facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رؤى ملكية متجددة


د. سحر المجالي
18-10-2008 03:00 AM

كان جلالة الملك عبدالله الثاني، وكعادته، في منتهى الصراحة والصدق والأمانة في تناول القضايا التي تهم الأردن والأمة العربية وأجيالهما الراهنة والمستقبلية، بل وقابل أيامهما. وجاء ذلك في خطاب العرش السامي الذي افتتح فيه جلالته الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامس عشر يوم الأحد 6 تشرين الأول 2008 كما هو ديدنه في كل خطاباته.

فعلى الصعيد الأردني الداخلي أكد جلالته على وجوب السير في عملية الإصلاح السياسي، بشقيه الرسمي أو الشعبي، مما يعني مزيدا من الحريات الأساسية المسؤولة للشعب الأردني، وبما يخدم مصالح الأردن الحيوية والإستراتيجية ، ويظهر الأردن كممثل حقيقي للحضارة العربية ? الإسلامية، وقيم وتقاليد الشرق التي ينظر إليها العالم على أنها الأساس الذي منه انطلقت القيم والمعاني الإنسانية.

وفي المجال الاقتصادي، نوه جلالته بان الإصلاح الاقتصادي المسؤول والبعيد عن الاحتكار والسحت الحرام و'' اللعب'' في أقوات الناس، يمثل الطريق الأسلم لوصول الأردن وشعبه إلى معاني الرفاه والتقدم الاقتصادي. ومن هنا جاءت مكرمة جلالته في ما يتعلق بمبادرة '' سكن كريم لعيش كريم''، بالإضافة إلى الاستمرار في رفد الدولة للفئات الأقل حظا حتى تصل إلى مستوى متطور من صون الكرامة الإنسانية في هذا البلد. إن توجيهات جلالة الملك للحكومة للأخذ بيد الفقراء ومعالجة جيوب الفقر لهو الدليل الأبلج على مدى رعاية جلالته لكافة فئات الشعب الأردني، خاصة الفقراء منها.

ولم ينس جلالته أن يذكر بشيء من الاعتزاز دور الشعب العراقي في مسيرة الأمة العربية، هذا الشعب الذي يئن اليوم تحت وطأة احتلال قاهر واستقطاب طائفي بغيض وتصفية حسابات بعيدة عن قيمنا العربية والإسلامية، ومن هنا جاء تأكيد جلالته على وجوب رعاية أخوة العقيدة والدم ?العراقيين في الأردن ووجوب تقديم كل الرعاية و كافة التسهيلات لهم حتى يعودوا إلى ارض العراق العظيم ومدينة السلام التي كانت حاضرة الأمة لأكثر من سبعمائة سنة، لأنهم لم يبخلوا ذات يوم على مد يد العون والمساعدة لكل أبناء الأمة العربية الماجدة.

كما صدق جلالة لملك شعبه وأمته حينما أكد على أن مصلحة المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها العربي وقيادتها السياسية تكمن في إقامة ا لدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والمحددة الحدود والمعالم، وهذا الأمر يعتبر إستراتيجية قومية للدولة الأردنية.

وفي الشأن القومي أكد جلالته على العمل العربي المشترك ووجوب تفعيله بما يخدم الأمة العربية وشعبها العربي الأصيل. ولكل من لم يقرا التاريخ أقول بأن الأجندة الأردنية منذ فجر الثورة العربية الكبرى مبنية على التوجه الوحدوي للأمة العربية، وقد دفع قادتها الشريف الحسين بن علي، والملك الشهيد عبد الله الأول بن الحسين حياتهما في سبيل الوحدة والتحرر العربيين. وكان هذا النهج هو الذي سار عليه المرحومان الملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال. كما يعتبر الوصول إلى صيغة وحدوية عربية هي من أهم أهداف الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وهي السياسة الرسمية والشعبية للدولة الأردنية بالأمس واليوم وغداً.

أما على الصعيد الدولي، فقد كان جلالته في غاية بعد النظر واستشراف المستقبل، حينما أكد على أن الأردن والأمة العربية جزء من هذا العالم وركيزة أساسية من الأسس التي ينبني عليها المجتمع الدولي، وبالتالي لا بد من تفاهم مشترك بين الأمة العربية ومحيطها الدولي، لأنه ليس بالإمكان لامتنا العربية أن تعيش بمعزل عن هذا العالم الذي لا مكان فيه لأحد لا يستطيع استيعاب مستجداته وعوامل تكوينه. حيث دعا جلالته إلى حوار حضاري مع الآخر، يحفظ للأمة خصوصيتها الحضارية والثقافية والعقدية، وفي نفس الوقت يبقيها لاعبا أساسيا في النظام الدولي.

لقد كان جلالة الملك في خطابه ذلك في غاية الصراحة والصدق مع شعبه وأمته، وسمى الأشياء بمسمياتها، ووضع النقاط على الحروف دون مواربة أو وجل.

almajali47@yahoo.com





د. سحر المجالي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :