسه مؤسسة (الأخبار للإعلام) المتخصصة بإصدار الأناشيد الجهادية بصيغة الفيديو وأيضا أطلقت مجلة رقمية وهي "دابق" وبلغات أجنبية عدة وإسم هذه المجلة مقتبس من بلدة تقع شمال سوريا وتُعنى بالترويج والدفاع عن مشروعية داعش الدينية وهي الوسيلة الأقوى التي أنتجت بروباغندا لها تأثيرها على مستوى عالمي وزادت من نسبة المنْظمين الى التنظيم بشكل كبير.

وفي مجال وسائل التواصل الاجتماعي فقد عملت داعش بشكل خاص على تويتر لتوزيع الرسائل والحملات الدعائية ذلك ان اعضاء التنظيم لهم حضوراً واضحاً عبر تويتر .وإلتزاماً باستراتيجية الدول الـ 50 في مواجهة الجماعات المتشددة قامت تويتر بمسح مواقع "داعش" حيث كان الرد بتهديد الإداريين في الشركة بالاختراق بحسابات أخرى .

فصحيح ان الأمر أدى الى إحباط لدى الارهابيين لكن سرعان ما حلّت حسابات جديدة لهم بدلاً من القديمة.

وفي آذار 2015 نشرت مؤسسة "بروكينغز" الأمريكية دراسة حول استخدام داعش لـ تويتر إذ بينت الدراسة أن 46 ألفاً من مناصري داعش مستخدمون لشبكة تويتر ويسجلون انطباعاتهم وأفكارهم من 3-7 مرات يومياً ولدى كل واحد منهم قرابة 1400 من المتابعين, كما أنهم يغيرون مواقع اقامتهم عبر الشبكة الى دول مختلفة من العالم وليس انهم متواجدين في العراق وسوريا لغاية التضليل كما أن نسبة كبيرة منهم يستخدمون اللغة الانكليزية والفرنسية لأغراض الدعاية والترويج,خصوصا بين الجاليات العربية والإسلامية التي وقع الكثير من أفرادها ضحايا لـ بروباغندا نجح التنظيم فيها .

والسابق ذكره جاء لربط المرحلة السابقة للتنظيم إعلامياً بالمرحلة المقبلة له أو لمناصريه, خاصة وان داعش اليوم يعيش حالة من التراجع - كما يقال - وقد ينتقل الى أماكن أخرى, ولا يمكن إلا أن نُقرْ بأن التنظيم نجح في المرحلة السابقة في عمل بروباغندا كبيرة لعملياته وأفكاره وصل تأثيرها الى كل أصقاع الارض والتي لا بد وأنه سيبني عليها في الايام اللاحقة ,ومن هنا فالتنظيم الذي يواجه تراجعاً كما تشير التحليلات وما هذا إلا إستراحة محارب لتنظيم او شكل جديد سيخلفه وهنا يكون الربط والتفكّر بما تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الأخيرة الى استراليا وتحذيره من "موجة ثانية من أخطار الأرهاب" الأمر الذي يفيد بأن هناك إرهاب قادم قد يختلف في الشكل في ظل أن الجماعات الارهابية على مدى السنوات البالية تتشارك في القتل إلا ان لكل منها طرق مختلفة وقد ساعدها في العصر الحديث الفضاء الاعلامي المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أدة هامة تسير جنبا الى جنب مع أدواتهم القتالية .

عندما كان جلالة الملك عبدالله الثاني يطلق بعض التحذيرات في بعض المحافل فكلامه الذي يستغربه البعض في حينها كان يتحقق بعد سنوات, وما هذا إلا نظرة ثاقبة مستشرفة يتحلى ويمتاز بها جلالته , فتحذيره من القارة الأقصى (استراليا) من موجة ثانية من الإرهاب أمر يتطلب الوقوف ملياً عنده بالتحليل والاستشراف وبما قد تؤول إليه الأمور في قادم الأيام .

وهنا لا بد من دراسة مستفيضة لـ بروباغندا جديدة قد يعمل عليها الارهاب الجديد من خلال وسائل الاعلام لاسيما الاجتماعي منها, في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع ما بعد العراق وسوريا والمخططات التي جعلت من المتشددين طريقاً سريعا نحو تحقيق الأهداف .

إن مواجهة التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبدو شأناً تقف أمامه الحكومات في حيرة وإرتباك, بل أن تفعيل دور الراقبة الالكترونية أدى الى اصطدام الحكومات مع أشخاص ليسوا على قرب مع التنظيمات الارهابية ما زاد من مخاوف فشل الحد من استخدام المتطرفين لمواقع التواصل وتأثيرات ذلك, وأن الطريقة المستخدمة غير مجدية. فليس من العقل والصواب ان يؤخذ تراجع داعش ميدانيا في العراق الى النأي بعيدا عن وضع هذا الشأن الخطر تحت الطاولة وتجاهله الشيء الذي سينجرف به افراد المجتمع فكريا نحو اللا رجعة متأثرون بـ بروباغندا تقع على الأشخاص دون شعور وعبر نوافذ عامة وخاصة للتواصل في ظل حتمية تواصلية أفادت بعض الدراسات بأن تأثيرها وأثرها قوي وقع تحته أشخاصاً يمتازون بالثقافة العالية .

كما ان الخطاب الديني والثقافي للمجتمع كما أفادت بعض الدراسات أنه يحتاج الى 15 عاماً على الأقل لجني ثماره في حال نجاحه, وهذه الفترة كفيلة بأن يتم إستغلالها في قادم الأيام في الوقت الذي يعتبر الخطاب المباشر والوجاهي أيضا له خطورته كونه يجري في قنوات ضيقة, إذ أكد لي أحد الصحفيين اللبنانيين المختصين في شؤون الجماعات الارهابية أن أعضاء جبهة النصرة كانوا قد تأثروا بالخطاب المباشر الذي مهدت له بروباغندا مواقع التواصل الاجتماعي في حين ان اعضاء "داعش" يؤثرون وجاهيا وتواصلياً بطريقة ثنائية وجنباً الى جنب للتأثير على الأفراد وهذا ما تم بالفعل .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :