facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لنا ولهم


د. محمد عبدالكريم الزيود
18-02-2017 02:22 AM

لا يثير حزني إلا حضور جنازة شهيد ، أو رؤية طفل يبكي أباه ويجلس عند قبره وحيدا ... أو جندي يقف وحيدا على باب سفارة يبحث عن دفء ضائع في شوارع فارغة ، وبنايات أبوابها مغلقة ، وسيارات لا يشاهد أصحابها من خلف زجاجها المعتم ... 

كتب حبيب الزيودي يوما " هذي بلدنا " ومات حبيب مقهورا وحيدا .. وخاطب عمان وقال : "يللي ما تعرفي النكران " فأنكروه حيا وميتا وخلعوا كل نصوصه من كتب العربية ،..! لم تعد البلد بلدنا وشوارعها لا تشبهنا ، فقط تشبه وجوه الفقر ووجوه العسكر الذين يحرسون حدوده ويقفون ويحرسون سفاراته وبنوكه وجشع رؤوس أمواله .

لهم الوطن ولنا الوطنية والأغاني في الإذاعات ، والكتابة أن البلد بخير " والأمور تمام " .. لنا الفقر والجوع والقلق ولهم الفرح والرقص وحضور حفلات ياني واقتناء التماسيح والأسود وطعام القطط والاحتفال بالشمبانيا .. يزيد وجع قلوبنا ويرتفع الضغط والسكري والروماتيزم والأسعار ، وتنخفض فقط رواتبنا وتتآكل ومع ذلك نقول ؛ المهم أن يظل الوطن بخير .. 

هذا وطن مقسوم منذ أن كان : لنا الدم ولهم الدينار .. لهم الأرض ولنا حراثتها فنحن العجول .. لهم مقدمة الصفوف ولنا حراسة الأبواب ، لهم الرقص على الدفوف ولنا ضرب الكفوف ... لهم حاويات البضاعة ولنا حاويات الزبالة ، يزيد رصيدهم ويزيد وجعنا وفقرنا .

المهم ما زلنا أحياء يا صديقي على هامش الحياة فقد علمونا أنك ستبقى جنديا لتحمي البلد وابنك حتما سيكون مشروع شهيد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :